ألا ما أعظمك يا شهر رمضان!
بقلم- اللواء أح / مجدى ابو المجد
شهر رمضان ، شهر العبادات، شهر المعجزات، شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديمًا وحديثًا، شهر المواقف الحاسمة، مدرسة الثلاثين يوما.
تحتفل مصر خلال سويعات قليلة بذكرى حرب العاشر من رمضان ١٣٩٣ هجرية، ٦ أكتوبر ١٩٧٣ ميلادية .. ذكرى أسطورة شعب وجيش حطما المستحيل .. حرب شاركت فيها جميع أسلحة الجيش المصرى فى سيمفونية أبهرت العالم وفاجأت العدو.. استطاعت القوات المسلحة عبور القناة وتدمير خط بارليف بعقول وأياد مصرية.. العاشر من رمضان الملحمة التاريخية الأكبر في العصر الحديث،ملحمة تاريخية لا تنسى مهما مر الزمان، ملحمة شرف فهى ذكرى استلهام القوة وعدم اليأس .. حرب العاشر من رمضان هي الحرب الأعظم في تاريخ مصر، فمن خلالها استطعنا استرجاع الكرامة والعزة والشرف بعد نكسة ١٩٦٧، وبها ضربنا أروع الأمثلة في التضحية والفداء من أجل الوطن، وتمكنا من تحرير أرضنا الطاهرة من العدو الغازي المتغطرس، الحرب التي سطرها التاريخ بأحرف من نور، ورغم مرور ٤٨ عاما على هذا الانتصار الكبير، إلا أنه مازال يخضع للتحليل والدراسة في المؤسسات العسكرية في العالم لما شهده من براعة في القتال من الجندي المصري ومن مفاجآت عجزت إسرائيل عن مواجهتها وانهارت على إثرها أسطورة القوة العسكرية الإسرائيلية التي لا تقهر.
يعد شهر رمضان شهر العبادات الذي أنزل فيه القرآن معجزة العرب والمسلمين ، شهر الفتوحات والبطولات والانتصارات قديمًا وحديثًا، وشهر المواقف الحاسمة التي بها تقدم المسلمون وانتشر الإسلام وتشكل التاريخ، وعلى الدرب سار المصريون في حرب العاشر من رمضان، مسجلين صفحة جديدة في سجل البطولات والفتوحات الكبيرة في التاريخ الإسلامي والمصري الذي قدر الله لها أن تكون في رمضان. فمن غزوة بدر ومعركة القادسية إلى حطين وعين جالوت والعاشر من رمضان، جاءت أيام لا ينسى التاريخ انتصاراتها في هذا الشهر الكريم،وفي اليوم العاشر من رمضان عام ٦٤٨ هجرية وقعت معركة المنصورة التي انتصر فيها المسلمون على الصليبين بقيادة لويس التاسِع نفْسه، وكان ذلك في اليوم العاشر من رمضان ٦٤٨ هجرية.
اقرأ أيضاً
- رئيس الوزراء يوجه دعوة لنظيره الليبي لزيارة مصر لاستكمال إجراء الاتفاقيات المشتركة
- ننشر تفاصيل لقاء شكري وتشيكسيدي
- مدبولي : مصر حريصة على دعم كل المشروعات التنموية في ليبيا
- شكري يسلم تشيسكيدي رسالة حول قضية سد النهضة
- السيسي ينعي إدريس ديبي: قدم الكثير لشعب بلاده وأفريقيا
- نائب يشيد بالقرارات الأصلاحية لوزير النقل : تجديد شرايين مصر الحيوية ضرورة قصوي
- مدبولي يتوجه إلى ليبيا لبحث التعاون المشترك في مختلف المجالات
- روسيا: 10 مايو موعد عودة الرحلات الجوية الروسية إلى المنتجعات المصرية
- الحكومة تنفي وجود عجز في السلع التموينية خلال شهر رمضان الجاري
- شكري: الأتفاق الملزم حول سد النهضة سيحقق الأستقرار الأقليمي
- الخارجية: شكري يسلم رامافوسا رسالة من السيسي
- اليوم .. «مصر للطيران» تسير 46 رحلة لنقل أكثر من 3462 راكبًا .. واهم الوجهات لندن وباريس
ففي العاشر من رمضان عام ١٣٩٣ هجرية، السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣. حدث الانتصار العظيم الذي يعتبره المؤرخون المعاصرون أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود (إسرائيل)، الذي شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم، حيث خاضت مصر معركة عظيمة حققت فيها انتصارًا مبهرًا ماحيا كبوة يونيو ١٩٦٧، متوجا ما قام به الجيش من مقاومة بدأت بحرب الاستنزاف "في معركة رأس العش" التي استمرت ١٠٤١ يومًا، والتي قام خلالها أبطال القوات المسلحة بأربعة آلاف و٤٠٠ عملية، إغراق المدمرة إيلات . الأمر الذي أعاد الثقة في تحقيق النصر ورفع الروح المعنوية للجيش والشعب،وأرست تلك الحرب الأعمدة الرئيسية التي قام عليها الانتصار العظيم في العاشر من رمضان.لقد أنهت حرب العاشر من رمضان أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم ـ العاشر من رمضان مصدر مجد وفخر يحيط بقامة العسكرية المصرية على مر التاريخ، ووسامًا على صدر كل مسلم وعربي، وشفيعا للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم من أجل الزود عن الوطن، يؤكد للعالم أن أبناء مصر مازالت أيديهم واحدة تبنى والثانية تحمل السلاح.
