الجمعة 22 نوفمبر 2024 03:19 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

محافظات

”نقيب قراء الغربية ” الشيخ محمد يحيى الشرقاوي أول أجر تقاضيته ٥ جنيهات والقرآن ليس مهنة بل هو عشق وحققت أمنية والدتي

الشيخ محمد يحيي الشرقاوي
الشيخ محمد يحيي الشرقاوي


منذ أيام مضت استمتعنا بتلاوة زاهرة بالاذاعة المصرية من مسجد الامام الحسين وأستمعنا جميعا لتلاوة أذهلت القلوب وصفت من حلاوتها الاذهان وكأن سلاسل من لؤلؤ تناثرت من القارئ الجليل الشيخ محمد يحيي الشرقاوي نقيب قراء الغربية وفخر رجالها ، وصدق الله إذ يقول فيمن يتلو القرآن (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ* لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور).هكذا قالها الله عز وجل وسطرها في كتابه بل ورفع من شأن قارئ القرآن ليستحق صاحبه علو الدرجات في الجنة قال صل الله عليه وسلم «يقالُ لصاحبِ القرآنِ اقرأْ وارتقِ، ورتِّلْ كما كنتَ ترتِّلُ في الدنيا، فإنَّ منزلَكَ عند آخرِ آيةٍ تقرؤُها»،
وها نحن أمام خيرُ خلفٍ لخير سلف، والنجومُ الزاهرةُ في دولة التلاوة، التي ستبقى صامدة مُزهرة في بستان القران ، فهم كشجرة أصلُها ثابتٌ في أعماق الأرض، وفروعها تُحلق في عَنان السماء، إنْ سقطَ منها فرعٌ ، خرجتْ مكانَه فروعٌ مثمرة .
ودائما ما تتجددُ البكائياتُ على حاضر ومستقبل دولة التلاوة التي شيَّدتها أصواتٌ عامرة، وحناجرُ مباركة، أتقن الله صُنعها، وهيأها لمُهمة مقدسة، واصطفاها برسالةٍ خالدةٍ، تتجسَّدُ في حفظ القرآن الكريم، تجويدًا وترتيلًا، بدءًا من الرعيل الأول: محمد رفعت وعلى محمود وعبد الفتاح الشعشاعى، مرورًا بالمبدعين: مصطفى إسماعيل ومحمد صديق المنشاوى ومحمود خليل الحصرى ومحمود على البنا، وانتهاءً بدُرّة التاج عبد الباسط عبد الصمد، ولكنَّ هذه البكائيات، وإنْ انطوتْ على تكريم وتقدير لهؤلاء العباقرة، فإنها تحمل في الوقت ذاته غُبنًا واضحًا وصريحًا لجيل من القراء الجدد الذين يُكملون ما انقطع، ويحافظون على ما تبقى من دولة التلاوة، ويصلون ماضيًا بحاضرٍ ومُستقبلٍ.
والقارئ الشيخ محمد يحيى الشرقاوي الذي يتميز بين مشاهير قراء القرآن الكريم أنه جمع بين الحسنيين: (جمال الصوت والتمكن من حفظ القرآن)، لذا ذاع صيته في مصر والعالم العربي والإسلامي نظرًا لشدة التزامه بأحكام التلاوة وتجويده المتقن وتواضعه الجم واعتداده بنفسه ووقاره المستمد من جلال القرآن حيث لقب بـ"كروان الغربية" والى تفاصيل الحوار :

*حدثنا عن نشأة فضيلتكم ؟


ولدت بقرية مسهلة بمحافظة الغربية في أسرة ريفية، "والدى رحمة الله عليه كان شيخ البلد وتربيت ونشأت على التدين من صغرى وأنا أذهب إلى المسجد وأحافظ على الصلاة، حيث كان جدي لوالدتي من علماء الأزهر وحاصل على شهادة العالمية، ومن حفظة كتاب الله وكانت أمنية حياة والدتى أن يجعل الله من أولادها حافظا وقارئا للقرآن الكريم حيث كانت مُحبة وعاشقة لأصوات القراء، على رأسهم الشيخ راغب غلوش وتلك هي التي ربت بداخلى الاستماع إلى القراء والأصوات الحسنة".

*ماذا عن كواليس حفظك لكتاب الله؟

اقرأ أيضاً


"والدي عندما وجد عندى الموهبة وملازمتي للقراءة داخل المسجد أحضر لى الشيخ عبد الرازق يوسف لتحفيظى القرآن وأكرمنى الله خلال عام بحفظ القرآن كاملا، ولكن من المفارقات في حفظ القرآن كنت أحفظ في اليوم الواحد ربع جزء وأذهب للشيخ لتسميعه، وأسرتي هي من نمت عندي تلك الموهبة وأشقائي جميعا بجوارى وفرحين بما وصلت إليه، ومن الأسماء التي حرصت على سماعها في المقدمة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، فأتعبد بسماع قراءة القرآن بصوته، والشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل والمنشاوى، وكل قراء الجيل القديم عمالقة وكنت أحسبهم يبلغون رساله سامية، وأيضا الشيخ الليثى تأثرت كثيرا بصوته".

