الطفلة ”رقية” صاحبة نور البصيرة: إعاقتي فجرت مواهبي .. والسر في الرضا

"النور مكانه في القلوب" ليس مجرد مقطع لأغنية شهيرة بل هو واقع ملموس في حياة "رقية" بطلة ذوي الهمم ، التي إستطاعت بمواهبها المميزة وخفة ظلها أن تخطف أنظار وقلوب الآخرين ، وكانت مواهبها عوض من الله لها عن حرمانها من نور عينها.

فإلتقت الجريدة بالطفلة "رقية أحمد الشرقاوي"، فهي فتاة لا يتعدي عمرها العشر سنوات تدرس بالصف الخامس الابتدائي ، قاطنة بمدينة دمنهور محافظة البحيرة ، بدأت حياتها بحفظ القرآن الكريم الذي أنار نور بصيرتها بكلماته المنيرة حتي أتمت حفظ 6 أجزاء ، ثم إلتحقت بمدرسة النور للمكفوفين التي أصبحت من المتفوقين بها وتحصد المركز الأول في كل عام وتتمني أن تلتحق بكلية الإعلام وتصبح صحفية مشهورة.
فمنذ نعومة أظفارها لم يتوانَ عنها والداها في دعمها وتنمية جميع مواهبها سواء مادياً أو معنوياً في دراستها وتنمية مواهبها ، فكانوا خير سند ومُعين لها حتي حصلت علي العديد من شهادات التقدير في العديد من الجهات .

إهتمت "رقية" إهتماماً كبيراً بالسباحة منذ عمرها الخامس ، فإستطاعت أن تتعلمه بكل سهولة ويسر ولكن لم تكن تلك الهواية التي تروي شغفها وحب تطلُعها ، وحينئذ قررت أن تذهب لهوايتها الثانية وهي هواية الرسم ، وإستطاعت حينها الإمساك بالقلم ورسم كل ما يدور في عقلها حتي وإن كان عشوائياً ، حتي لاحظ والداها موهبتها الجديدة وبدأوا في تنميتها بطريقة برايل وتوفير الأدوات المناسبة لها ، حتي وصلت لرسم لوحة للاعب الكرة العالمي المصري "محمد صلاح".

ولم تكتفي بموهبة الرسم وحسب، بل أيضاً تدربت علي الغناء في مركز تنمية المواهب بدار أوبرا دمنهور بقيادة الدكتورة ميرڤت فريد ، فشاركت ببعض من الحفلات الغنائية بأوبرا دمنهور والإسكندرية ، علاوة علي تدريباتها في عزف البيانو بأكاديمية الموسيقي بدمنهور وقدرتها علي عزف المقطوعات المصرية والأجنبية، وأضاءت موهبة "رقص البالية" في ذهنها وتتمني أن تنميه في القريب العاجل.

ومن جانبها ؛أضافت والدة رقية: " مافيش حاجة مش جربناها، كل مانشوفوا بذرة موهبة حولها بنحاول بأقصي سرعة ننميها سواء استجابت أو لا، وبناشد كل ولي أمر وخصوصاً لأحد من ذوي الهمم أن يسعوا دائماً لتنمية مواهب أبناءهم"،
وتابعت حديثها: "بنتي لما كان عندها 4 سنوات رآها الفنان محمد صبحي في أحد الحفلات بدمنهور وقال إنه حيتبني موهبتها ولكن حتي الآن لم يتصل بنا!".

وفي نهاية اللقاء؛ إختتمت رقية حديثها بأنها سعيدة جداً بما وهبه الله لها وراضية به ، فالرضا أساس كل شئ وهذا ماكان السبب في تغلبها علي أي عائق طوال الوقت.