الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:07 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

سياسة

تصريح لسيناتور أمريكي يثير شكوكًا حول موقف إدارة بايدن من الإرهاب الحوثي

برز تصريحٌ لسيناتور أمريكي بارز عن أنّ السعودية والإمارات رفضت اتصالات من الرئيس الأمريكي جو بايدن لتهدئة أسعار النفط على ضوء الأزمة الأوكرانية، ردًا على مطالبتهما بـ"ضبط النفس" عندما يتعرضون لهجوم إيراني، في إشارة إلى الاعتداءات الإرهابية التي تشنها المليشيات الحوثية.

السيناتور الأمريكي ماركو روبيو قال هذا التصريح عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، عندما غرّد مخاطبًا بايدن: "إذا كنت ستطالبهم بممارسة ضبط النفس عندما يتعرضون للهجوم من قبل إيران، فسوف يمارسون أيضا "ضبط النفس" عندما تهاجم روسيا دولة أوروبية".

تصريح السيناتور الأمريكي يعكس جانبًا من السياسة الأمريكية التي أصبحت محط انتقادات عديدة، كونها تفتح المجال أمام تماهي الإرهاب الحوثي، إذ لا يُعرف إلى أي منطق استند بايدن وهو يطالب السعودية والإمارات بضبط النفس وفقًا لتلك الرواية.

بيد أنّ هذا الأمر لا يمكن فصله عن تطورات الحرب الروسية الأوكرانية ومآلاتها التي أفضت إلى قرار أمريكي بحظر واردات النفط الروسي، وتبعات ذلك المتعلقة بإمكانية التوجه نحو إيران بدليل حالة الانفراجة التي لوحظت بشأن الاتفاق النووي في الأيام الماضية، واللهجة الدبلوماسية الناعمة التي تم إتباعها بشكل ملحوظ.

يشير ذلك بوضوح إلى أنّ هناك احتمالات قوية بأن بايدن قد أصبح بشكل أو بآخر قد بدأ على الأقل يفكر في الاتجاه نحو المعسكر الإيراني، وهذا الأمر يستتبعه منح المليشيات الحوثية فرصة مواتية نحو مضاعفة وتيرة إرهابها بدليل - وفقًا للسيناتور الأمريكي - أن بايدن لم يطلب من المعتدي أن يكف عن اعتداءاته، لكنه ذهب إلى المعتدى عليه ليُطالبه بضبط النفس.

يعني ذلك أن الحرب الروسية الأوكرانية أحدثت بوادر تغييرات في النظام العالمي بشكل كامل، ويبدو أن بايدن كان قد استعد لهكذا سيناريو عندما استهلّ حقبته الرئاسية بإلغاء قرار تصنيف المليشيات الحوثية تنظيمًا إرهابيًّا، إذ كان يعد العدة على ما يبدو لإمكانية حدوث تغير شامل في مناحي الأزمة مع إيران.

الأهم في هذا المشهد المرتبك هو موقف التحالف العربي وتحديدًا السعودية والإمارات إذا ما صحّت رواية السيناتور الأمريكي التي لم تنفيها الإدارة الأمريكية حتى كتابة هذه السطور ما يعزّز صحتها، ومن ثم فالمراهنة على الموقف الأمريكي لا يبدو أنها ستكون واقعية في المرحلة المقبلة.

لا يعني ذلك فض الشراكة مع الولايات المتحدة، فهذه الشراكة تبقى لها أهميتها الجيوسياسية فيما يخص مواجهة التهديدات المتفاقمة التي تشكلها المليشيات الحوثية الإرهابية، لكن في الوقت نفسه لا يجب التعويل على واشنطن بشكل أكبر من اللازم فيما يخص الردع الحوثي، وهذا مرده إلى أنّ السياسة الأمريكية متقلبة في حد ذاتها.