وفاة المقاوم المصري حافظ سلامة ”شيخ المجاهدين” .. يثير حزن رواد مواقع التواصل
اسامة خليلرحل عن عالمنا الشيخ حافظ سلامة، أحد أهم السياسيين المصريين الذين كان لهم باع كبير في مقاومة الاحتلال الإنجليزي في مصر وخروج إسرائيل من سيناء، وذلك بعد حرب 1973، بالإضافة لمشاركته في أبرز ثورات الوطن العربي في مصر وليبيا وسوريا والانتفاضة الثالثة بفلسطين.
وأشعل خبر وفاة الشيخ حافظ سلامة ، حزن رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، بعد إصابته بفيروس كورونا، وتدهورت الحالة الصحية له حيث تم نقله إلي العناية المركزة في مستشفي عين شمس في القاهرة.
نشأته :
ولد حافظ سلامة في 6 ديسمبر 1925 وهو بطل وقائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس، لديه ثلاثة أشقاء وكان يعمل مع والده بتجارة الأقمشة، بدأ تعليمه بكتاب الحي ثم التعليم الابتدائي الأزهري وأخذ في تثقيف نفسه في العلوم الشرعية والثقافة العامة ودرس العديد من العلوم الدينية ثم عمل في الأزهر واعظا، حتى أصبح مستشارا لشيخ الأزهر لشؤون المعاهد الأزهرية حتى 1978، ثم أحيل إلى التقاعد. انضمامه للفدائيين في عام 1944 قابل حافظ سلامة أحد الحجاج الفلسطينيين الذين كانوا يمرون من السويس، حيث طلب من الشيخ حافظ توفير حجارة الولاعات التي تستخدم في صناعة القنابل اليدوية ومده بالسلاح لمساندة المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، حتى قبض عليه في إحدى المرات وحكم عليه بالسجن 6 أشهر ولكن تم الإفراج عنه بعد 59 يوما بعد وساطة من أحد أمراء العائلة المالكة في مصر.
اقرأ أيضاً
- سفير مصر في أوتاوا: تفهم من كندا لموقف مصر حول سد النهضة
- العربي الناصري ينعي شيخ الفدائيين بمنطقة القناة
- عاجل : وفاة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويس
- سكرتير عام محافظه الاسماعيليه يقود حمله مكبره على المنشآت الغذائية بالإسماعيلية
- غلق 7محلات في حملة مكبرة بحي جمرك الإسكندرية
- معلمو الصف يستغيثون بمحافظ الجيزة ووزيري المالية والتعليم لصرف فروق رواتب شهور ديسمبر ويناير وفبراير
- بعد تلقي السيسي للقاح المضاد لكورونا.. التمامي: هذه رسالة طمأنة بضرورة التسجيل والالتزام بالاجراءات الاحترازية
- محافظ البحيرة يفتتح موسم توريد القمح ويتفقد صومعة تخزين القمح بزاوية غزال
- الحكومة تنفى شائعة زيادة تعريفة الركوب لسيارات النقل الجماعي والسرفيس بالمحافظات تزامناً مع تعديل أسعار منتجات البنزين
- مرصد الأزهر يحلل تداعيات التطرف في عصر وسائل التواصل الاجتماعي وسُبُل مواجهته
- الصحة: تسجيل 953 حالة إيجابية جديدة بفيروس كورونا ..و 51 حالة وفاة
- النائب محمد عبدالحميد يقدم التعازى لوزير الشباب والرياضة في وفاة والد زوجته
انضم الشيخ حافظ سلامة إلى جماعة شباب محمد التي أنشأها مجموعة من الأشخاص المنشقين عن الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة عام 1948.
وشارك الشيخ حافظ من خلال تلك الجمعية في النضال الوطني الإسلامي في مصر ضد الاحتلال الإنجليزي، وبعد انضمامه بفترة قصيرة أُعلن قيام دولة إسرائيل في نفس العام، وجرى إعلان الجيوش العربية للحرب. شكل حافظ أول فرقة فدائية في السويس، كانت مهمتها الرئيسية مهاجمة قواعد القوات الإنجليزية على حدود المدينة، والاستيلاء على كل ما يمكن الحصول عليه من أسلحة وذخائر، كان يتم تسليمها للمركز العام للجمعية في القاهرة، لتقوم هي بعد ذلك بتقديمها كدعم للفدائيين في فلسطين.
