الإخوان المتأسلمين وفقه التلون !!؟؟ (٤-٦)
بقلم- اللواء أح / مجدى ابو المجد
كيف اصبحت أوروبا حاضنه لفكر الاخوان المتأسلمين!! جماعة ضد الجميع بدعم تركى ، ماهو المجتمع الموازي للإخوان في أوروبا؟؟!!
الحجج الأربعة لحظر الاخوان المتأسلمين في أوروبا ؟؟ ولماذا تتبع أوروبا سياسات البلدان العربية في حظر الإخوان والإسلاميين؟
بقلم اللواء أح/مجدى أبو المجد
أثرت جماعة الإخوان المتأسلمين منذ تأسيسها في عام ١٩٢٨، بعمق على الحياة السياسية في الشرق الأوسط ، في حين أن الأفكار المتطرفة للإخوان قد شكلت معتقدات أجيال من الإسلاميين، ومع مرور الوقت أصبحت أوروبا حاضنة للتطور السياسي لفكر تلك التنظيمات الإسلامية المتطرفة ، فمنذ أوائل الستينيات انتقل أعضاء جماعة الإخوان والمتعاطفون معها إلى أوروبا وأسسوا ببطء ولكن بثبات شبكة واسعة ومنظمة جيدًا من المساجد والجمعيات الخيرية والمنظمات الإسلامية. على عكس المجتمع الإسلامي الأكبر، قد لا يكون الهدف النهائي للإخوان المتأسلمين مجرد مساعدة المسلمين ليكونوا أفضل مواطنين يمكن أن يكونوا، بل بالأحرى توسيع انتشار أفكارهم في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة . أربعة عقود من التدريس والتعليم آتت أكلها. الطلاب اللاجئون الذين هاجروا من الشرق الأوسط قبل أربعين عامًا وأحفادهم يقودون الآن المنظمات التي تمثل المجتمعات الإسلامية المحلية في تعاملهم مع النخبة السياسية في أوروبا ويتم ذلك بتمويل من مساهمين كرماء من الخليج العربى، يديرون شبكة مركزية تغطى كل دولة أوروبية تقريبا ، تمثل هذه المنظمات نفسها على أنها التيار الرئيسي حتى مع استمرارها في تبنى الآراء المتطرفة للإخوان المتأسلمين والحفاظ على الروابط مع الإرهابيين بفضل الخطاب المعتدل “المعلن”، وإجادة التحدث باللغات الألمانية والهولندية والفرنسية والإنجليزية، اكتسبوا قبولًا بين الحكومات الأوروبية ووسائل الإعلام على حد سواء ، ويندفع السياسيون فى الدول الأوروبية لإشراكهم كلما ظهرت مشكلة تتعلق بالمسلمين أو بشكل أكثر ضيقًا ، عندما يسعون إلى تصويت المجتمع الإسلامي المزدهر.
اقرأ أيضاً
- فتاوى تشغل الأذهان .. ما حكم ادخار الزوجة من مصروف البيت دون علم زوجها ؟ .. «الإفتاء» تجيب
- وزيرة الهجرة تعلن إطلاق مبادرة للمصريين بالخارج ”صوت مصر في أفريقيا”
- عباس كامل يلتقي وزير الدفاع الإسرائيلي
- السيسي يعقد اجتماعا بمدير جهاز المشروعات ال الوطنية للقوات المسلحة
- السيسي يعقد اجتماعا حول إقامة المدن الصناعية في البلاد
- استمرار تدريبات حماة السماء 1
- الخارجية تكشف تفاصيل لقاء شكري واشكينازي
- السيسي يؤكد على دعمه لمقدرات الشعب الفلسطيني
- بالصور.. تفاصيل زيارة رئيس الأركان لرواندا وكينيا
- السيسي يؤكد على دعمه للقيادة الفلسطينية
- الرئاسة تكشف مهام رئيس المخابرات والوفد الأمني خلال جولتهم في إسرائيل وفلسطين
- الرئاسة: وفد مصري امني لإسرائيل والأراضي الفلسطينية لتثبيت التهدئة
تحتل أوروبا مركزًا مهما في استراتيجية جماعة الأخوان المتأسلمين للتغلغل والانتشار، لاسيما مع انتهاج الجماعة سياسة تتسم ظاهريًا بالاعتدال وممارسة نهج “التقية”، وهو ما حول أوروبا لما يشبه مركز قيادة متقدم لتنظيم الإخوان من خلال شبكة معقدة من المنظمات والمكاتب الإسلامية والمراكز البحثية، توجهت الجماعة لأوروبا عبر جيلين ، الجيل الأول كان إبان فترة التحرر العربي من قبضة الاستعمار في ستينيات القرن الماضي، حيث توجهت قطاعات كبيرة من الإخوان للعواصم الأوروبية حينما اصطدمت مع المشاريع القومية والوطنية الصاعدة، وشهد عقد الستينات تأسيس أول اتحاد طلابي للإخوان المسلمين في أوروبا، واتسمت هذه الحقبة بالسعي الأول لتأسيس بنية تحتية تنظيمية للجماعة قائمة على الطلاب المهاجرين واللاجئين.أما الجيل الثاني، فانطلق نحو أوروبا مطلع تسعينات القرن الماضي، وحصد ثمار ما حققه الجيل الأول، من خلال التوسع الأفقي في أوروبا وذلك في إطار توظيف التنظيم الدولي للإخوان للموجات الجديدة للهجرات العربية الإسلامية للقارة بالتوازي مع بدء بروز الجيل الثاني من مسلمي أوروبا في تلك الحقبة.
