بعد بيان النائب العام.. القصة الحقيقية في قضية قاتلة زوجها بطوخ

أقدمت ريهام سعيد، ربة منزل بقرية «طنط الجزيرة»، التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية، علي قتل زوجها يوم الأحد الماضي، قبيل عيد الأضحى، حيث طعنته بالسكين أثناء مشاجرة بينهما، بسبب الخلافات الزوجية، ومطالبها المادية المتكررة ومصروفات العيد.

 وفق روايات الأهالي وأقارب الزوج والزوجة، وما سطرته أوراق التحقيقات التي انتهت اليوم السبت، بصدور بيان من مكتب النائب العام، كشف بعضاً من تفاصيل الجريمة، متضمناً صدور قرار بحبس المتهمة 4 أيام، على ذمة التحقيقات، مددها قاضي المعارضات إلى 15 يوماً، كاشفاً عن أن الواقعة تتمثل في مشادة تطورت لمشاجرة، انتهت بالضرب المتبادل بين الطرفين، فأمسكت الزوجة بـ«سكين»، وقامت بطعن المجني عليه في الجهة اليسرى من الصدر، مما أسفر عن مقتله، حيث لفظ أنفاسه أثناء محاولة إسعافه.

نرصد  خلال هذا التقرير أهم محطات قضية قتل زوجة لزوجها بطوخ، وهي القضية التي شغلت الرأي العام طوال الأسبوع الماضي وخلال عيد الأضحى، وتسببت في إثارة ردود أفعال متباينة بين كل الأطراف وأسرتي المجني عليه والمتهمة، اللتين تبادلتا الاتهامات، إلى جانب ما تناقلته صفحات «فيسبوك» من قصة حب الطرفين، وما تناقلته الأسرتان والجيران وأهالي قرية «طنط الجزيرة»، حول أسباب الحادث.

ابداية الواقعة

تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة القليوبية بلاغاً بمصرع محاسب يُدعى «محمد أحمد عبد الحفيظ»، على يد زوجته بسلاح أبيض «سكين»، إثر خلافات زوجية، تطورت إلى مشاجرة بينهما، في مسكن الزوجية بعزبة «الحجر»، التابعة لقرية «طنط الجزيرة»، بدائرة مركز طوخ.

انتقلت أجهزة البحث الجنائي إلى محل البلاغ، وبالفحص تبين نشوب مشادة كلامية بين «ريهام سعيد»، 25 سنة، ربة منزل، وزوجها «محمد أحمد عبد الحفيظ»، 28 سنة، محاسب، على مصروفات المنزل، تطورت إلى مشاجرة، حيث تعدى المجني عليه على زوجته أولاً، وحاول خنقها، إلا أن الزوجة توجهت إلى المطبخ، واستلت «سكيناً»، وسددت طعنة نافذة في صدر زوجها، الذي سقط جثة هامدة على الفور.

تحقيقات الشرطة والنيابة

جرى نقل جثة قتيل زوجته بطوخ إلى مشرحة مستشفى بنها العام، وتم عرض المتهمة على نيابة مركز طوخ، بإشراف المستشار علي حسن، المحامي العام لنيابات شمال بنها، حيث أدلت باعترافات تفصيلية حول الحادث، وأمرت النيابة بحبسها 4 أيام على ذمة التحقيق، وصرحت بدفن جثة الزوج القتيل، وطلب تقرير الطب الشرعي حول الواقعة وملابساتها وتحريات المباحث

معاينة مكان الجريمة

أجرت النيابة العامة المعاينة التصويرية لمكان واقعة قتل زوجة زوجها بطوخ، داخل الشقة السكنية محل إقامة الزوجين، في عزبة «الحجر»، بقرية «طنط الجزيرة»، بدائرة مركز طوخ، حيث تبين بعثرة بعض محتويات الشقة، ووجود كسر في باب الحمام، بالإضافة إلى وجود أثار دماء بالشقة، وتبين وجود إصابة بصدر المجني عليه.

ا تحريات المباحث

أجرت أجهزة البحث الجنائي بالقليوبية تحرياتها حول واقعة قتل زوجة زوجها بطوخ، حيث توصلت إلى قيام المتهمة بطعن المجني عليه بالسكين، خلال مشادة بينهما، تطورت إلى مشاجرة، تبادلا خلالها الضرب، حيث التقطت المتهمة السكين وقامت بطعن المجني عليه في صدره، مما أدى إلى وفاته، ثم حاولت المتهمة ووالدة المجني عليه إسعافه، ونقله للطبيب، ولكنه توفي في الحال.

