زوجتان بنفس الغرفة.. والأولي تُجهز زفاف زوجها علي الثانية بالبحيرة
البحيرة - نورهان الريانى
"القلب يحب مرة مايحبش مرتين" هكذا غنت إحدي مطربات زمن الفن الجميل بغنوة تشدو الأذان بعمق معانيها، ولكن قلب "هيبة" عشق "سعاد" و "حنان" وأصبحوا زوجاته في وسط حالة من الذهول والدهشة والجدل علي أرض الواقع ومواقع التواصل الاجتماعي.
لم تكن قصة فى كتاب أو رواية من درب الخيال، ولكن واقع تعيشه زوجتان مصريتان لرجل واحد، تقيمان معه فى نفس المنزل وسط أجواء من الألفة والود والتراضى بين الضرتين، وفوق ذلك تتسابق الزوجتان لإرضاء بعضهما البعض وإرضاء زوجهما.
ولعب "أحمد سعيد هيبة" دور البطولة في القصة، صاحب إعاقة حركية، يبلغ من العمر الثلاثة وأربعين عاماً، ويقيم بكفر الحجة التابعة لمركز إيتاي البارود بمحافظة البحيرة ويعمل إماماً لأحد المساجد.
بدأت الرواية عندما أكمل نصف دينه مع ربة الصون والعفاف "سعاد عبد ربه" عام 2008 بعد خطبة قاربت الأربع سنوات خالطها الحب والود والتفاهم، حَملت "سعاد" في طفلها الاول ولكن لم تكتمل سعادتها وأُجهضت في شهور الحمل الأولي، وتجدد الأمل بعد حملها لمرة أخري بعدها بعدة أشهر ولكن حدث ما حدث الكرّة السابقة، تكرر الحمل لأكثر من 6 مرات وكان الحمل في المرة الأخيرة في توأم من الذكور ولكن فقدت جنينيها في الشهور الأخيرة، مما أصابها بالصدمة والحزن الشديد علي فقدانها أخر أمل في حملها وأصيبت بداء السكري ونزيف بالرحم مما اضطرها إلي إستئصاله.
حَزن الزوج بعد إندثار حلمه بالأبوة ولكنه رضي بقضاء الله وقدره وقرر البقاء مع حب حياته، مما دفع الزوجة للسماح له بالزواج من إمرأة أخري من أجل إدخال السرور علي قلبه، وعندما علم أهلها بذلك القرار رفضوا رفضاً تاماً خوفاً علي إبنتهم من ضرة أخري، فأصرت الزوجة علي قرارها مما دفع الأهل للرضوخ لقرارها أمام إقتناعها بالفكرة.
وفي تلك الأثناء ظهرت "حنان الأنصاري" بطلة إحدي ألعاب القوى للمكفوفين، أثارت إنتباهه بجمالها وخفة ظلها وإحترامها، ففاتحها في أمر الزواج منه، رفضت في بداية لأنه رجل متزوج وأنها لا تقبل بكونها إمرأة ثانية في حياة رجل، ولكن بعد إلحاح منه وتوضيحه لها ظروف حياته وافقت علي الزواج منه بشرط أن تتقابل مع الزوجة الأولي حتي يُمحي خوفها منها.
وفي نفس الوقت أصرت الأولي علي مقابلة الثانية، وشاهدتها برؤية في نفس اليوم بمنامها في مكان ما وتمد لها يدها لتنقذها، ففهمت إنها إشارة من الله بقبول الزوجة الثانية كأخت وليست كضرّة، وبالفعل تم عقد القران بعدها بشهرين، وأحضرت الأولي فستان الزفاف للثانية وحضرت زفافهما وعاشتا مع نفس الرجل بذات المسكن التي جهزته الأولي بنفسها.
فتقول الأولي: "شعرت بحبي الشديد لحنان منذ اول لقاءنا وأصبحت أختي التي تعوضني ويكملني وجودها فى حياتي، هي طبيبي وقت تعبي وبخدمها في كل اللي تؤمر بيه".
وأضافت: "ربنا نزع من قلوبنا غيرة الضراير وبدلها بالود والتفاهم والحنية والحب في الله.. الدنيا مش مستاهلة غيرة وخناقات".
وعقّبت الثانية: " سعاد بالنسبة لي أمي وأختي وكل حاجة ليا في الدنيا ، عمري ماحسيت إنها ضرتي، شيلاني علي كفوف الراحة، وبننام إحنا التلاتة في غرفة واحدة".
وأكملت؛ "وقت ما بتتعب سعاد الدنيا بتسود في وشي، وماقدرش أتخيل حياتي من غيرها".
وأضاف "محمد الأنصاري" شقيق "حنان" : " أول مقابلة بين شقيقتي وأحمد تمت بسبب سواق صديق لي.. و أول ما شوفت أحمد قولتله حنان دي حتبقي بتاعتك".
وفي نهاية الحديث؛ أكد الزوج: " سعاد حبي الأول اللي إستحملتني في بداية حياتي وعمري ما أستغني عنها، وحنان حبي الأخير اللي ما أتمناش حب تاني بعده".