نشطت الشبكة العالمية لجماعة الإخوان المتأسلمين في أوروبا منذ ستة عقودٍ كاملة ، ورغم أن وجودها ليس سرًا فإن القليل جدا هو ما يعرف عن علاقاتها غير العلنية مع المنطقة، ونخبتها السياسية. ذلك أن الجماعة تدير بعناية تلك العلاقات من خلال جمعيات خيرية راسخة قانونيا، تنتشر في جميع أنحاء المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا، وبعيدًا عن كونها معزولة داخل مجتمعاتها الأوروبية، ترتبط كل من هذه المنظمات ارتباطا مباشرا بدائرة محددة في الشرق الأوسط. فعلى سبيل المثال لا الحصر ، تتصل قواعد الجماعة في ألمانيا بالإخوان المتأسلمين الأتراك والسوريين، في حين تعمل القواعد في لندن مع العراق وغزة. ويرتبط الإسلاميون الفرنسيون مباشرة بالأحزاب السياسية الرئيسة في الجزائر وتونس. ونادرًا ما تتعدى هذه الجماعات التي تتخذ من أوروبا مقرًا لها على مناطق نفوذ بعضها البعض. وتعمل من خلال تسلسل هرمي واضح، وهدفها الرئيسى هو توزيع الأموال على المنظمات المحلية التابعة لها، واتخذت المنظمات الاخوانية الشق غير النمطي فى إطار مواكبة ثورة الاتصالات ومنظومة العولمة ، وشمل هذا الشق نشاطات عدة منها قناة الحوار ، ومؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي، ومركز الإمارات لحقوق الانسان، ومؤسسة ميدل ايست آي الإعلامية، والتلفزيون العربي.
يستند الغرب في دعوات حظر جماعة الإخوان المتأسلمين إلى حجج أربع ،الأولى أن جماعة الإخوان هي المصدر الرئيسي للأيديولوجية المتطرفة المستخدمة من قبل الجماعات الإرهابية، والثانية أن كثيرون من كبار قادة تنظيم القاعدة هم من الأعضاء السابقين في جماعة الإخوان، وثالثا أن تاريخ الجماعة يتضمن أعمال العنف والإرهاب بما في ذلك حوادث الاغتيالات السياسية، ورابعا هو هدف تنظيم الإخوان إلى خلق كيان اجتماعي مواز داخل المجتمع الأوروبي، وهي المحاولات والمساعي التي باتت تشكل تحديا طويل الأمد بالنسبة لمسألة التماسك الاجتماعي في أوروبا.
