الإعلام المحتل
هند عبد الغنى
هندعندما وهبنا الله سبحانه وتعالى أعمارنا فلن تمر هذه الهبة ( سدى) فقد أصبحنا أمام إعلام كالعدو يغزو عقولنا وأفكارنا وكذا أحلامنا غزو بكل الاشكال فنحن محتلين ونحن فى بيوتنا فالغزو استقر فى عقر دارنا ونحن من فتحنا له الابواب على مصراعيها .....غزو حكم على عقول وطموحات الأجيال بالإبادة فقد استبدلوا الطموحات بالحماقات والتفاهات فأصبح الإعلام يتدهور بدل من ان يتطور ...واكتشفنا اننا كمجتمع نعانى من عقم فكرى وافتقدنا دور القدوة واصبح صاحب المال هو سيد الموقف ومحط الأضواء بل والمتحكم فى بعض الأحيان أما صاحب المبادئ والقيم فهو الفقير الغارق بين قناعاته وبين الواقع الذى نعيشه فقد أصبح التريند ونسب المشاهدة العالية هى سيد الموقف وهى البوصلة التى تتحكم فينا يمينا ويساراً ولم يعد مهماً طريقة الحصول على المال حتى وان كانت بشكل غير مشروع المهم هنا كيفية الحصول على المال بأقل وقت وأقل مجهود واصبحت الدراما على سبيل المثال دراما القبح والاسفاف ولم يعد هناك احترام لعقل المشاهد ولم يوجد من يحافظ على تقاليد واخلاقيات البيت المصرى ( الا مارحم ربى ) فأفسدوا وجداننا .... فتصدر التافهين والجاهلين أضواء الفضائيات واختفى دور القدوة وأصبحت المثل العليا والمبادئ شعارات ولافتات لم تعد تسمن من جوع ....والشاشات كالجامعات الخاصة لها واجهة الارشاد والتعليم وباطنها الربح المتين وبما أن الاعلام واجهة الدولة والمناراة التى يتعرف بها العالم علينا ....فنحن نتوسل لمن بيده مقاليد الأمور انقاذ مايمكن انقاذه لعل الله يساندنا فى الفرار بالبقية الباقية من ابنائنا ليواكبوا ما كانت عليه مصر المحروسة وحضارتها الأصيلة من قديم الأزل فهناك بعض النماذج الوطنية المخلصة التى تستطيع النهوض بهذا الشأن بدلا من تصدير وجوه لا يأتى منها الا التشويه والتجريح للهوية المصرية الأصيلة