الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:07 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

” على الأصل دَورّ ” .. الكنافة البلدى والقطايف تاريخ لا يغادر موائد رمضان في مصر

 الكنافة البلدى والقطايف  تاريخ لا يغادر موائد رمضان
الكنافة البلدى والقطايف تاريخ لا يغادر موائد رمضان

استمرت الكنافة البلدي والقطائف عبر الأزمنة، طقوسا يتوارثها الأجيال في شهر رمضان، إذ تعتبر طبق دائم على المائدة الرمضانية، ولايزال مشهد صانع الكنافة البلدي تحيطه الأطفال ممسكاً بيده إناءً ذات ثقوب عديدة يتساقط منه العجين على صاج الفرن البلدى وبواسطة حركة يده الدائرية يصنع خيوطاً منتظمة من الكنافة، ويجمعها بعد لحظات على الفرن بيديه، ثم يضعها على طاولة بجواره ليزنها بالكيلو جرامات للزبائن، والى جواره صانع القطائف ممسكاً أيضا بإناء صغير يتساقط من أسفله عجين يأخذ شكلى دائرى على الفرن ليزيله بعد لحظات على الطاولة، كل تلك المشاهد ارتبطت بذاكرة المصريين عبر الأجيال.

وقد تعددت الروايات حول بداية ظهور الكنافة فقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها خصيصا إلى معاوية بن أبي سفيان وهو أول خلفاء الدولة الأموية وقت ولايته للشام كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يحس به في نهار رمضان فقد كان معاوية يحب الطعام فشكا إلى طبيبه من الجوع الذي يلقاه في الصيام فوصف له الطبيب الكنافة لتمنع عنه الجوع وهو ما جعل اسمها مرتبطا باسمه وعرفت بـ”كنافة معاوية “.

وفي رواية أخرى قيل أن الكنافة صنعت خصيصا لسليمان بن عبد الملك الأموي كما قيل أن تاريخ الكنافة يرجع إلى المماليك. لكن أساتذة التاريخ الإسلامي يذهبون إلى أن تاريخ الكنافة يعود إلى العصر الفاطمي وقد عرفها المصريون قبل أهل الشام وذلك عندما تصادف دخول الخليفة المعز لدين الله الفاطمي القاهرة وكان وقتها شهر رمضان فخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار يتسارعون في تقديم الهدايا له ومن بين ما قدموه الكنافة على أنها مظهر من مظاهر التكريم ثم إنها انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار وابتدعت كل بلد في طريقة صنع الكنافة وحشوها غير الطرق التي تفنن بها المصريون وأصبحت بعد ذلك من العادات المرتبطة بشهر رمضان في العصور الأيوبي والمملوكي والتركي والحديث والمعاصر باعتبارها طعاما لكل غنى وفقير مما أكسبها طابعها الشعبي.

أما القطايف يرجع تاريخ نشأتها واختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة وقيل أنها متقدمة عليها واختلفت الروايات حول تحديد وقت ظهورها بين العصر الأموي والعصر المملوكي والعصر الفاطمي. ووصل العشق للكنافة والقطايف أن تغنى بهما الشعراء كما حظيت بمكانة مهمة في التراث العربي والشعبي وكانت ولا تزال من عناصر فولكلور الطعام في مائدة شهر رمضان.

اقرأ أيضاً

وفى تصريحات خاصة لـ ” الميدان “ أكد الإعلامى فهد ابوالفضل ، بقناة الصعيد فى المنيا ، قائلا ” يستقبل المصريون شهر رمضان بفرحة وحماسة تتجليان فى ممارسة طقوسه كاملة؛ سواء الروحانية مثل الصوم والصلاة، أو الاجتماعية كالزيارات والعزائم ” ، رغم إنتشار فيروس كورونا . وأضاف ابوالفضل ، أن للكنافة والقطايف مكانة كبيرة عند المصريين، وهما من أكثر الحلويات تفضيلاً للصائمين خلال رمضان ، وبالرغم من تطور صناعة الكنافة والقطايف من أدوات ومعدات جديدة تسهل صناعتها بالشكل الآلى ، ومازالت حتى الان الكنافة البلدى تقام لها شوادر خاصة فى الشوارع.

كما أكد عماد الشايب رئيس مجلس قروى قائلا : للقطايف شعبية كبيرة في شهر رمضان، حيث يقبل الناس على تناولها بكثرة اثناء الشهر المبارك، وهى عبارة عن عجينة تسمى عجينة القطايف محشوة بحشوات مختلفة من المكسرات أو القشطه أو غيرها، وهناك عدة روايات عن نشأة القطايف الا انها كلها ترجح ان القطايف سبقت فى ظهورها عن الكنافة، ومن احدى الروايات ان صناع الحلوى فى العصر الفاطمى كانوا يتنافسون في صناعة الحلوي حتى ابتكر احدهم فطيرة صغيرة محشوة بالمكسرات وقدمها فى طبق فاخر ليقطف منه الضيوف ولذلك اشتق أسمها (القطايف) .