*ماقصة التحاقك بالإذاعة؟


"كانت لدى أمنية الالتحاق بها وأن أكون على نهج القراء العظماء الكبار، وتمنيت من الله الالتحاق بها وأجتهد وأبحث ما هي الشروط المتوفرة، فمن المفترض أن يكون القارئ حافظا للقرآن جيدا مع التجويد والقراءات السليمة ووجود علم لديه ودراية بالنغم والانفراد بالأداء، وأنا في الصغر كنت أقوم بتقليد القراء، ولكن بعد ذلك أصبح لدى طابع خاص بالقراءة".
و"تقدمت بأوراقى للإذاعة وعندما وصلنى الخطاب للحضور أمام اللجنة للاختبار ذهبت أمام اللجنة في عام 2005 وفى تلك الفترة أعطونى مهلة 6 شهور لضبط النغم، حيث لم يكن لدى دراية فبدأت أمارس وأتمرن جيدا، لكن لم يصلنى أي إخطار من الإذاعة فتقدمت بطلب مرة أخرى ودخلت للمرة الثانية فتم اعتمادى من أول اختبار وكانت اللجنة مكونة من الشيخ محمد الطبلاوى والشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف، وكان شيخ المقارئ المصرية آنذاك، والدكتور المعصراوي ولجنة من الإذاعة والموسيقيين، وتم اعتمادى في 2011".

*ماذا عن أول أجر تتقاضاه؟


"كنت اقرأ في مناسبة عزاء بقرية بجوار محل إقامتى أعطونى 5 جنيهات، وكانت بالنسبة لى حب للقراءة وليست مهنة، حيث كان لدى حب كبير وعشق للقراءة، وما زلت حتى الآن أواظب على قراءة ورد خاص لا يقل عن 3 أجزاء أو جزأين بالصوت يوميا، "فالقراءة جزء لا يتجزء من حياتى الشخصية فأعتبرها هي المتنفس الوحيد للحديث مع الله ومع نفسى، وهى شىء مفروغ منه، وعلاقتى بكل القراء طيبة وأكون حريصا دائما على حُسن علاقتى معهم جميعا، وأنظر إليهم أن كل شخص أعطاه الله القرآن في صدره فهو اصطفاء من الله، فأنا أحب كل القراء، وكل من هو حامل لكتاب الله، ومن أقربهم إلى نفسى في جيلى وصديقى الشيخ رضا جمعة منصور والشيخ أحمد سالمان".

*حدثنا عن رحلاتك الخارجية؟


"سافرت لدول كثير في شهر رمضان منها: لبنان والعراق وباكستان وكيب تاون وأفغانستان ".

*كيف تقضي يومك ؟


"يوميا اقرأ الورد الخاص بي وأيضا الممارسة بالصوت من نصف ساعة إلى ساعة يوميا في المنزل فحياتى كلها القرآن فهو صديق عزيز لو تركته لتركك فيجب أن تكون أنت الأقرب بعلاقتك به".

*كيف ترى دولة التلاوة في مصربعد أن أصبحت نقيب قراء الغربية وأحد اعلام التلاوة بالوطن العربي؟

دولة التلاوة قائمة، فمصر معروفة بمنشأ القراء، فالقرآن نزل بمكة وقرء بمصر ويحاول الجيل الجديد التأثر بالقديم والجميع يسير على النهج وكل يوم تنمو دولة التلاوة، وهي باقية ببقاء الأزهر بمصر ومعاهد والقراءات وكليات القرآن الكريم، حيث إن مصر هي منارة العلم الدينى في العالم والدين الوسطى ولذلك دولة القراءة ستظل باقية .
في نهاية الحوار ماذا تود قوله لمحبيك ؟
احبابي الكرام انتم نبض القلب ، وأحبكم مثلما احببتموني ، ومن أجل إسعادكم أبذل قصاري جهدي بإخلاص النية لله عز وجل ودائما أسعي للمزيد من النجاح بتوفيق الله عز وجل ،واتمني لكم الخير ودعواتكم سر نجاحي .
وانتهي حوارنا مع فضيلتكم وتمنينا ألا ينتهي ،طبتم وطاب صوتكم ورفعكم الله أعلي الدرجات .

الشيخ محمديحيي الشرقاوي قارئ قرآن الاذاعةالامصرية