قبل ٤٨ عامًا هجريًا تمكنت القوات المصرية من تحطيم "خط بارليف" الذي كان جبلًا من الرمال والأتربة، يمتد بطول قناة السويس في نحو (١٦٠) كيلومترًا من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة، هذا الجبل الترابي الذي طالما افتخرت به القيادة الإسرائيلية لمناعته وشدته، كان أكبر العقبات التي واجهت القوات المصرية في عملية العبور والانتصار ، خاض الجيش المصري البطل تلك المعركة، وهو يعلم أنها معركة مصير، لأن هزيمته تعني سيادة إسرائيل على المنطقة كلها، لم يختلف الجندي المصري في حرب العاشر من رمضان عنه في حرب (١٩٦٧) من حيث الشكل والمظهر، ولكنه اختلف من حيث الباطن والجوهر، فالإنسان يقاد ويتغير من داخله لا من خارجه، ولا يقود المسلمين شيء مثل إيمانهم بنصر الله، ولا يحركهم مثل الجهاد في سبيله، فكانت "الله أكبر" صيحة النصر، والتسابق على الشهادة الهدف، والاقتضاء بسيرة الأبطال العظام والقدوة وهو ما خاطب قلبه ونفسه، وأوقدت جذوته، وحركت وبعثت عزيمته، وهنا لم يقف أمامه شيء، فصنع معجزة العبور، وتخطى المستحيل، لأنه وقائده باسم الله تحرك، وعلى الله توكل، ومن الله استمد العون فنصره.
تعرف بحرب أكتوبر أو العاشر من رمضان فى مصر، فيما تعرف فى سوريا بحرب تشرين التحريرية أما فى إسرائيل فيطلق عليها حرب يوم الغفران يوم كيبور. .
استلهمنا من نصر العاشر من رمضان القوة فى مشروعات تنموية عملاقة غيرت وجه مصر الحضاري في مدة زمنية لم تتجاوز سبع سنوات وصولا للتنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠ واقتصاد قادر على التصدي لمحنة كورونا التي اجتاحت العالم وجذع منها أكبر الدول، وفي ذكرى الانتصار نستلهم منه البطولة والشجاعة وعدم اليأس من أي عدوان غاشم من جماعات إرهابية متطرفة، أو ضد فيروس كورونا،علينا أن نواجه التحديات والمؤامرات وجماعات الإرهاب والتطرف، فروح العاشر من رمضان صنعت نصرًا أحيا أمة وأعاد لها كرامتها وساعدها فى بناء دولة متقدمة، وهذا النصر رسم لها استراتيجية للتنمية والتقدم، وبث فى نفوس الشعب الأمل، وحفزهم على العمل والبناء والإنتاج، وعدم الركون إلى الكسل والتواكل، ورسخ فى نفوسهم قيمة الانتصار على التحديات فى الاقتصاد والتعليم والصحة ومكافحة الفساد، ونشر التعاون والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، والأخذ بالأسباب والتخطيط الدقيق وبذل الأنفس والأموال كان سببًا رئيسيًّا فى انتصارات العاشر من رمضان التى تعد نقطة فارقة فى العسكرية المصرية، وفى تاريخ الإسلام والمسلمين. لنجدد العهد مع الله أولًا ومع أنفسنا ثانيا، لتحقيق بطولات وانتصارات جديدة لشعبنا الابى، وقواتنا المسلحة الباسلة، وشرطتنا العظيمة ضد أي تحدي والأدلة على ذلك كثيرة.
حفظ الله مصرنا الغالية من كل مكروه وسوء وأنعم عليها بمزيد من الأمن والصحة والاستقرار ، وأن يحفظ رئيس الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي الرجل الذى احبته مصر لحبه لمصر. تحيا مصر تحيا مصر ورجالها ومؤسساتها وتحيا جيش مصر وتحيا شرطة مصر.