الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:25 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

بالصور .. «أسرة قبطية» تصنع و توزع الفوانيس علي جيرانهم المسلمين لمشاركتهم فرحتهم بشهر رمضان بالاسكندرية

«أسرة قبطية» تصنع و توزع الفوانيس علي جيرانهم المسلمين لمشاركتهم فرحتهم بشهر رمضان بالاسكندرية
«أسرة قبطية» تصنع و توزع الفوانيس علي جيرانهم المسلمين لمشاركتهم فرحتهم بشهر رمضان بالاسكندرية

«الله محبة.. رمضان محبة»، ليست عبارات أو كلمات، ولكن تلاحم حقيقي بعمق العلاقة بين المسلمين والمسحيين التي تظهر خاصًا في شهر رمضان الكريم، حيث تجمع أجوائه الجميع لنشر الفرحة بين الأصدقاء والجيران باختلاف ديانتهم وهو ما جسدتة أسرة قبطية بمحافظة الإسكندرية و بالتحديد بمنطقة سيدي بشر ليتحول منزلهم إلى ورشة عمل لتصنيع فوانيس «هاند ميد» احتفالا بشهر رمضان وليس كذلك بل يقوم أحد أفرادها بارتداء زي المسحراتي و ممسك في يده طبلة و مطرقة و يتجول داخل منطقتة ليوزع الفوانيس و الهدايا الرماضنية علي جيرانه و المواطنين

التقت موقع «الميدان» مع هذه الأسرة
بداخل منزلهم ، الذي حولوا جزء منه إلى ورشة لصناعة فوانيس رمضان والزينة والديكورات الرمضانية هاند ميد من مواد موجودة بالمنزل.

يقول «أندرو إبراهيم» طالب بالمرحلة الثانوية لـ«الميدان» إنه اعتاد كل عام في نصف من شهر شعبان على تنفيذ أشكال جديدة من فوانيس رمضان لتوزيعها على جيرانه وأصدقائه المسلمين مع بداية شهر رمضان بهدف إدخال الفرحة على قلوبهم.

وأضاف «اندرو» لـ«الميدان» أنه بدأ في السابعة من عمره في تنفيذ فوانيس رمضان ليهديها إلى أصدقائه، حيث كان يري والده قبل رمضان يقوم بتحضير شنط رمضان لتوزيعها، فأراد أن يساهم في إدخال الفرحة على قلوب الناس ببعض الأعمال البسيطة وهي الهدايا الرمضانية، مشيرا إلى أنه في البداية كان بمساعدة والدته والتي كانت تصنع الفوانيس لإهدائها لأصدقائها أيضًا، كما التحق بالكثير من ورش العمل وأصبح ينفذ كل الديكورات الرمضانية بمفرده لافتا أنه تعلم تصنيع الفوانيس وديكور رمضان من المخلفات ضمن أساليب إعادة تدوير المنتجات، حيث يقوم باستخدام الأكواب البلاستيكية ويضع الغطاء الكبير كقاعدة للكوب ويقوم بتزيينه بمسدس الشمع والحلة والأوراق الملونة، فيتحول خلال دقائق إلى فانوس مزين.

وأوضح «اندرو» أنه يقوم بصنع ديكور رمضاني أكبر، يتمثل في عربات الفول والكنافة والقطايف، حيث يستخدم في صنعها الصناديق الخشبية الخاصة بـ«الرنجة»، وبعض الكرتون ومسدس الشمع والحلة والأوراق الملونة، إلا أن المجسم الواحد يحتاج منه تصنيع أكثر من أسبوع إلى 10 أيام لتنفيذه، ما يجعله يبدأ في صنع تلك المجسمات قبل دخول شهر رمضان

وتابع، لـ«الميدان» أنه مع بداية شهر رمضان يبدأ في تعليق الزينة مع أصدقائه، ومع أول يوم في شهر رمضان يخرج بعد الإفطار يرتدي زي المسحراتي ويأخذ طبلته ليوزع عليهم الفوانيس و الهدايا الرماضنية الذي صناعها بيده ثم بعد يقوم بتوصيل المكفوفين الى المسجد لأداء صلاة التراويح وينتظرهم أمام المسجد ليعود بهم إلى منازلهم لافتا أنه رغم الظروف الذي مرة بها وهي مرضه و وفاة جدته ولكن أصر علي توزيع الفوانيس علي جيرانه قائلا : «الناس ملهاش ذنب و عاده و بعملها كل سنه و بفرح بيها جيراني و اصحابي»

وأوضح، اندرو لـ«الميدان» أنه يصنع الفوانيس جميعها يدويًا، من أشياء وخامات موجودة بالمنزل، مثل الأكواب البلاستيكية، وقطع الكرتون، والزجاجات، ويقوم بتزينها وتركيب وحدة الصوت والإضاءة، كما يصنع فوانيس خشبية صغيرة، وسبح من الخرز هاند ميد، بجانب عربة الفول، وصانع الكنافة والقطايف، واشكال كثيرة من الزينة.

