قصيدة : الشاعر والوطن
لطالما كان الأدب مرآة العصور والشاعر هو لسان حال الواقع ، ومن أدب الواقع اخترنا لكم اليوم قصيدة للشاعر السوري .
الدكتور رفعت شميس الذي عاش الواقع بكل تفاصيله ، وأعني واقع الأزمة التي عصفت في البلاد جرّاء ما أسموه بالربيع العربي .
ونجد الشاعر في قصيدته يصور بعين فوتغرافية ذلك الواقع بكل حيادية فهو ينقل لنا صورا مأساوية مما رأى وسمع وعاش وعايش .
لن أطيل عليكم وأترككم مع القصيدة .
اقرأ أيضاً
- محمد ريان يكتب : عبادي والرؤيا والوطن والذي منه !!!!
- كان مختلفا عن الآخرين.. قصة حب الشاعر أمل دنقل وعبلة الرويني
- قصيدة ” راحة الفؤاد ”
- ناقد لبناني في ذكري ميلاد فريد الاطرش يوجه قصيدة للرئيس السيسي لإنجاحه منظومة التنمية
- اليوم.. ليلة مضيئة مع شعر المديح النبوي والتصوف بدار الأوبرا
- مبروك عطية منتقدا الشاعر نزار قبانى: قلوبنا غالية ومش زريبة بهايم
- قصيدة : راجع رصيدك
- قصيدة ” نبع الأمان ”
- قصيدة امى | للشاعر محمد محروس الصعيد
- قصيدة ” الصفاء ”
- جمال الشاعر: السعودية رصدت 65 مليار دولار لصناعة محتوى إعلامي ثقافي وترفيهي
- سيمون تطرح أغنيتها الجديدة «الروح الفرفوشة» على يوتيوب
أخــفـى الـمـلامـحَ إذ رآنــي قــادما … أيــظـنّ أنـــي مـــا عــرفـتُ مـلـثما
“بــــويا “يــــردد لـفـظـهـا .وكــأنــه … مـــا كـــان يــومـاً دارســـاً مـتـعـلما
يـــا لـلـثـقافة كــيـف صــارت عـنـدنا … فــوق الـرصـيف مـهـانة كــي تـعدم دعـني وشـأني ، قـالها مـستطرداً … هـــزواً تــريـد ؟شـمـاتةً وتـهـكما ؟
يـا صـاح مـهلا، مـا يـجول بـداخلي … يــدمــي الــقـلـوب تـحـرقـاً وتـألـمـا مـا حـلّ فـي وطـني عصيٌ شرحه … إنّ الــرضـيـع لــهـولـه قــــد أهـــرم حـتـى الـقـوافي لا تـحـيط بـوصـفه … عــجـز الـقـريض وشـاعـر لــو ألـهـم خـطب تـمادى فـي الـبقاء وأعـقلت … أركـــانــه شــــداً وثــيـقـاً مـحـكـمـا تـتـرى الـمـصائب، لا تــزول مـصيبة … إلا وأخــــــرى لا تـــقــلّ تــشــاؤمـا دعــنـي وشـأنـي .ثــم أردف بـاكـيا … هُــجّـرْتُ لـيـلاً مــن ديــاريَ مـرغـما والـمـوت حـولـي والـنـفوس كـئـيبة … غـنـمَ الـلـصوص دفـاتري والـمقلمهْ وطـنـي يـدنـسه الـفسادُ وبـعضهم … أعـمـى أصـمّ فـكيف يـلقى الأبـكمَ يــــزداد تــيـهـا قـــد تــطـاول قـــدّه … مــــلأ الــسـمـاء رعــونـة والأنــجـم فـإذا خـرجت عـلى الـسكوت لنقده … فـكـأنـمـا أدنــــوت مــنـه الـمـيـسم ويــظـلّ يـــردف بـالـسـباب كــلامـه … يــرغــي ويــزبــد غــاضـبـا مـتـبـرما كـــم جــائـع بـــات الـلـيـالي طـاويـا … يـلـقى الـقمامة بـعد لأي مـطعما أحـقـيقة هــذا الــذي يـجـري بـنـا؟ … أيــكــون حــلـمـا مـزعـجـاً وتـوهـمـا ومـضـيت أسـعـى لـلرحيل مـهاجراً … فـازداد وضـعي فـي الـحضيض تأزما كيف السبيل إلى العبور.؟ وقيل لي … عـنـد الـحـدود مـهـرّب .. لــن تـندم الــبــحـر قــبــر والــعـديـد تـحـمـلّـوا … وزر الأفــاعـي فـــي الـقـتـال تـأثـما والــواصـلـون تـفـرقـوا فـــي غــربـة … كــان الـحـنين مــن الـرجـوع لأرحـم والـقـاطـنون خـيـامـهم فــي عـزلـة … الــلاجــئـون الــشــاربـون الـعـلـقـم والـعـالقون عـلـى الـحـدود تـجـمعوا … ســعـيـاً لــدنـيـا أن يـصـيـبـوا ربــمـا والــثــاكـلات قــلـوبـهـن نـحـيـبـهـن … يـبـكـي الـصـخـور تـصـدعـاً وتـألـمـا كــم راحــلاً؟ هــذا الـسـؤال مـحـير … فـتـش تـجـد فــي كــل بـيت مـأتما والـخـطـف صــار تـجـارة والـمـفتدى … يـحـكي لـنا بـعضا ويـخفي الأعـظم ســلـب ونــهـب والـتـسـول مـهـنة … ومــتـاجـر جــعــل الــغــلاء جـهـنـما لا مــال عـندي كـي أعـيش بـنعمة … وعـلى الـرصيف كـرامتي لـن تـعدم قـد كـنت فـي اسـت الـزمان مُعلماً … أصـبحت فـي مـسح الـحذاء مـعلما لـهفي عـلى شـعب تـفرق شـمله … بــئـس الـربـيـع لأن يـكـون الـمـجرمَ حــــق عـلـيـنـا أن نــصــون ديــارنـا … حـــق لـنـا فــي أن نـعـيش ونـحـلمَ حــــق عـلـيـنـا أن نــلـلـمَ شـمـلـنا … لا نــرتــضـي لــديـارنـا أن تــقـسـم أفــــردْ يــديــكَ مـعـانـقـاً مـتـبـسماً … ودعِ الـخـصامَ مـسـامحاً مـن سـلّمَ فـالـحقدُ نــار فــي سـعـير أجـيـجها … يُــكـوى بــهـا بـحـميمها،من أضــرم والــثــأرُ زرعــــةُ كــافــرٍ لا يـجـتـني … عــنــد الـنـضـوج بـحـقـله إلا الـــدم إن الــحــيـاة قــصـيـرة فـلـتـنـقضي … فـي طـيب عـيشٍ لا أسـىٍ وتجهّما مـــات الـكـثـير ، أحـبـة ، أهــل لـنـا … الــهــج لــسـانـك بـالـدعـاء تـرحـمـا نـمضي إلـى أجـل مـسمى مـثلما … ســبــق الأحــبــة لاحــقـاً مـتـنـعما يــوم الـقـيامة سـوف يـحكم عـادل … يــا حـبـذا الـعدل الـذي… مـا أحـكم عــــارضْ وأيّــــدْ فـالـخـلاف قـضـيـة … مــا أفـسـدت ودّاً لـذي عـقلٍ سـما وارفـــع هـتـافـك صــارخـاً لا لـلـفتنْ … لا لــلــسـلاح مــجـنـدلا أو هــادمــا إن الــعـقـيـدة زادهـــــا أن تــتـقـي … إن عـــاربــاً مـسـتـعـرباً أو أعــجـمـا وارجــع لـعـهدك فــي الأصـالة إنـما … قـد كـنت فـي وطـن الحضارة مَعْلما داوي الــجـراح مـعـايـداً مــن أكـلـما … مـــاذا يـضـيرك أن تـكـون الـبـلسما حــــاور أخــــاك بـحـكـمـة وتــعـقـل … بــئـس الـحـوار إذا الـرصـاص تـكـلم وطــنــي لــكــل مــدافـع عــنـه إذا … أهـمـاج بـغـي حـاولـت مـس الـحما ويــظــلّ لـلأجـيـال مـوطـنـهم بــمـا … ورثــوا فـكـن نـعـم الـمـورث مـنـجما واعــمــرْ بـــلادك بـالـمـحبة مـثـلـما … تــرعـى الــديـار مـخـافـة أن تـهـدما =====
مفردات قد يلتبس فيها المعنى : بويا : كلمة تركية بالأصل بمعنى الدهان دخلت العامية السورية
ويستخدمها ماسح الأحذية. الكافر : الفلاح الذي ينثر الحب ويستره في التراب . تترى : متتابعة . مجندلاً : الجنادل بالأصل الحجارة متجمعة .
ومجندلاً هنا بمعنى قابراً .
أهماج : جمع قلة من همج – ومفرده همجي . الذي يعمل بلا منهج ولا تفكير.