إياح حتب مسرحية جديدة للكاتب طارق الحريري تستلهم التاريخ المصري القديم
صدرت عن سلسلة الكتاب الأول في المجلس الأعلى للثقافة مسرحية إياح حتب للكاتب طارق الحريري، تنطلق وقائع المسرحية من ثنايا فترة من أزهى فترات الحضارة المصرية القديمة، شكلت علامتها الفارقة عودة أحمس منتصرًا من حرب التحرير بعد طرد الهكسوس، تلك الحرب التي دفعته إليها أمه إياح حتب، لكن وهذا هو اللافت في جوهر الحدث لحظات الألق والنصر مع العودة المظفرة للابن كانت قد سبقتها مرحلة من الصراع، والتوتر، والمعاناة، فالمعارك النهائية التي حسمت النصر كانت مقدماتها طوال سلسلة من الحروب عبارة عن فترات كفاح، وتضحيات جسيمة، ومشقة، فقدت خلالها إياح حتب الملك الزوج سقنن رع والابن الأكبر.
ومسرحية إياح حتب للكاتب طارق الحريري، هي العمل الأول للكاتب، والمسرحية تستلهم التاريخ المصري القديم لإبراز دور ملكة عظيمة لعبت دورا مهما ووطنيا في الذود عن مصر. والعمل من الناحية الفنية استطاع الكاتب أن يبرز دور امرأة مصرية لم يتعرض لها المسرح المصري من قبل، ولم يعتنِ أحد فيما سبق بأن تكون إياح حتب هي المحور والمحرك للأحداث، وقد جاءت الصياغة في العمل معتمدة على أحداث تاريخية مطعمة بكثير من التخيل الذي لا يضر التاريخ ولا يتناقض معه.
كما أن أوان هذه الفترة كان يزخر بوقائع إنسانية وأحداث باحت بها صراعات الشخصيات، وغاياتها، وأدوارها الفاعلة، وإذا كانت المعارك في ميادين القتال هي تحدي الدم فإن ما يسبقها هو تحدى الإرادة، التي جسدتها المواطنة والإنسانة إياح حتب، الملكة التي استطاعت أن تحسم نتائج الحرب قبل بدايتها بما جبلت عليه من استقرار العزم، وقوة الهمة، وصدق الطوية، وما أسفر عنه ذلك على يد شخصيتها الاستثنائية من تحولات في الوجود والمصائر.
هكذا تكون إياح حتب الشخصية المسكونة بأبعاد درامية ثرية تدعو للالتفات، لأنها ملكة غير عادية، لا يلهيها رغد القصور، نادرة فى صلابتها وقوة عزمها، ثاقبة الرؤية، مجبولة على التحدى، إياح حتب نسيج من البطولة التي عركتها التحديات والأحداث الجسام، حينما تتم الكتابة عنها للمسرح فالتناول يتم باستدعاء التاريخ المصرى، المدون والمكتوب في البرديات وعلى جدران المعابد، على عكس الشخصيات النسائية للدراما التاريخية فى الغرب، التى تستدعى من الأساطير والملاحم في العالم القديم، لذلك يجسد هذا العمل نصا تاريخيا غير قائم على خيال الأساطير والملاحم، أى أنه نص مؤسس على وقائع وأحداث جرت على أرض الواقع انطلاقا من طيبة.