وأشار «اندرو» إلى أن أصدقائه ينتظرون مشاركته معهم كل عام، لافتًا أنه في أحد السنوات لم ينزل لتوزيع الفوانيس بعد الإفطار كعادته ومشاركتهم أجواء رمضان بسبب فيروس كورونا فتفاجأ بهم حضروا إلى المنزل ليصطحبوه إلى الشارع، ومشاركتهم فرحة الأجواء الرمضانية بين الجيران والأصدقاء، فهو دائما يسعد بتواجده بين جيرانه المسلمين، قائلا: «بكون سعيد إني بفرح الناس، وأمنيتي مقابلة الرئيس السيسي لتهنئته بشهر رمضان وأهديه عمل من صنع يدي».

و أضاف «اندرو» انه كان في السابعة من عمره كان يصنع الفوانيس ليهديها إلى أصدقائه، حيث كان يري والده قبل رمضان يقوم بتحضير شنط رمضان لتوزيعها، فأراد أن يساهم في إدخال الفرحة على قلوب الناس ببعض الأعمال البسيطة وهي الهدايا الرمضانية لافتا أنه مع بداية شهر رمضان يبدأ في تعليق الزينة مع أصدقائه، ومع أول يوم في شهر رمضان

ومن جانبها قالت «رانيا نسيم» والدة أندرو، لـ«الميدان» من عادة الأسرة عمل إفطار جماعي كل رمضان يضم الأصدقاء والجيران من المسلمين والمسحيين، وكانت تهدي بعض المشغولات اليدوية التي تصنعها خلال الإفطار لأصدقائها فهي تحب تصنيع المشغولات اليدوية «الهاند ميد» وكانت تلك الهدايا عبارة عن فوانيس صغيرة من الخرز والكروشيه، وهو ما لفت نظر أندرو وأراد أن يكون لديه منتجات خاصة به يهديها هو للأصدقاء والجيران.

وأضافت، لـ«الميدان» طلب منها أن تعلمه عمل الفوانيس، وبعد فترة أصبح موهوب في المشغولات اليدوية، وأسندت له إدارة الموهوبين بمديرية التربية والتعليم بالإسكندرية، تنفيذ ورش هاند ميد أونلاين للطلبة، بجانب العديد من النشاطات التي ينفذها بداخل المدرسة أو بين جيرانه في العمارة حيث يجتمع بهم في الإجازة الصيفية لتعليمهم الأشغال اليدوية.

ولفتت إلى أن نجلها لديه العديد من الأنشطة الاجتماعية، والجميع في منطقة سكنهم يحبونه لتودده للجميع، حيث إنه يقوم خلال شهر رمضان أيضًا بإيصال الأطفال المكفوفين إلى المسجد لأداء صلاة التراويح، وينتظرهم ليعيدهم إلى منزلهم مرة أخرى.

واضفت فيبرونا شقيقة اندرو لـ«الميدان» في أول أيام شهر رمضان يقوم شقيقي بارتداء ملابس المسحراتي ويأخذ طبلته التي صنعها بيده ليوزع الفوانيس على أصحابه وأصحاب المحلات وعلى احبابه، فضلًا عن قيامه بتوصيل المكفوفين إلى المسجد لأداء صلاة التراويح وانتظارهم لتوصيلهم للعودة مرة أخرى لافته أن منذ كان شقيقي صغر وجد والده يساعد أصدقائه في إعداد وتوزيع شنط رمضان، وكان يرى والدته توزع الفوانيس على اصدقائها وتفطر معهم في شهر رمضان، فجاءت له الفكرة وقرر أن يسعد من حوله مثلما يفعل والديه وبدأ بشراء الزينة هو وأصدقائه وتعليقها في الشوارع وفي العمارة لكي يسعد الناس قائلة : «رغم أننا مرينا بظروف مرض اندرو و وفاة جدتي بس اصر اندرو يوزع الفوانيس على جيرانا و قالي الناس ملهاش ذنب و لازم توزع عليهم زي كل سنة»

ومن جانبها قالت «سحر جمعة» أحد سكان المنطقة لـ«الميدان» مشهد التي تشاهده كل سنة من الاسرة القبطية مشاركة المسلمين في تعليق الزينة و توزيع الهدايا و الفوانيس ليس مشهدًا غريبًا لأننا أخوه وجيران منذ سنوات ويربطنا علاقه صداقه وحب قوية مشيرا أنها تشعر بالارتباط بين الأقباط والمسلمين في ذلك الشهر حيث أننا نجتمع لتزين شوارع المنطقة و ايضا نتجمع علي مائدة واحدة في فطار جماعي علي سطح المنزل وسط روح من البهجة والسرور .

ومن جه أخري قالت أحدي جيران الأسرة اننا لم نعرف في مصر، على مدار تاريخها، وطوال حياتنا، أي مظهر من مظاهر التفرقة بين دين وآخر، تربينا على أننا مسلمين ومسيحيين أخوة في وطن واحد لافتا اننا نقوم بعمل فطار جماعي و سط فرحه عارمه و سعادة .

واضاف عم مصطفي صاحب أحد المحالات بالمنطقة أن اندرو يوزع الفوانيس علي جيرانه علي مدار 12 عام منذ أن كان صغيرا و هذا ما يدل علي المحبه بين الأقباط والمسلمين مهما حدث لم يكن فرق بيننا حيث أننا نجتمع لتزين شوارع المنطقة و ايضا نتجمع علي مائدة واحدة في فطار جماعي علي سطح المنزل وسط روح من البهجة والسرور.