الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:10 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

عرب و عالم

فورين أفيرز: الولايات المتحدة بحاجة إلى استراتيجية جديدة لردع ”إيران”

سلط تقرير نشره موقع ب"فورين أفيرز" الضوء على المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني، والتي استضافتها قطر في نهاية شهر يونيو 2022، مشيرًا إلى أنه على النقيض من الجولات السابقة من محادثات فيينا كافة، فإن تلك المحادثات الأخيرة لم تضم ممثلي معظم الأطراف الأخرى في الاتفاق، وهي: الصين، وفرنسا، وألمانيا، وروسيا، والمملكة المتحدة.

وأوضح التقرير أنه رغم انتهاء المحادثات دون تحقيق انفراجة، فإن قبول الطرفين بالمحادثات يُشير إلى وجود مصلحة مشتركة لاستعادة الاتفاق، فعلى الصعيد الأمريكي، ترغب إدارة الرئيس "جو بايدن" في استعادة الاتفاق لمنع إيران من تخصيب اليورانيوم، والحيلولة دون امتلاكها قنبلة نووية.

أما بالنسبة لإيران، فالدافع الرئيس لها يتمثَّل في رفع العقوبات، ومن ثمّ، السماح لها ببيع النفط، والحصول على مليارات الدولارات من حساباتها المجمَّدة بموجب العقوبات، وتتزايد أهمية هذا الأمر في الوقت الراهن في ضوء تفاقم الأوضاع الاقتصادية في البلاد، والتي دفعت السلطات الإيرانية إلى خفض الدعم على بعض المنتجات الغذائية؛ مما أثار ردود فعل عنيفة واحتجاجات في جميع أنحاء البلاد.

ولفت التقرير الانتباه إلى احتمالية قيام إيران بتكثيف برنامجها النووي كجزء من استراتيجيتها التفاوضية، عبر رفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 90% (الدرجة اللازمة لصنع القنبلة)، والحيلولة دون وصول المفتشين الدوليين إلى مواقعها النووية، ومن ثمّ، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ستحتاج إلى بلورة استراتيجية أفضل لردع طهران.

وفيما يخص سُبل تحسين الردع الأمريكي، أكَّد التقرير أنه يتعيَّن على واشنطن توضيح آلية الثواب والعقاب الخاصة بطهران، وذلك عبر تسليط الضوء على خسائرها المحتملة إذا استمرت في اتباع نفس النهج الحالي، لا سيَّما تهديدها بتقويض بنيتها التحتية النووية بالكامل، والتي استغرق تطويرها عدة عقود، مع الإشارة أيضًا إلى المكاسب التي ستجنيها حال قيامها بتغيير مسارها، وخاصةً النتائج الإيجابية التي ستتمخض عن رفع العقوبات الغربية عنها.

ويرى التقرير أنه في ضوء فشل سياسة "الضغط الأقصى" التي اتبعها الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" في تغيير السلوك الإيراني، وعدم فعالية نهج "بايدن" إزاء إيران حتى الوقت الراهن، فإن واشنطن بحاجة إلى استراتيجية متكاملة تعتمد على الأدوات السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والاستخباراتية، والسيبرانية، والعسكرية لردع إيران عن تطوير برنامجها النووي، ووقف سلوكها المُزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط.

وأكَّد التقرير أنه يتعيَّن على واشنطن الإعلان عن هذه الاستراتيجية، وإخطار طهران والمجتمع الدولي بأسره بأنها سترد بكل الوسائل الممكنة، لا سيَّما تدمير البنية التحتية النووية الإيرانية إذا اكتشفت أنها تقترب من امتلاك سلاح نووي، والتخلي عن النبرة المعتادة، والخاصة بأن كل الخيارات مطروحة على الطاولة؛ لأنها لم تعد تجدي نفعًا.

ويرى التقرير أن استراتيجية الردع الأمريكية لا يجب أن تقتصر على النشاط النووي الإيراني فحسب، وإنما يتعيَّن أن تمتد لتشمل سلوك طهران الإقليمي المزعزع للاستقرار، ووقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى وكلائها الإقليميين في المنطقة، بالإضافة إلى تعزيز دفاعات حلفاء واشنطن وشركائها في المنطقة، لا سيَّما ضد الطائرات بدون طيار، وصواريخ كروز، والصواريخ الباليستية التي يمتلكها وكلاء إيران في المنطقة، وذلك عبر دمج أنظمة الإنذار المبكر، والدفاع السيبراني، والدفاعات الصاروخية لشركاء الولايات المتحدة الإقليميين، بما يضمن تحقيق التكامل الدفاعي في نهاية المطاف.

وختامًا، أكَّد التقرير أن الردع يجب أن يحتل صدارة الاستراتيجية الأمريكية تجاه إيران؛ نظرًا لأن إذكاء مخاوف القادة الإيرانيين من الخسائر المحتملة حال مواجهة واشنطن سيدفعهم للبحث عن بديل دبلوماسي بدلًا من التصعيد، ومن ثمّ، تجنب سيناريو الحرب، والحد من الأنشطة الإيرانية المُزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، والتوصل إلى نتيجة دبلوماسية مقبولة بشأن الاتفاق النووي الإيراني.

الولايات المتحدة إيران