"خداع" .. زعيم كوريا الشمالية يرفض الحوار مع أمريكا
أ ف برفض الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون عرضاً للحوار قدّمته الولايات المتحدة، واعتبره محاولة "خداع" حسبما أفاد الإعلام الرسمي في بيونج يانج اليوم الخميس 30 سبتمبر، متهما إدارة جو بايدن بمواصلة سياسيات عدائية تجاه بلده الذي يطور برنامجا نوويا.
والمحادثات بين واشنطن وبيونج يانج مجمّدة منذ فشل القمة التي عقدت في 2019 في هانوي بين كيم والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على خلفية تخفيف العقوبات، والتنازلات التي توافق كوريا الشمالية على تقديمها في المقابل.
وأبدت إدارة جو بايدن مراراً استعدادها للقاء مسؤولين كوريين شماليين في أي مكان وزمان ومن دون شروط مسبقة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي.
غير أن كيم دان العرض الأمريكي واعتبره محاولة من واشنطن "لإخفاء خداعها وأعمالها العدائية عن المجتمع الدولي"، وفق وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
اقرأ أيضاً
- روسيا: موسكو تعتزم التعاون البناء مع أي حكومة ألمانية جديدة
- ”فورد” تسرع الانتقال إلى السيارات الكهربائية باستثمار تاريخي
- بطولة جديدة بين بطلى اليورو و كوبا أمريكا في يونيو 2022
- فيروس كورونا يضرب الخارجية الأمريكية
- حتى تتمكن أمريكا هزيمة الفيروس .. بايدن يحصل على الجرعة المعززة من لقاح كورونا
- 14 جنديا مكسيكيا يعبرون الحدود مع أمريكا بالخطأ
- علماء: البشر الأوائل عاشوا بأمريكا الشمالية منذ 23000 عام
- توتر العلاقة مع موسيمانى .. الأهلي يدخل في مفاوضات جادة مع مدرب الزمالك
- أمريكا تحذر من تقويض الإعلان الدستوري بالسودان
- مهرجان الجونة يهنئ منة شلبي بترشيحها لجائزة ”إيمي” الدولية
- فرنسا ترفض عقد مباحثات مع أستراليا في باريس على خلفية أزمة الغواصات
- أمريكا تعتقل المدير المالي لشركة نوفاتيك الروسية
وقال كيم أمام "المجلس الأعلى للشعب" إنّه "منذ تسلّمت الإدارة الأمريكية الجديدة مهامها، فإنّ التهديد العسكري للولايات المتحدة وسياستها العدائية ضدّنا لم يتغيّرا على الإطلاق، لا بل أصبحا أكثر خداعاً".
ومنذ أشهر، تراقب بيونغ يانغ إدارة بايدن وتركز على مواضيع داخلية.
وفرضت إغلاقا صارما منذ مطلع العام الماضي لحماية نفسها من جائحة كورونا، وتعرض الاقتصاد جراء ذلك لضربة فيما تراجعت التجارة مع الصين، الشريك الرئيسي، بشكل كبير.
لكن خطاب كيم كان الأخير في سلسلة خطوات كان لها تداعيات دولية هذا الشهر.
وأعلنت كوريا الشمالية الأربعاء أنّها اختبرت بنجاح صاروخاً انزلاقيًا فرط صوتي، فيما يمكن أن يشكّل أحدث تقدّم للدولة المسلّحة نووياً على صعيد تكنولوجيا الأسلحة.
وبرامج بيونغ يانغ لتطوير الأسلحة النووية والصواريخ البالستية محظورة بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي، ونتيجة لذلك، تخضع لعقوبات دولية عدة.
وأدانت الولايات المتحدة عملية إطلاق الصاروخ هذا الأسبوع لكن ردا على تصريحات كيم قالت إنها "لا تضمر لكوريا الشمالية أيّ نية عدائية"، داعية إياها مجدّداً للدخول في حوار من دون أيّ شروط مسبقة.
وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الامريكية "الولايات المتحدة مستعدّة للقاء مسؤولين كوريين شماليين من دون شروط مسبقة، ونأمل بأن تستجيب كوريا الشمالية إيجاباً لعرضنا".
وأفادت مصادر دبلوماسية لوكالة فرانس برس الأربعاء بأنّ مجلس الأمن الدولي سيعقد الخميس اجتماعاً طارئاً حول كوريا الشمالية بطلب من كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
ولم تبدِ كوريا الشمالية أي استعداد للتخلي عن ترسانتها التي تقول إنها تحتاج إليها للدفاع عن نفسها ضد غزو أمريكي محتمل.
وقال الباحث الكبير في المعهد الكوري للوحدة الوطنية في سيول هونج مين، إن خطاب كيم أشار إلى أن بيونج يانج ستواصل تعزيز قدراتها إذا لم تغير واشنطن مسارها.
وأوضح "توصل إلى تقدير مفاده أن لا خيار أمامه سوى الاستعداد لنهج طويل المدى مع الولايات المتحدة، ما يعني أن (كوريا الشمالية) ستستمر في تطوير أسلحة استراتيجية مع الحفاظ على نمط سلام مستقر مع الجنوب".
ازدواجية
وترتبط واشنطن وسيول بمعاهدة أمنية وتنشر الولايات المتحدة نحو 28500 جندي في كوريا الجنوبية لحمايتها من جارتها. والشهر الماضي أجرى الحليفان تدريبات عسكرية مشتركة أثارت غضب بيونج يانج.
ووجهت كوريا الشمالية انتقادات متكررة إلى الجنوب ورئيسها مون جاي-إن منذ انهيار قمة هانوي وكما فجرت مكتب اتصال على جانبها من الحدود كانت قد أنشأته سيول.
وخلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي عقدت هذا الشهر، كرر مون دعوته إلى الإعلان رسمياً عن انتهاء الحرب الكورية التي امتدّت من 1950 إلى 1953 وانتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ما يعني أنّ الكوريتين لا تزالان رسمياً في حالة حرب منذ أكثر من نصف قرن.
لكن كيم قال إن الجنوب "في خدمة الولايات المتحدة" وإن إعلان نهاية الحرب لا يمكن أن يترافق إلا مع "احترام متبادل" ووضع حد "للموقف غير العادل وازدواجية التعامل ووجهات النظر العدائية".
ومع ذلك، أعرب عن استعداده لإعادة شبكات التواصل بين الشمال والجنوب في أوائل أكتوبر.
وتنفق سيول المليارات للتطوير العسكري بينما تعزز الكوريتان تسلّحهما فيما قد يؤدي إلى سباق تسلح في شبه الجزيرة مع تداعيات على اليابان والصين والمنطقة الأوسع.
ونجحت كوريا الجنوبية هذا الشهر في إجراء تجربة إطلاق صاروخ بالستي من غواصة، ما جعلها إحدى الدول القليلة التي تملك هذه التكنولوجيا المتطورة.