واجرت « الميدان » لقاء مثيرا مع صلاح ربيع الحلواني ، صاحب أحد محلات الكنافة بمركز مغاغة بالمنيا .

وأشار «صلاح» قائلا : ” تعلمت صناعة الكنافة من والدي منذ الصغر وكنت أساعده كل عام فى شهر رمضان فى صناعة الكنافة البلدى، وقبل وفاته طالبنى بأن أستكمل المسيرة بعد وفاته قائلًا لى “اوعى تقطع العادة يا صلاح واقف مكانى كل سنه واوعى تزعل حد منك ” لأعاهده بعدها باستكمال المسيرة وقمت قبل بداية شهر رمضان ببناء أفران الكنافة البلدي بالطوب والطين ووضعت الصينية الدائرية استعدادا للشهر وشراء كافة المستلزمات.

وتابع صلاح ، فى حديثه لـ”الميدان”، “أقف فى شهر رمضان يوميًا من الساعة 7 صباحًا وحتى الساعة 9 مساء ، لمتابعة العمل لماكينة الكنافة الآلى ، والفرن البلدى ، وإعداد العجينة .

وأضاف صلاح ، أن بصمته في الكنافة والقطايف تظهر من خلال طريقة عجنه الخاصة التي تعتمد على ما وصفها بمصطلح «خدمة العجين» والتي تحوله إلى عجين مناسب الكنافة بمجرد الدقيق والمياه فقط ، حيث يقوم ب«لت وعجن» الدقيق حتى يظهر له خطًا يشبه عروق جسد الإنسان، حينها يدرك أن عجينته أصبحت جاهزة للسكب على النيران.

وأشار صلاح ، ان “هناك العديد من المسيحيين يقبلون على شراء الكنافة والقطايف في رمضان، ويكونون سعداء بشهر رمضان ربما أكثر من المسلمين”.

وأوضح أن الأجيال الجديدة أكثر اقبالا على الكنافة الآلي، أما الأعمار الكبيرة فما زالت تتمسك بالاقبال على الكنافة اليدوية التي اعتادت عليها.

 

كما أكد « صلاح » عن أنه هذا العام أدخل تطويرا جديدا على صناعة الكنافة الخام من حيث النوعية، فتم انتاج كنافة بالمانجو، وبالفراولة، وبالبرتقال، والشيكولاتة، وكنافة بالسمن واللبن. واختتم صلاح كلامه قائلا “الكنافة البلدى تشهد قبولا من قبل المواطنين نظرا رغم ارتفاع سعرها مقارنه بالكنافة الآلى وذلك لعدم توافرها طوال العام” ، رغم التحذيرات من انتشار فيروس “كورونا”.

 

من جانبه، أكد سعيد رشدي ، من نفس المنطقة ، أثناء شرائه للكنافة والقطايف، أنه يحرص دائما على شراء الكنافة والقطايف، خلال شهر رمضان، لأنها تتواجد بكثافة خلال هذا الشهر.

وقال سعيد ، “الكنافة والقطايف مظاهر رمضانية لكل المصريين، ونحن تعودنا على الاحتفال بها، والمسيحيين جميعا تقريبا يحرصون على شرائها طوال الشهر”.

واضاف “نحن كمسيحيين نسكن بين المسلمين وتربطنا ببعضنا البعض علاقات طيبة ونحن حريصون في كل المناسبات الإسلامية التي لها مظاهر معينة أن نشارك في هذه المظاهر سواء في رمضان أو مولد النبي أو العيد، حتى لا ينظر الأطفال لبعضهم البعض”.

واضاف عادل ربيع والذى يعمل مع أخيه «صلاح » ، أن هناك البعض يفضل شراء الكنافة البلدي أكثر من الكنافة الآلى لأنها أفضل فى الطعم، وتشير إلى أن مائدة رمضان لا تخلو من الحلويات، وننتظر رمضان من العام للعام علشان شعور تَجّمُع الأسرة واللمة الحلوة، والحلويات المشهور بها الشهر زي الكنافة والقطايف.

أما عبدالرحمن عبدالله ، عامل باليومية ، علق على ارتفاع أسعار الكنافة والقطائف هذا العام .

الأصل دَورّ الكنافة البلدى والقطايف تاريخ لا يغادر موائد رمضان مصر