 اعترافات المتهمة

واعترفت المتهمة بقتل زوجها في طوخ، أمام جهات التحقيق، بعد ضبطها وعرضها على النيابة، بتهمة قتل زوجها، بأنها كانت تدافع عن نفسها خلال المشاجرة، مشيرةً إلى أن زوجها المجني علية تعدى عليها بالشتم والضرب، فدافعت عن نفسها بالسكين، مما تسبب في حدوث إصابته التي أودت بحياته،

وورد تقرير الطب الشرعي يفيد بوجود سحجات في رقبة الزوجة المتهمة، التي أقرت باستخدام السكين، وقالت: «ماكنش قصدي اقتله، أنا كنت بحبه.. ربوا عيالي كويس»، قبل أن يأمر قاضي المعارضات تجديد حبسها 15 يوماً.

«وتبقي أعظم انتصاراتي»

وشهدت واقعة قتل زوجة زوجها بطوخ جدلاً واسعاً على مواقع السوشيال ميديا، حيث تداول رواد «فيسبوك» منشورات تدل علي قصة حب الزوجين، اللذين تزوجا منذ 4 سنوات، ورزقا بطفلين «رهف»، 3 سنوات، و«أحمد»، سنة ونصف، حيث كتب الزوج على صفحته، موجهاً رسالة إلى زوجته، قال فيها: «وتبقي هي أعظم انتصاراتي»، فيما ردت الزوجة بعبارة: «أحلي عريس ده ولا أيه.. أحلى زوج ده ولا أيه»، مما أثار حفيظة عدد من نشطاء التواصل الاجتماعي، الذين علقوا بقولهم إنها «لا تستحقه»، وطالبوا بتوقيع أقصى عقوبة عليها.

وفي منشور آخر منسوب للمتهمة على صفحتها ردها على منشور في عام 2018 جاء فيه: «بلاش تحكي لأي حد عن مشاكلك انتي وجوزك ولا أمك ولا أختك ولا حتي صحبتك، اتكلمي عنه كويس وخلي صورته حلوة علشان لما تقتليه محدش يحس بيكي»، وكان تعليق المتهمة: «ربنا يقدرنا على فعل الخير».

 شهادة والدة قتيل زوجته بطوخ

فيما قالت والدة المجني عليه إنه لم يكن هناك خلاف واضح بين الطرفين، وكل الخلافات بينهما كانت عادية مثل أي زوجين، حتى أنه اشترى لها ملابس العيد بأغلى الأثمان، وكان قبيل الحادث سينتهي من تركيب تكييف في الشقة، والخلاف بينهما كان سبب طلبها تركيب جهاز تكييف آخر، ولكنه طلب تأجيله لفترة، خاصةً وأنهما قاما بحجز مصيف في شرم الشيخ.

وأضافت أنها فوجئت بقيام ابنها بأخذ إجازة من العمل يوم الحادث لتركيب التكييف، وفجأة حدثت المشاجرة مع زوجته بعد التركيب، ونزل يطلب منها إنقاذه وهو غارق في دمائه، وأبدت استغرابها لقيام الزوجة بارتكاب هذه الجريمة البشعة، مؤكدةً أنها تحتسب ابنها «شهيداً»، وأنها ستكرس حياتها لتربية طفليه، كما ربته هو واخته بعد وفاة والدهما.

وتابعت أن المتهمة قبلت يدها، وطلبت منها السماح، قبل إلقاء القبض عليها، وقالت لها: «سامحيني يا ماما وربي عيالي».

 شهادة والد المتهمة

ومن جانبه، أكد «سعيد السداوي»، والد المتهمة بقتل زوجها في طوخ، أنه واثق في القضاء المصري الشامخ، الذي سينصف ابنته لأنها «مظلومة»، مشيراً إلى أن زوجها تعدى عليها بالضرب، وهو ما كشفته التحقيقات وبيان النائب العام الأخير، الذي كشف كل الحقائق، وفند ادعاءات اسرة المجني عليه بأنها قتلته عمداً، مؤكداً أن ابنته «مظلومة»، وأن المحاكمة العادلة ستراعي ظروفها، لأنها تم ضربها، وكانت تدافع عن نفسها، ولم تقصد قتله.

وأضاف أنه ذهب بالكهربائي إلى شقة ابنته وزوجها لتركيب جهاز التكييف، فوجدا أن فني التكييف لم ينهي عمله، فذهبا على أن يعودا مرة أخرى، ولكنه جرى إبلاغه بالحادث، وأكدت له ابنته ما توصلت إليه النيابة العامة، بأن زوجها ضربها فحاولت الدفاع عن نفسها وتهديده، ولكن قضاء الله نفذ.