الإخوان المسلمون في أوروبا جماعة ضد الجميع بدعم تركي ، فما بين الضربات الأمنية التي تستهدف قياداتها الهاربة ، ومصادرة أموال الكيانات التابعة لها وإدراج أذرعها العسكرية على قوائم الإرهاب ، تتلقى جماعة الإخوان عددًا من الضربات القوية التي تهدد تماسك التنظيم، وتشير إلى حالة من التصدع والانقسام بين أفرادها المنتشرين في عدد من الدول الإسلامية والغربية والآسيوية. وأصبحت الجماعة تحت مجهر العديد النشطاء والباحثين في بلدان كانت تشعر فيها بالأمان وتوفر لها الحماية والدعم السياسي واللوجيستي والقانوني، وتخضع كل أنشطتها للرقابة والمراجعة الحكومية والأمنية، وملفاتها مفتوحة على طاولة صناع القرار في أوروبا والولايات المتحدة، والجميع أمام قرار إما باستمرار الدعم واستخدامهم كورقة ضاغطة على دول وحكومات، أو بتحجيم حركة ونشاط التنظيم الذي أصبح يمثل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار تلك الدول الراعية، مسار ومسيرة التنظيم في أوروبا وصولًا إلى ما قبل لحظة “الحسم” بعد سنوات من الاستخدام السياسي والعسكري لجماعات العنف المسلح التابعة لتيار الإسلام السياسي من قبل عدد من العواصم الغربية، أصبح الشعور بالتهديد من تلك الجماعات واقعا تعيشه المجتمعات الغربية، نتيجة خروج أجنحة منها عن السيطرة، وظهور أجيال النشطاء والإعلاميين والأكاديميين داخل تلك المجتمعات ترى أنها أصبحت تمثل خطرًا يعيش داخل الجسد الغربي ويتوغل بين رعايا الدول ومواطنيها الذين ولدوا على أرضها ويحملون جنسياتها.
جماعة الإخوان المتأسلمين تبني مجتمعًا موازيًا في أوروبا وفق قيمها وأفكارها الخاصة، أعضاء الإخوان يقولون حاول أن يكون لديك مجتمع صغير داخل مجتمع كبير، وإلا ستذوب فيه مثل الملح في الماء بحجة أن ما حافظ على الهوية اليهودية في القرون الأخيرة هو مجتمعاتهم الصغيرة، التي كانت فريدة من نوعها في أفكارها وطقوسها وسميت بالجيتوات اليهودية. حاول أن يكون لديك جيتو إسلامي خاص بك ، فهناك فرق بين الإسلام كدين وتيار الإسلام السياسي كتهديد، وأنه لا يجب أن يتم استدراجهم لمعركة مع الدين تحظى بالتعاطف ، فهم يؤكدون أن الإسلام السياسي في أوروبا كمفهوم يقسم مجتمعاتهم ويؤدي إلى التطرف. ويقوم الإخوان المتأسلمين والإسلاميون الآخرون بدور المحرك لها. بسبب الطبيعة المغلقة للمجتمعات المسلمة، والتى تنمو بسرعة فائقة بسبب تدفق اللاجئين، فإن معظم الأوروبيين العاديين لا يدركون ما يحدث داخلهم ، ويخدع الإخوان المتأسلمون معظم السياسيين، وفي الوقت نفسه يستخدمونهم للتقدم في أجندتهم الخاصة، الإسلاميون لا يعلنون أهدافهم الحقيقية للجمهور الأوروبي، فإنهم يقاتلون ضد “الإسلاموفوبيا”. هذه المعركة هي الهدف الرئيسى المعلن لهذه المنظمات ، ومن أجل ذلك يتلقون تمويلًا رسميًا، خاصة منذ عام ٢٠١٠ ، كلما زادت الشرعية السياسية للإخوان المتأسلمين، زادت الفرص التي سيتاح لها والجماعات التي تعمل بالوكالة عنها للتأثير على المجتمعات الإسلامية الأوروبية المختلفة وتطرفها. المفارقة النهائية هي أن مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا كان يحلم بنشر الإسلاموية في جميع أنحاء مصر والعالم الإسلامي لم يكن ليحلم أبدًا أن تصبح رؤيته حقيقة في أوروبا.
يحاول الإخوان استخدام قوانين الشريعة بين المسلمين الأوروبيين، لايلاحظ معظم سكان العالم القديم كيف يدخل الإسلام السياسي ببطء ولكن بثبات، حتى من خلال الطعام على سبيل المثال، أصبح الطعام الحلال المطبوخ وفقًا لقواعد الشريعة مألوفًا في الغرب. في عام ٢٠١٥، بلغ الإنفاق على الطعام الحلال حوالي ١.١ تريليون دولار، وحقق إيرادات تقارب ٤١٤ مليار دولار في أوروبا، بسبب طقوس ذبح الحيوانات، يتم بيعها بحرية وتدر دخلًا. فإن ٦٠٪ من الطعام الحلال يخضع لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، حيث تصادق المنظمات الإسلامية على المنتجات، وبدون ذلك لا يمكن اعتبارها حلال. كما يواجه الأوروبيون الجانب القبيح من الأسلمة الإخوانية. ومع ذلك، هذا لا يحدث في كثير من الأحيان، حتى الآن. عادة ما يكون ذلك فقط عندما يؤثر على مصالحهم الشخصية ، أو يتم الكشف عن تفاصيل فاضحة للحياة الداخلية للتنظيمات الإسلامية.
