السبت 23 نوفمبر 2024 12:57 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

أزمة أخلاق

لاتستطيع الأمم الارتقاء والنهوض واعتلاء القمة إلا بالأخلاق وكل شئ يرتبط بهذه السمة الهامة والغالبة على كل السمات فى المجتمع . لأن الأخلاق تكاد تكون سبباً مباشراً فى انهيار كيانات ودول وعلى النقيض تكون سبباً فى اعتلائها القمة والأخلاق والقيم والسلوكيات القويمة نبحث عنها فى الآونة الأخيرة لأننا نفتقدها وبشدة فى شتى نواحى الحياة .

وإذا بدأنا بالحديث عن الأخلاق فهى التى تٌحدد أسلوب الإنسان وشخصيته إذا كان إنسان على خٌلق أوغير ذلك ,ولكن الكارثة بأن هذا الإنسان هو الأب ,الأم ,المدرس ,الابن ,الطبيب ,العالم ,المهندس ,الضابط ,الصحفى وغيرها من المهن .

اقرأ أيضاً

ولكن نبدأ بالبيت إذا خرج الابن من رحم أسرة لم تقوم سلوكياتها ابنها وينشأ فى بيئة غير صحية سوية يذهب إلى المدرسة يرى معلم أو زملاء له بعضهم ليس على خلق ,يتأثر بدوره بالبيئة المحيطة به سواء المنزل والمدرسة والشارع والنادى . وثقافة الأخلاق تكاد تكون اندثرت فى ظل المتغيرات الأخيرة التى طرأت على المجتمع .

بعد أن أصبح الجميع يعيش فى قرية واحدة بسبب انتشار الشبكة العنكوبيتية “الانترنت ” وبالطبع وسائل التواصل الاجتماعى والسويشال ميديا ,والتى بدورها تٌقدم السٌم فى العسل ,والتى تؤثر بالطبع تأثيراً سلبياً على الطفل والشاب ومختلف الفئات العمرية . ونحن نتساءل لماذا لم يٌعد يقوم الأب بدوره تجاه أبنائه ؟ كذلك الأم التى تركت فلذات أكبادها فريسة سهلة للتطور التكنولوجى وأصدقاء السوء .

وتخلوا عن دورهما فى الرقابة على الأبناء ومتابعة تحركاتهما فى كل صوب واتجاه. منذ سنوات ليست ببعيدة كانت الأسرة الصالحة والمحترمة تقوم بدورها على أكمل وجه ,على سبيل المثال إذا صادق أبنائهم أصدقاء بالمدرسة أو الجامعة يتساءلوا عن أصدقاء أبنائهم من ناحية الأصل والأخلاق والسلوكيات وكانوا تحت أعينهم باستمرار لكن حالياً حدث ولاحرج الابن يفعل مايحلو له ويٌصادق أصدقاء السوء ويرتكب كل ماهو خارج عن المألوف والآداب العامة .

كذلك الفتاة ترتدى مايحلو لها من ملابس خارجة وتتصرف بدون أدنى رقابة ومسؤولية ,ويحملون المجتمع فوق طاقته بسبب هروبهن من منازلهن للتنزه وقضاء أوقات ممتعة برفقة الصديق والحبيب وغيرها من القصص والوقائع التى تمتلئ بها السويشال ميديا بشكل يومى .

داخل المدرسة نجد بعض المعلمين والمعلمات يقدمون قدوة سيئة للطلبة والطالبات بسبب تصرفات غير مسؤولة ,حيث يقوم مدرس التحرش بتلميذته ,بالإضافة إلى الألفاظ النابية التى يتلفظ بها بعض المعلمين والتى يلتقطها التلاميذ بدورهم ,ومع ذلك يوجد معلمين ومعلمات يحاولون قدر المستطاع غرس قيم إيجابية وسلوكيات قويمة بين الطلبة والطالبات ,ولكن بعضهم لايستجيب بسبب البيئة التى خرج بعضهم منها .

داخل النادى يجد الشاب أو الفتاة بعض أصدقاء وصديقات السوء ,حيث يقوم بعضهم بحثهم على تعاطى المواد المخدرة , والتصرف بدون أدنى مسؤولية وعدم طاعة الأب والأم. نجد صديقة السوء تٌشجع صديقتها على التصرف بابتذال وترك المنزل وارتكاب كل مايخرج عن المألوف.

