الروائي مصطفى نصر: تكريم الشارقة تعويض عن التجاهل المقصود
تكرم دائرة الثقافة بالشارقة برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أربعة من الأدباء المبدعين المصريين، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة المصرية.
الأربع أدباء المكرمون هم الشاعر والباحث في التراث الشعبي درويش الأسيوطي، والروائي الكبير مصطفى نصر، والروائي الكبير سعيد نوح والقاص، والروائي الكبير سمير المنزلاوي.
وعن هذا الأمر قال الروائي الكبير مصطفى نصر: “منذ شهور قليلة اتصل بي الشاعر حسين القباحي طالبا السيرة الذاتية لي، فأرسلتها له دون أعرف ما يريد”.
وأضاف في تصريح صحفية: أنا اتابع ما يحدث في بيت الشعر الذي يشرف حسين القباحي عليه، وأسعد بما يحدث فيه، لأنني أشعر بأن الشعر مظلوم في فترتنا الأخيرة. فلا أحد يهتم به، علما بإننا شئنا أم لم نشيء – فالشعر هو الأهم وما زال هو ديوان العرب، وفوجئت بأنني سأكرم من ملتقى الشارقة الثقافي، ولو لاحظت – سيادتك – ستجد أن المكرمين كلهم من خارج القاهرة، وكأن القائمين على هذا التكريم يريدون أن يعوضونا عن التجاهل المقصود الذي يحدث معنا على طول الخط.
اقرأ أيضاً
وتابع: “أعتقد أن تجاهل الأدباء الذين يعيشون خارج القاهرة أمر عادي في مصر. فقد عملت في شركة الورق الأهلية بالطابية، وعمل معنا شاب من منطقة بحري، موهوب في أعماله، لدرجة أن بعض الموظفين القدامى من شدة حقدهم على نجاحه وقدراته في عمله، مزقوا الورق الذي يعمل به وأخفوه. لكن هذا الشاب الصغير اختلف مع مديرنا ووصل الأمر للتحقيق. فنقلوه لمصنع تابع لنا، وتم ترقيتنا أكثر من مرة، وحصلنا على مزايا كثيرة لقربنا من صانع القرار، بينما اتنسى هذا الموظف الجيد. وهذه عادة موجودة في كل مكان، البعيد عن العين، بعيد عن القلب. فالموظف القريب من رئيس القطاع فرص ترقيته أسهل وأسرع”.
وأكد نصر: “وهذا كان يحدث في أماكن أخرى عديدة، فالقطاع الثقافي يشمل من مطروح حتى المنوفية، ورئيس القطاع مكانه الإسكندرية، وكان في قصر ثقافة الحرية ثلاث إدارات، مدير القصر وموظفينه ، ومدير مديرية الثقافة وكل موظفينه، ورئيس القطاع الثقافي وكل موظفينه. كانت السيدة الأستاذة عواطف عبود – عليها رحمة الله - مديرة الثقافة على مستوى القطاع، فكانت تهتم بنا – نحن كتاب الإسكندرية – أكثر من غيرنا التابعين للقطاع والذين يعيشون خارج الإسكندرية. فكنا أعضاء أمانة كل المؤتمرات الأدبية التابعة للقطاع، هذا لأننا نعيش في الإسكندرية وقريبين من مديرينها، وبالطبع اشتكى الأدباء التابعين للقطاع والذين يعيشون خارج الإسكندرية”.
وواصل: “عشنا سنوات طويلة وكتاب من القاهرة يتعاملون معنا – نحن الكتاب الذين يعيشون بعيدا عن القاهرة – على إننا كتاب درجة ثانية، وفي حسبة بسيطة، لو كنت جيد حقيقة، ما احتملت الحياة بعيدا عن القاهرة – العاصمة – مدينة الضوء والشهرة، وفي لقاء بمدينة بغداد في العراق، قال كاتب قاهري إنه لكي يوافق على سفر الأدباء الذين يعيشون خارج القاهرة – للسفر لحضور مؤتمر أدبي في العراق – يقوم بامتحانهم، والذي ينجح يوافق على سفره، منتهى الاستهانة بالكتاب الذين يعيشون خارج القاهرة”.
وعن تكريمه من الشارقة قال مصطفى نصر: “إنني سعيد بهذا التكريم، الذي أعتبره صيحة تطالب بتغيير ما يحدث في مصر، فمصر هي الدولة الوحيدة المتمسكة بالمركزية، فدولة مثلا كالسعودية، لو ظهر روائي جيد في مدينة الطائف، سيحقق شهرة رغم عدم سفره للرياض- العاصمة – وبيني وبينك الأربعة المكرمين ليسوا أفضل كتاب خارج القاهرة، فهناك شعراء وكتاب على درجة عالية من الجودة لم يشملهم التكريم”.