الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:25 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

”حسن حمادة” شاب يكافح بشوي الذرة بشوارع دمنهور منذ عمره السابع


لكل إنسان قصة كفاح لا يدركها الآخرون ، ولا يشعر الإنسان بحلاوته الا بعد مُره، وللكفاح نماذج كثيرة موجودة بالمحافظات و لكن مندثرة آثارها ، لكن من هنا - محافظة البحيرة - بدأت رحلة البحث عن تلك النماذج .

فبينما تتجول عدستنا بين شوارع و أزقة دمنهور بحثا عن نماذج الكفاح والشقاء ، وقعت دائرة الضوء على شاب يقف بأحد شوارع دمنهور ، يدعي "حسن حمادة" البالغ من العمر السابع و الثلاثين من زهرة شبابه ، شاب قرر أن يحمل علي عاتقه مهنة أبيه و يمتهنها بإخلاص و تفانٍ ، وتلك المهنة هي "شوي الذرة".

وحينئذٍ، قررت جريدة الميدان التوغل في أعمق تفاصيله، للحديث معه عن سر حبه لمهنته و تمسكه بها.


حيث كُشف أن "حسن" ترعرع في أسرة بسيطة الحال وسط إخوته الخمس ، ثلاثة اولاد و بنتان هو اوسطهم و بجانب أمه وأبيه ، كان يذهب مع أبيه ويراه يشوي الذرة ، دخل شغف العمل الي أعماق قلبه وقرر أن يقف مع أبيه ليساعده في مهنته منذ نعومة أظافره للارتقاء بمستوي المعيشة .



حتي وصل إلي سن السابعة وبداخله نزعة المسئولية والإصرار كامنة ، قرر أن يقف بفرش ذرة في أحد الشوارع بمفرده لا بمساعدة أبيه، ورغم ذلك لم يتخلي عن إكمال دراسته رغم تلك الظروف ، و أتم تعليمه أثناء عمله حتي حصل علي "دبلوم التجارة".


وقرر التخلي عن مهنته لبعض الوقت لإكمال واجبه الوطني ، دخل الجيش وأتم خدمته ، ثم استأنف مهنته من جديد وواصل فيها بالبحيرة شرقاً و غرباً وليس دمنهور فقط، و بعد سنة من تلك الأحداث استطاع أن يلبي جميع طلباته دون اللجوء و الاتكال علي أحد ، و بعدها قرر سداد نصف دينه وتقدم لخطبة "هبة" الفتاه الجميلة الخلوقة، الذي رأي فيها شيئاً من روحه وقرر أن يكمل معها قصة كفاحه.
وبالفعل تزوجا ، وواصلت الكفاح معه و كانت ذات صبر عظيم ، وانجبا ثلاث بنات ، منة الله و چني وسجدة ، الآن أكبرهم ذات الاثنتا عشر عاماً و أصغرهم ذات العام ونصف.


اصيب "حسن " بداء السكري، و بسبب ضغط العمل تعرض لوعكة صحية و دخل العناية المركزة لثلاث سنوات متتالية اقربهم في عام ٢٠١٩، و عند شفاؤه أصر أن يكمل في مهنته من أجل أسرته حتي لا يضيع مستقبلهم.

وحتي الآن لم يكل "حسن" ولم يمل من مهنته ، و لم ينتهي صبر زوجته و شريكة حياته في مساعدته في عمله ، و هما في قمة الرضا و السعادة .