اختفت الأخلاقيات من الشارع ,على سبيل المثال داخل بعض وسائل النقل والمواصلات ,منذ سنوات عندما كان يرى الرجل أو الشاب عجوز أو سيدة مريضة أو حامل يقوم بترك مقعده ويجلسها . لكن الآن اختفت هذه السلوكيات حيث نرى الشاب عندما يشاهد سيدة حامل أو عجوز أو مريض لا يقوم ويترك له مقعده إلا فى حالات قليلة جداً,ومن يقوموا بالتحرش بالفتيات والسيدات سواء لفظياً أو بدنياً بطريقة فجة مبتذلة كذلك أخلاقيات بعض السائقين يتصرفون بطريقة فجة ويتلفظون بألفاظ نابية تلوث أسماع الناس .

نحن نبحث عن الأخلاق والسلوكيات القويمة التى تسبب انهيارها فى وقوع الكثير من المشاكل . التطاول أصبح مٌباح داخل المؤسسات والجهات وغالبية الأماكن ,التى تشهد حراك وإقبال من المواطنين لقضاء مصالحهم واحتياجاتهم . ولكن انحدرت الأخلاق إلى أدنى مستوى وجميعاً نعانى من ذلك حيث لم يٌعد الصغير يحترم الكبير وكذلك اختفاء القدوة الحسنة والطيبة .

ولكن الانترنت ووسائل الإعلام تفتقد بعض المعايير والضوابط التى تٌساهم فى تربية جيل صالح وتقويم سلوكيات طيبة وقويمة يقتدى بها الجميع . عالم الانترنت المفتوح جعل النشأ يتأثر تأثيراً سلبياً دون رقابة ,كذلك عصر الفضائيات المفتوحة وصناعة السينما وغيرها من الوسائل التى باتت تٌقدم مواد رديئة تنعكس بشكل سلبى على المجتمع وتٌساهم فى إخراج أجيال غير صالحة .

لم يٌعد أحد يقوم بدوره لإعادة القيم والأخلاقيات ونشرها داخل المجتمع . كذلك زادت بعض الجرائم الغريبة والخارجة عن المألوف فى الآونة الأخيرة بسبب انعدام الأخلاق ونجد كل من لديه مشكلة يقوم بقطع الطريق للضغط على الجهات المسؤولة ,نجد من يقوم بتحطيم مؤسسة أو اقتحام جهة لمجرد عدم قضاء حاجته .

أصبحت ثقافة البعض من الشعب شعارها “كل مواطن يفعل مايحلو له ” دون الإحساس بالمسؤولية والتساءل عن الضرر الذى سيعود على جاره أو زميله فى العمل فى كل مكان من جراء تصرفاته .

وداخل المجتمع أصبح البعض بدلاُ من نقل ثقافة الأخلاق والرقى والتٌحضر واحترام الغير وكذلك احترام القوانين من الغرب ودول أوروبا وأمريكا بات البعض يٌقلدهم تقليداً أعمى من ارتداء ملابس شاذة ومبتذلة وتسريحات شعر خارجة عن المألوف وغير مسموح بالعٌرف والتقاليد .

فالأخلاق هي عنوان الشعوب, وقد حثت عليها جميع الأديان، وهى أساس الحضارة، ووسيلة للمعاملة بين الناس فى إطار ضوابط تحد من الانحدار والسقوط فى هاوية الفشل الذريع .

نريد استعادة الأخلاق والسلوكيات القويمة والقيم والإيجابيات وهذا لن يتحقق سوى بتربية صالحة وبيئة سوية ومنزل يقوم بتربية الأبناء ومراقبتهم جيداً وغرس السلوكيات الحميدة داخلهم منذ الصغر .

المدرسة أيضاً يقع عليها عبء كبير لأن التربية قبل التعليم ,وعقد الندوات التى تٌحث على الأخلاق والقيم والتوجيه الدائم والمستمر نحو التصرف بٌتحضر ورقى وأخلاق . وتقديم نماذج مٌشرفة يقتدى بها الأجيال الصاعدة .

تقديم خٌطب داخل المساجد تٌحث على السلوكيات القويمة والأخلاق والاقتداء والالتزام بتعاليم ديننا الحنيف . الجامعة عليها دور كبير فى بث الإيجابيات ونشر ثقافة الأخلاق بين الطلبة والطالبات وعمل حلقات نقاشية وندوات لذلك .

إذا عادت ثقافة الأخلاق الراقية والسلوكيات القويمة داخل المجتمع نهضت البلاد وتقدمت تم القضاء على معظم مشاكلنا . وأصبحنا من أوائل الدول المتقدمة وفى الصفوف الأمامية ونجحنا فى كل المجالات وشتى نواحى الحياة .

الأخلاق الأمم المجتمع السلوكيات