في يناير عام 1950 ألقي القبض عليه في إثر مقال كتبه في جريدة النذير انتقد فيه نساء الهلال الأحمر بسبب ارتدائهن أزياء اعتبرها مخالفة للزي الشرعي. اعتقل الشيخ حافظ سلامة بعد ذلك في إطار الاعتقالات التي نفذها النظام الناصري ضد الإخوان، وظل في السجن حتى نهاية 1967 بعد حدوث النكسة.
أفرج عن الشيخ حافظ سلامة في ديسمبر عام 1967 فاتجه إلى مسجد الشهداء بالسويس، وأنشأ جمعية الهداية الإسلامية، وهي الجمعية التي اضطلعت بمهمة تنظيم الكفاح الشعبي المسلح ضد إسرائيل في حرب الاستنزاف منذ عام 1967 وحتى عام 1973.
تعد قيادة الشيخ حافظ سلامة لعمليات المقاومة الشعبية في مدينة السويس بدءا من يوم 22 أكتوبر 1973 هي المحطة الأهم في حياته، حيث تسللت إسرائيل إلى غرب قناة السويس في منطقة ”الدفرسوار“ القريبة من الإسماعيلية بهدف حصار الجيش الثالث الميداني بالضفة الشرقية للقناة وتهديد القاهرة واحتلال مدينة السويس.
قام الشيخ حافظ سلامة ومعه عدد من القيادات، وأبناء المدينة برفض تسليم المدينة واستمرار المقاومة.
ووقف الشيخ حافظ سلامة على منبر مسجد الشهداء ليعلن بدء عمليات المقاومة رغم ما تعرضت له المدينة من حصار شديد من القوات الإسرائيلية.
رفض الشيخ حافظ سلامة زيارة الرئيس المصري محمد أنور السادات للقدس عام 1977 ومعاهدة كامب ديفيد عام 1979، ما جعل الرئيس السادات يضعه على رأس قائمة اعتقالات سبتمبر 1981، وقد أفرج عنه بعد اغتيال السادات. في نوفمبر 2011 انضم الشيخ سلامة إلى المعتصمين المطالبين بتنحي الرئيس المصري محمد حسني مبارك عن الحكم في ميدان التحرير خلال ثورة يناير، وأصدر بياناً يناشد فيه الجيش المصري التدخل الفوري لإنقاذ مصر. كما شارك الشيخ سلامة بقيادة وتنظيم مجموعات الدفاع الشعبي عن الأحياء السكنية في مدينة السويس ضد عمليات السلب والنهب التي انتشرت بسبب الفراغ الأمني أثناء الاحتجاجات. في الرابع من شهر مايو عام 2012، شارك الشيخ حافظ سلامة في جمعة الزحف بالعباسية متضامنا مع مطالب القصاص لقتلى العباسية.
في يوم الأحد 20 مارس 2011 قام الشيخ حافظ سلامة بالسفر إلى ليبيا لدعم الثوار وبصحبته 50 طن مواد غذائية ومساعدات طبية وأدوية، كما اصطحب 14 متطوعاً لمساعدته في توزيع المساعدات.
في الخامس من شهر مايو عام 2011، أكد الشيخ حافظ سلامة عزمه المشاركة في فعاليات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، وجاء ذلك بعد أن تجمع عدد كبير من الشباب أمام مسجد الشهداء بالسويس يطالبون الشيخ حافظ بأن يقود قافلة الحرية المصرية، التي تتوافق مع انطلاق قوافل أخرى من كافة الدول العربية وجميع المحافظات المصرية للأراضي الفلسطينية في 15 من شهر مايو عام 2011.
توفي الشيخ حافظ سلامة يوم الاثنين 14 رمضان 1442 هجريا، الموافق 26 أبريل 2021 ميلاديا عقب وعكة صحية تعرض لها في أول أيام شهر رمضان وأُدخل في إثرها مستشفى الدمرداش في العاصمة المصرية القاهرة حيث توفي فيها.