الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:48 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

أوروبا تواجه أزمات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية

تعيش أوروبا في حالة اضطرابات كبيرة، نتيجة الأزمات المتلاحقة، بداية من التداعيات الاقتصادية لجائحة فيروس كورونا، والحرب بين روسيا وأوكرانيا، ومخاوف حظر الغاز الروسي، إلى جانب الحرائق التي تضرب الغابات في دولها الجنوبية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق.

وأصبحت أوروبا، واقعة بين هذه الأزمات الطاحنة، كأكبر تهديدات منذ الحرب العالمية الثانية، وفق ما قاله سفير فرنسا بالأمم المتحدة، نيكولاس دي ريفيير، في تصريح سابق بأن الحرب في أوكرانيا وتداعياتها هي الأسوأ في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

أزمة الغاز.. أكدت مؤخرا مجموعة غازبروم الروسية، أنه لا يمكنها ضمان حسن سير خط أنابيب نورد ستريم، والذي يربط، بين روسيا وأوروبا، موضحة أنها غير قادرة على تأكيد استعادتها توبينا كان يضخ الغاز إلى ألمانيا ويجري إصلاحه حاليا في كندا، بعدما بدأت غازبروم، الاثنين الماضي عملية صيانة لخط "نورد ستريم 1" والتي من المقرر أن تستمر 10 أيام.

وخلال هذه الأيام، ينتظر الاتحاد الأوروبي، وخاصة ألمانيا، ما إن كان سيعود الغاز الروسي مرة أخرى عبر نورد ستريم 1 أم لا.

من جانبها قالت غازبروم، أنها لا تملك أي وثيقة تسمح لسيمنز الألمانية بأن تخرج من كندا محرك توربين غاز.

أما كندا كانت فقررت السبت، تسليم ألمانيا توربينا ضروريّا لتشغيل "نورد ستريم 1" لتخفيف أزمة الطاقة مع روسيا، على الرغم من مناشدة أوكرانيا بعدم الخضوع للكرملين.

خطوط الغاز الروسيةالعقوبات على روسيا انتحار لأوروبا

في هذا السياق، أكد نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، في تصريحات أمس، أعضاء الاتحاد الأوروبي أطلقوا النار على رؤوسهم بمسدس العقوبات، في إشارة إلى أن العقوبات الأوروبية ضد روسيا كان لها تداعيات كبيرة على الاقتصاد الأوروبي نفسه، إذ تسبب في ارتفاع أسعار موارد الطاقة.

وأضاف أن أوروبا الآن، تجنو الثمار المرة لتراجع الإنتاج وتضخم أسعار المواد الغذائية وفقدان القدرة التنافسية لسلعهم، ويأتي ذلك في وقت ينتظرهم شتاء في مساكن جليدية بدون الغاز الروسي.

انخفاض اليورو مقابل الدولار

وبالتزامن مع أزمة الطاقة التي تعيشها أوروبا، تفجرت أزمة جديدة يوم الثلاثاء الماضي، وهي انخفاض سعر اليورو مقابل الدولار لأول مرة منذ 20 عاما، حيث جاء سعر اليوم الثلاثاء 12 يوليو مقابل الدولار حوالي 1.0022 دولار، فيما وجاء سعر الدولار مقابل اليورو حوالي 0.9978 يورو، وهو أقل مستوى منذ عام 2002.

اليورو ينهار ويسجل أقل من 1 دولار بسبب الموجة الحارة.. اندلاع الحرائق في غابات وسط البرتغال موجات الحر وحرائق الغابات

وفي حين تعاني أوروبا من أسوأ أزمة طاقة، تعاني أيضا أسوأ موجات الحر، التي تسببت في حرائق الغابات بعدد من دولها المطلة على البحر المتوسط، نتيجة تداعيات التغيرات المناخية، ما جعل شهر يوليو الجاري، هو ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق.

ويحذر العلماء داخل القارة العجوز، من أن حرائق الغابات، تدمر مساحات واسعة من الغطاء الأخضر، بما يؤدي إلى نتائج أكثر تدميرا، حيث سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية، الأسبوع الماضي، في عدد من الدول الأوروبية، وتخطت في شبه الجزيرة الأيبيرية 42 درجة مئوية، وهو نفس الوضع في جنوب فرنسا، بعد أقل من شهر على موجة الحر التي ضربت أوروبا يونيو الماضي.

معاناة البلاد الأوروبية من الحرموجات الحر في أسبانيا.. حيث سجلت أسبانيا، خلال اليومين الجاريين، 42.4 درجة مئوية في إشبيلية، فيما سجلت 41 درجة، في مدن أخرى في الجنوب والجنوب الغربي، مثل مناطق باداجوث وخايين وأفيلا.

وقال المتحدث باسم مصلحة الأرصاد الجوية الإسبانية روبين ديل كامبو، أمس إن موجة الحر الجديدة هذه "استثنائية تمامًا".

وكانت موجة الحر، قد بدأت الأحد وتستمر 9 أو 10 أيام، ما يجعلها واحدة من أطول 3 موجات حر في تاريخ أسبانيا منذ عام 1975 طبقا للأرصاد الجوية الأسبانية، والذي أشارت إلى أنه بسبب التغير المناخي، فإن موجات الحر متكررة، فقد تضاعفت الـ12 سنة الأخيرة في إسبانيا.

ومن المتوقع أن تكون الفترة بداية من اليوم الثلاثاء وحتى الخميس، الأسوأ في أسبانيا، بعدما شهدت البلاد 5 موجات حر استثنائية، خلال الأشهر الـ11 الأخيرة.

حرائق الغاباتموجات الحر في البرتغال

أما البرتغال، جارة أسبانيا، فقد وصلت درجات الحرارة لأعلى بحوالي 3 درجات، مسجلة 44 درجة نهاية الأسبوع الماضي، ويتوقع أن تسجل 42 درجو في منطقة إيفورا، طبقا للأرصاد الجوية البرتغالية، التي توقعت ارتفاعًا جديدًا بدرجات الحرارة الثلاثاء والأربعاء.

وتسبب ارتفاع درجات الحرارة، بعدة حرائق وسط البرتغال في الأيام الأخيرة، وكان أكبرها، قد تم السيطرة عليه يوم الأثنين الماضي، بعدما اندلع الخميس في منطقة أوريم، واشعل حوالي 2000 هكتار من الغطاء النباتي، وتطلب إطفاءه استدعاء 600 عنصر إطفاء.

موجات الحر في فرنسا وبريطانيا

فرنسا، أيضا لم تسلم من موجة الحر، فطبقا لمصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية، فقد أكدت الأثنين أن درجة الحرارة تجاوزت 30 درجة مئوية، في جزء كبير من البلاد، مع احتمال تسجيل 39 درجة مئوية في بعض المناطق اعتبارًا من اليوم الثلاثاء.

أما في بريطانيا، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 33 درجة مئوية، في جنوب غرب البلاد، وحذرت الأرصاد الجوية الوطنية، من موجة حر قصوى، اعتبارًا من الأحد، مع حرارة قد تتجاوز 35 مئوية.

اوروبا الازمات الغاز الروسي اليورو موجات الحر حرائق الغابات أزمات أوروبا