”رسام النار”.. إخترق لهيب موهبته جدران المستحيل
تقرير: نورهان الرياني
منذ قديم الأزل، يدوّن الإنسان ما حوله من ذكريات وأشخاص وحتي العناصر البيئية المحيطة به، حتي إنه يسجل مشاعره وانفعالاته في كل مناسبة، و لو كانت مجرد "شخبطة علي الحيط"، فهي دائماً حاجة فطرية ولغة بسيطة للتعبير عما يدور في ذهن الإنسان.
ففن الرسم من أقدم الفنون التي يمكن رصدها على جدران الكهوف التي سكنها الإنسان البدائي، وجميع الحضارات القديمة والحديثة كان لأفرادها نصيب من هذا الفن الراقي.
وفي عصرنا الحديث ، لا يخلو المجتمع من أحفاد الفراعنة ذوي اليد التي تمتلكها الخفة والذهن الذي يحتويه بُعد النظر والمخيلة عالية الخصوبة، مثل التي يمتلكها "أبو مبارك" صاحب موهبة الرسم الفريدة والمختلفة عن أي موهبة رسم اخري.
"إبراهيم أبو مبارك" أحد أبناء مركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ ، يبلغ من العمر عِقده الثاني (٢٠ عام ) طالب بالصف الثاني بكلية التربية قسم اللغة العربية بجامعة المنصورة، إكتشف موهبته بالرسم مؤخراً في عُمر الثامن عشر، عندما نشر شخص آخر أعماله الفنية علي مجموعة فرقته الدراسية علي الفيسبوك فحاول تقليدها، فشل في وهلته الاول والثانية وعندما أعاد التجربة للمرة الثالثة نجح بها وببراعة وعَلم نفسه بنفسه.
ايضاً تطورت موهبته من مجرد رسم بالقلم الرصاص والفحم إلي موهبة من نوع فريد ، فكان يرسم بخامات غريبة وفريدة ، مثل "بري الأقلام الرصاص" و"الأسلاك الملونة" وأجاد النحت علي سن القلم الرصاص والنحت علي حبوب الغلة، والرسم بالكاركاديه والشاي والعسل والموز والبرتقال والقهوة ، حتي توصل أخيرا إلي الرسم ب"النار" وأصبح هو الأول الذي ينفرد بتلك الموهبة في الوطن العربي ،حتي أنه شارك في معرض الكتاب التاسع في المنصورة وأقيم معرض بإسم "رسام النار" بالمركز الثقافي بكفر الشيخ.
فيحكي "ابراهيم" عن موهبته: "حبيت اكون مختلف عن باقي أصحاب نفس الموهبة فرسمت بالشاي والعسل بري الاقلام ، بس لم أجد فيها التميز المطلق، لحد ما وصلت للرسم بالنار علي الورق المقوى".
وأضاف: "اكتشفت ان الورق لما لما بيوصل لدرجة معينة من الحرارة لونه بيتغير، ومن المنطلق ده صنعت قلم من اكتشافي أقدر أرسم بيه وأوجه النار للمكان المحدد للرسم".
و ردد: "ناس كتيرة احبطتني في مجالي، وكان اليأس هيتغلب عليا وأبطل الرسم، لكن بعد كده قولت لازم أخلي أي حد أحبطني هو اللي يطلب مني ارسمه".
ويختتم "أبو مبارك" حديثه بأنه بدأ أن يحقق حلمه وأصبح له جاليري خاص يعرض به كل رسوماته ولوحاته وكل ماله علاقة بالفن، ويشكر والديه وكل من دعمه من أجل الوصول لحلمه.