”حسن حمادة” شاب يكافح بشوي الذرة بشوارع دمنهور منذ عمره السابع
البحيرة - نورهان الريانى
لكل إنسان قصة كفاح لا يدركها الآخرون ، ولا يشعر الإنسان بحلاوته الا بعد مُره، وللكفاح نماذج كثيرة موجودة بالمحافظات و لكن مندثرة آثارها ، لكن من هنا - محافظة البحيرة - بدأت رحلة البحث عن تلك النماذج .
فبينما تتجول عدستنا بين شوارع و أزقة دمنهور بحثا عن نماذج الكفاح والشقاء ، وقعت دائرة الضوء على شاب يقف بأحد شوارع دمنهور ، يدعي "حسن حمادة" البالغ من العمر السابع و الثلاثين من زهرة شبابه ، شاب قرر أن يحمل علي عاتقه مهنة أبيه و يمتهنها بإخلاص و تفانٍ ، وتلك المهنة هي "شوي الذرة".
وحينئذٍ، قررت جريدة الميدان التوغل في أعمق تفاصيله، للحديث معه عن سر حبه لمهنته و تمسكه بها.
حيث كُشف أن "حسن" ترعرع في أسرة بسيطة الحال وسط إخوته الخمس ، ثلاثة اولاد و بنتان هو اوسطهم و بجانب أمه وأبيه ، كان يذهب مع أبيه ويراه يشوي الذرة ، دخل شغف العمل الي أعماق قلبه وقرر أن يقف مع أبيه ليساعده في مهنته منذ نعومة أظافره للارتقاء بمستوي المعيشة .
حتي وصل إلي سن السابعة وبداخله نزعة المسئولية والإصرار كامنة ، قرر أن يقف بفرش ذرة في أحد الشوارع بمفرده لا بمساعدة أبيه، ورغم ذلك لم يتخلي عن إكمال دراسته رغم تلك الظروف ، و أتم تعليمه أثناء عمله حتي حصل علي "دبلوم التجارة".
وقرر التخلي عن مهنته لبعض الوقت لإكمال واجبه الوطني ، دخل الجيش وأتم خدمته ، ثم استأنف مهنته من جديد وواصل فيها بالبحيرة شرقاً و غرباً وليس دمنهور فقط، و بعد سنة من تلك الأحداث استطاع أن يلبي جميع طلباته دون اللجوء و الاتكال علي أحد ، و بعدها قرر سداد نصف دينه وتقدم لخطبة "هبة" الفتاه الجميلة الخلوقة، الذي رأي فيها شيئاً من روحه وقرر أن يكمل معها قصة كفاحه.
وبالفعل تزوجا ، وواصلت الكفاح معه و كانت ذات صبر عظيم ، وانجبا ثلاث بنات ، منة الله و چني وسجدة ، الآن أكبرهم ذات الاثنتا عشر عاماً و أصغرهم ذات العام ونصف.
اصيب "حسن " بداء السكري، و بسبب ضغط العمل تعرض لوعكة صحية و دخل العناية المركزة لثلاث سنوات متتالية اقربهم في عام ٢٠١٩، و عند شفاؤه أصر أن يكمل في مهنته من أجل أسرته حتي لا يضيع مستقبلهم.
وحتي الآن لم يكل "حسن" ولم يمل من مهنته ، و لم ينتهي صبر زوجته و شريكة حياته في مساعدته في عمله ، و هما في قمة الرضا و السعادة .