أكد أن غياب التواصل بين عناصر الإنتاج الأربعة كلمة السر وراء الأزمة
خبير اقتصادي يطرح مبادرة رقمية لحل الأزمة الاقتصادية العالمية رقميا
طرح الخبير الاقتصادي الدكتور تامر ممتاز، نائب مدير بأحد البنوك، مبادرة لحل الأزمة الاقتصادية التي أثرت سلباً على الأسواق العالمية ، مؤكداً أن مصر قد تحمل الحل لهذه الأزمة، وقد تخرج منها شرارة الأمل الأولى لانتهائها.
أكد "ممتاز" أن "خلق الإنتاجية" هي كلمة السر والحل الجذري لمشكلات التضخم وارتفاع الأسعار، عبر تحقيق الدخل لكل المشاركين بالعملية الإنتاجية، وعلاج الخلل الهيكلي في الموازنات التي تعاني من العجز، مع رفع معدلات النمو، ودعم مستويات المعيشة، مما يمنع الانهيار المتتالي للاقتصاد الدولي وما يترتب عليه لا قدر الله من كوارث متعاقبة.
وأضاف عن المبادرة التي يتولى ريادتها: " بدأت هذه المبادرة ببحث قمت به عام ٢٠١٥، وناقشت فيه أسباب الأزمة عندما كان مجموع الديون العالمية أكبر من مجموع كل النواتج القومية، وقتها فكرت في إطلاق مبادرة تحت اسم: ممتاز ماب، وترمي إلى إنهاء الأزمة المالية العالمية عبر تحقيق الإنتاج الكافي للاستهلاك، وليس فقط تعديل السياسات النقدية والمالية، وذلك من خلال إنشاء منظومة رقمية متكاملة تضم جميع أطراف سوق العمل".
وتنطوي المرحلة الأولى من المشروع على عقد اجتماع مع أصحاب القرار في وزارة القوى العاملة والهيئات المعنية للاتفاق على الخطوات وتأمين دخول الافراد بالتسجيل عبر الرقم القومي، ثم شرح طريقه عمل الموقع مع شركة البرمجة وتصميم الموقع في المرحلة الثانية، بعدها تسجيل المواطنين عبر قصور الثقافة ومراكز الشباب كل حسب تخصصه، وبما يملكونه من عناصر الإنتاج بالتفصيل (صنعة – محل – موتوسيكل – رأس مال.. إلخ) في المرحلة الثالثة.
أما المرحلة الرابعة فتشمل التعاقد مع شركة تأمين للتعويض في حالات خيانة الأمانة نظير اشتراك رمزي فقط عند إنشاء الشركات، والمرحلة الخامسة قيام الموقع بتوصيل أصحاب المصالح معا حسب المناطق وكل منهم يعلمون تماما ما هي المشروعات المطلوبة ولها سوقا مؤكدا لانهم يعيشون فيها مع منحهم إعفاء ضريبي لمدة سنه كاملة، والمرحلة السادسة والأخيرة هي الحصول على رجع الصدى للمبادرة أو الـ(Feedback)، وتقييم الموقف أولا بأول حتى يتم التأكد من سلامه الإجراءات، وقياس النتائج، وتطوير الموقع حسبما تحتاج إليه كل مرحلة من مراحل سوق العمل.
وأردف "ممتاز": "عدم وضوح طريق التوظيف وغياب التواصل بين أصحاب الأعمال حسب توافر عناصر الإنتاج بينهم (كل منهم بما يملك لتكوين المشروعات المشتركة ) من جهة ومن جهة اخرى بين أصحاب الأعمال و الشباب طالبي العمل هو السبب الرئيسي في هذه الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، ومن شأن المنظومة الرقمية التي أقترحها أن تفتح منفذاً جديداً بين جميع أطراف السوق لتكتمل عناصر الإنتاج من جهة ومن جهة أخرى بين أصحاب الاعمال و طالبي العمل وتخلق الإنتاج لحل الازمة جذريا ".
وتابع: "كمثال على الأزمة كانت مصانع مدينه العاشر من رمضان تطلب 5000 عامل ولا يعرفون أين يمكن أن يجدوهم بينما الشباب في كل مكان دون عمل، وأسفر كل ذلك عن ندرة الإنتاجية مع زيادة الاستهلاك وتفشي البطالة، كما انخفضت النواتج القومية، والتي لم تقدر على مواكبة الزيادة في الديون العالمية".
وعن الفائدة المتوقعة من المشروع، أوضح "ممتاز": "هذه المنظومة الرقمية توفر نظام مخصص للبحث بين عناصر الإنتاج الأربعة، والمتمثلة في: أصحاب الأرض، ورأس المال، والعمالة، والتنظيم، ومن ثم إتاحة التواصل بينهم بدون وسيط على موقع إلكتروني موحد، بما يشكل منظومة متكاملة لخلق المشروعات في كل مكان، دون تمركز العمل في تجمعات صناعية أو زراعية أو تجارية بعينها، حيث يتم تجميع عناصر الإنتاج في مكان تواجدهم كل بما لديه من عنصر انتاج أو أكثر للمشاركة فيما بينهم ".
أما الجمهور المستهدف من المبادرة فهم كل القادرين والراغبين سواء في العمل أو المشاركة في إنشاء المشروعات الصغيرة، وحتى أصحاب المعاشات وهم يمثلون في الحقيقه خبرات كبيره للاستفادة من مهاراتهم وربات البيوت الراغبين في العمل من المنازل مثلاً في مجالات متعددة مثل المأكولات وخدمة العملاء وكل ما لا يتطلب وجود الموظف في مكان العمل.
واختتم "ممتاز": "مشكلة الإنتاج تحولت إلى مرض مزمن وكل الاجراءات التي لا تستهدف تعظيم الإنتاجية ستكون بمثابة مسكنات مؤقته ولن تشكل علاجاً جذرياً.
لذا؛ قد يكون ذلك هو الوقت المثالي للبحث عن مثل هذه المبادرات والإسراع في تطبيقها، وأملنا أن نرى ذلك اليوم قبل غداً".