أصبحت تركيا قاعدة عمليات الإخوان المتأسلمين للسيطرة على العالم كما يطمحون. الإسلاميون الحاكمون في تركيا في حزب العدالة والتنمية مرتبطون بالجماعة الإرهابية ، إن للإخوان تنظيم دولي واستراتيجياتهم وتكتيكاتهم مختلفة في كل دولة، على الرغم من أن الفروع الوطنية المختلفة تتواصل وتتعاون مع بعضها البعض في كثير من الأحيان ، علاقات أردوغان بالإخوان تعود إلى السبعينيات، عندما كان أحد أكثر التلاميذ السياسيين الموثوق بهم لنجم الدين أربكان، ساعدت فروع جماعة الإخوان المتأسلمين في الخليج. دعم أربكان وإسلامي تركيا في هذه الحقبة عندما واجهوا قمع المؤسسة العلمانية.
عمل النظام التركي مع قطر في تمويل ودعم وتوسيع نفوذ أحزاب الإخوان المتأسلمين في المنطقة، واستثمرت تركيا وقطر مليارات الدولارات في توسيع المؤسسات المرتبطة بحزب العدالة والتنمية والإخوان في العلاقات الأمريكية، ويمكن رصد أعضاء حزب العدالة والتنمية والمسؤولين الحكوميين القطريين في فعاليات مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذي تم ربطه بالإخوان المتأسلمين ، كما يتزايد تأثير الإسلاميين الأتراك في الولايات المتحدة. تم استخدام تكتيكات لمهاجمة أعداء أردوغان بينما كانت حملات العلاقات العامة الضخمة تصوره بنشاط كمنقذ العالم الإسلامي هناك لأن الناس سوف ترفض التقارير عن سمعة أردوغان السيئة فيما يتعلق بحقوق الإنسان، وبرامج الإخوان المسلمين التلفزيونية التي تبث في جميع أنحاء العالم تصور تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية دولة تقدمية ومزدهرة ، وسيكون التعامل مع ملف أردوغان جزءًا من التعامل مع ملف الإخوان كتنظيم متوغل في المجتمعات الأوروبية والدول الرئيسية الكبرى داخل القارة العجوز مثل ألمانيا وبريطانيا، وهو الملف الذي تحتاج فيه أوروبا للتنسيق مع الولايات المتحدة . وقد يتفاجأ الجميع بمكافأة تركيا والإخوان وإعادة توظيف دورهم مجددا واحتواء خطرهم على أوروبا في معادلة المكاسب والخسائر التي تتحكم في ميزان العلاقات الدولية بما يحقق مصالح لدول وفاعلين دوليين، لأن اللعبة دائمًا ليست أشرارًا وأخيارًا فقط بل مصالح تتحقق للبعض على حساب البعض في معادلة مختلة ليس لها قواعد تحسب بالمنطق وفى أطار ما أشرنا إليه من “تفاعل المتناقضات
ما يحدث الآن في الغرب وملاحقة التنظيم من أغلب بلدان أوروبا، دليل على صحة مواقف الشرق الأوسط وخاصة البلدان العربية الكبرى الذي قررت إنهاء مسيرة التنظيم وسط معارضة غربية لملاحقة الجماعة وأنصارها قبل أن ينالها من التنظيم ما نال الشرق من إرهاب وعنف ، جرى حظر التنظيم بشكل أو بآخر في مصر والسعودية والإمارات والبحرين والأردن وتسعى تونس الآن بشكل محموم لإعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، مما يساهم في قطع دابر الإسلام السياسي من البلاد ، كانت هيئة كبار العلماء السعودية تبعت إفتاء مصر، وأعلنت الإخوان جماعة إرهابية، وأكدت أنها لا تمثل منهج الإسلام وتمارس مايخالفه من الفرقة وإثارة الفتنة والعنف ، وسار على نفس الدرب مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الذي أيد اعتبار الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا، مبررا قراره بما عرف عن هذه الجماعة من شق عصا الطاعة على السلطة، ونشر الفتن بين الناس، وما خرج من عباءتها من جماعات التطرف والعنف.
إلى اللقاء والحلقة الخامسة القادمة (٥-٦)
الإخوان المتأسلمين وفقه التلون ولمحة تاريخية عن المراحل التى مرت بها جماعة الإخوان الإرهابية فى مصر وظروف النشأة ومن قام بتمويلها ضد من !! والتطور واللعب على كل الأوتار
[email protected]