وزير الأوقاف: حق الجار عام للجميع وليس خاصًّا بالجار المسلم
ألقى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف اليوم الجمعة 22-7-2022م خطبة الجمعة بمسجد البحر بدمياط بعنوان، الجار مفهومه وحقوقه، بحضور اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، والدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، ونخبة من كبار علماء دولة الهند وعمداء كلياتها، وأساتذة جامعاتها، ورؤساء مؤسساتها الدينية والثقافية، المشاركين في الدورة المتقدمة المنعقدة بأكاديمية الأوقاف الدولية بالسادس من أكتوبر، وجمع غفير من المصلين.
وفي خطبته أكد وزير الأوقاف أن الإسلام عُني عناية خاصة بالعلاقات الإنسانية، وعمل على إقامتها على أسس من التراحم والتكافل والتسامح والتعاون، وكان نبينا صلى الله عليه وسلم خير الناس لأهله، وخير الناس لأزواجه وخير الناس لأبنائه وخير الناس لأحفاده وخير الناس لأصحابه وخير الناس لجيرانه وخير الناس للناس أجمعين، وقد عني صلى الله عليه وسلم بالجار عناية خاصة من منطلق المنهج الإسلامي الرباني، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "ما زالَ جبريلُ يُوصِينِي بالجارِ حتى ظننتُ أنَّهٌ سيورِّثُهُ".
وأشار وزير الأوقاف إلى قوله سبحانه: " وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ"، متابعًا: هنا بدأ النص القرآني بذكر عبادة الله سبحانه وعدم الإشراك به والتوصية بذي القربى واليتامى والمساكين، وجاء ذلك على سبيل الإجمال، أما عند الحديث عن الجار فجاء على سبيل التفصيل فقال: "وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ"، فالجار "ذي القربى" هو الجار الذي بينك وبينه قرابة، فإذا كان جارك من ذوي القرابة صار له أكثر من حق؛ حق الجوار وحق القرابة، أما الجار الجنب فهو الجار الذي ليس بينك وبينه قرابة، وسئل الإمام الأوزاعي رحمه الله عن الجوار؟ فقال أربعون دارًا، وقال بعض أهل العلم: إن كل من جاورك في قرية أو محلة أو مدينة فهو جار لك، يقول سبحانه مخاطبًا نبيه (صلى الله عليه وسلم): "ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا"، فوصف أهل المدينة جميعًا بالجوار..
وزير الأوقاف: الدول العظيمة تحفظ حق جيرانها
وواصل الدكتور محمد مختار جمعة: غير أن حقوق الجار تزداد كلما اقترب منك قرابة أو دارا، فلما سألت السيدة عائشة رضي الله عنها يا رسولَ اللهِ! إنَّ لي جارينِ فإلى أيِّهما أُهْدِي؟ قال: "إلى أقربهما منكَ بابًا"، فكل من جاورك في عمل أو في سكن أو في سفر فله حق الجوار، فإن استغاث بك أغثته، وإن استعان بك أعنته، وإن سألك أعطيته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، يقول صلى الله عليه وسلم: "وإذا اشتريتَ فاكهةً فأهدِ لهُ فإنْ لم تفعلْ فأدخلْهَا سرًا" لا أنْ تتباهَى بهَا أمامَهُ، أو أنْ تستعلِي بقدراتِكِ وإمكاناتِكَ الماديةِ عليه، "ولا يخرجُ بها ولدك ليغيظ ولده ".
اقرأ أيضاً
- الأوقاف تحدد الشروط المطلوبة لإحياء المناسبات الدينية والندوات بالمساجد الكبرى
- حسين زين يهنئ الإعلاميين بمناسبة ذكرى انطلاق البث التليفزيوني في مصر
- تريزيجيه يدعم الأهلي قبل مواجهة الزمالك في نهائي الكأس
- الأرصاد: انخفاض الأمواج بداية من غد.. واستمرار ارتفاع درجات الحرارة
- شعبة الملابس: بداية الأوكازيون الصيفي 8 أغسطس وتخفيضات تصل إلى 70%
- الحالة الأولى في الصين.. تعرف على أعراض مرض الطاعون الدبلي «الموت الأسود»
- تعرف على التحويلات المرورية بسبب تنفيذ الأعمال الإنشائية لمحور 26 يوليو الجديد
- منتجو الدواجن: انخفاض سعر كرتونة البيض 10 جنيهات بداية من الغد بالمجمعات الاستهلاكية
- احذر.. 5 أخطاء تزيد معدل استهلاك الوقود بسيارتك
- موعد نظر طعن رئيس قسم حدائق القبة ومعاون المباحث على حكم حبسهما بقضية تعذيب مواطن حتى الموت
- كيروش يعتذر عن حضور حفل الكاف بسبب كورونا.. ويوجه رسالة لاتحاد الكرة
- لاوتارو مارتينيز يفوز بجائزة لاعب الموسم مع إنتر ميلان
كما أوضح معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ واللهِ لا يؤمِنُ" قالوا وما ذاكَ يا رسولَ اللهِ قال "جارٌ لا يأمنُ جارُهُ بوائقَهُ" قالوا يا رسولَ اللهِ وما بوائقُهُ قال "شرُّهُ" أي أن النبي صلى الله عليه وسلم نفى الإيمان ليس عن من يؤذي جاره فحسب بل عن من يخشي جاره منه الأذى، فالجار إن خشي منك الأذى فهناك خلل في إيمانك لا بد أن يأمن الجار جاره وإلا لتحولت حياتنا إلى توتر لا ينتهي.
كما أكد أن كل ما جاء في حق الجار في القرآن الكريم أم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء عامًّا ليس خاصًّا في حق الجار المسلم فقط فحق الجار عامٌ في كل الجوار سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، كما كان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنه، وغيره من الصحابة والتابعين يفعلون من الإحسان إلى جيرانهم سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين، فكل ما جاء في الكتاب والسنة لا يخص المسلمين وحدهم وإنما جاء عامًا في مطلق الجوار.
وأضاف وزير الأوقاف، أن الجوار كما ينبغي أن يحفظ بين الأفراد ينبغي أن يحفظ بين الدول، فالدول العظيمة هي التي تحفظ حق جيرانها، فلا يؤتى جيرانها من قبلها، ولا يؤذى جيرانها من قبلها، ولا تتطاول على جيرانها أو تعتدي عليهم، ولا تسيء لجيرانها، بل تكون لجيرانها عونًا وسندًا وداعمًا، فحق الجوار الدولي لا يقل حرمة وأهمية عن حق الجوار الشخصي، كما بين أن حق الجوار لو لم يأت به دين لطبعت عليه الطباع السليمة، والعرب في جاهليتهم وفي إسلامهم وفي حياتهم كانوا يعظمون حق الجوار.