التغيرات المناخية بين الأسباب الحقيقية والجهود الدولية
د . فاطمة حسن
يقصد بتغير المناخ تلك التحولات طويلة الأجل في درجات الحرارة وأنماط الطقس. وعادة ما تكون هذه التحولات طبيعية فتحدث نتيجة لبعض الظواهر الكونية مثل التغيرات في الدورة الشمسية. ولكن، منذ القرن التاسع عشر، أصبحت الأنشطة البشرية هي المسبب الرئيسي لتغير المناخ، وأصبح هناك إجماعاً علمياً على أن ارتفاع درجة حرارة الأرض هو من صنع الإنسان في الغالب: إذْ أن 97% من علماء المناخ توصلوا إلى هذا الاستنتاج، ولعل أحد أكبر مسبّبات هذه الظاهرة هو حرق الوقود الأحفوري – أي الفحم والغاز والنفط – وهو ما زاد تركيز غازات ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. وهذا النشاط، المقترن بأنشطة أخرى مثل تمهيد الأراضي للزراعة، يسبّب ارتفاع متوسط درجة حرارة كوكب الأرض. وفي واقع الأمر، أصبح العلماء متيقّنين من الصلة بين غازات احترق الوقود وارتفاع درجات الحرارة في كوكب الأرض.
لقد أضحت الحاجة ملحة لمواجهة التغير المناخي خاصة مع التقريرٍ الذي أصدرته الهيئة العلمية الرائدة في العالم في تقييم التغير المناخي، وهي "الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ" عام 2018، وتحذر الهيئة من أنه لتجنّب الاحتباس الحراري المدمر للأرض، يجب ألا نصل إلى درجة ونصف الدرجة المئوية فوق مستويات درجات الحرارة ما قبل الثورة الصناعية – أو في أقل الحدود ألا نتجاوز ذلك. ويحدد التقرير السيناريوهات المفزعة في حالة الوصول إلى درجة ونصف مئوية ودرجتين مئويتين. وبالعمل على الحدّ من ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية إلى درجة ونصف مئوية.
وتأتي قضية تغير المناخ برأس التحديات التي قد تواجه العالم حاليًا، عقب ما ثبت بالدليل العلمي أن النشاط الإنساني منذ الثورة الصناعية وإلى الآن تسبب، ولا يزال، في أضرار جسيمة تعاني منها جميع الدول والمجتمعات وكافة قطاعات النشاط الاقتصادي، مما يستلزم تحركًا جماعيًا عاجلًا اتجاه خفض الانبعاثات المسببة للتغير المناخي مع العمل بالتوازي على التكيف مع وجود الآثار السلبية لتغير المناخ.
لقد بدأت التحذيرات من الاحتباس الحراري تتصدر العناوين منذ أواخر الثمانينيات. وفي عام 1992، وقع 165 بلدًا معاهدةً دولية، هي “اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ”. وتنص هذه الاتفاقية على العمل من أجل تقليل معدل الانبعاثات الغازية، وتوفير دعم مالي للدول النامية للتكيف مع تبعات التغير المناخي الذي يشهده كوكب الأرض، وقد عقدت تلك البلدان اجتماعاتٍ سنويةً منذ ذلك الحين (باسم "مؤتمر الأطراف") ، وهو قمة سنوية تحضرها 197 دولة من أجل مناقشة تغير المناخ، وما تفعله هذه البلدان، لمواجهة هذه المشكلة ومعالجتها.
اقرأ أيضاً
- الست نبيلة تشكر الرئيس السيسي بعد تكفله بعلاجها وأسرتها
- الست نبيلة تشكر الرئيس السيسي بعد تكفله بعلاجها وأسرتها
- نقابة البترول تهني الرئيس السيسي بذكرى نصر أكتوبر
- رئيس اتحاد نقابات عمال مصر مهنئًا السيسي بذكرى نصر أكتوبر: نعاهد الرئيس ببذل الجهد لاستكمال مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية
- «عفيفي» :المؤتمر الاقتصادى خارطة طريق وفرصة للاستماع لمشاكل الصناع والمستثمرين
- مصر للطيران تطلق 4 رحلات إلى أوروبا بخدمات صديقة للبيئة
- رئيس جامعة العريش يتفقد الكليات مع بداية العام الجديد
- بعد توليه رئاسة الوزراء.. بايدن يطلب من القضاء الأمريكي مهلة جديدة لإعطاء بن سلمان حصانة في قضية خاشقجي
- رئيسة وزراء إيطاليا لـ السيسي: بلدنا مستعدة للتعاون المشترك ودعم العلاقات الثنائية مع مصر
- زعيم بوركينا فاسو الجديد يتهم الرئيس المعزول بشن هجوم مضاد
- فرحات: قوانين المحليات والأسرة وحقوق الإنسان والتصالح في مخالفات البناء والمسئولية الطبية على رأس أولوياتنا بدور الانعقاد الثالث
- تفاصيل اجتماع الرئيس السيسي مع رؤساء الهيئات القضائية
و لقد بدأ العد التنازلي لانعقاد هذه القمة "قمة الأمم المتحدة للمناخ Cop27 "، التي ستستضيفها مدينة شرم الشيخ المصرية بداية من 6 نوفمبرالمقبل، حتى ال 18 من الشهر نفسه، وتتجه الأنظار نحو هذه القمة، التي يشارك فيها قادة العام، ومسؤولون رفيعو المستوى في الأمم المتحدة، كما يحضره آلاف النشطاء المعنيين بالبيئة من كافة دول العالم. ويهدف المؤتمر هذا العام إلى تقدم جميع المحادثات العالمية بشأن تغير المناخ، وتعبئة العمل، وكذلك إتاحة فرصة هامة للنظر بآثار تغير المناخ وأيضا ابتكار الحلول في أفريقيا. وسوف يتيح مؤتمر المناخ 2022 المساحة لتبادل المعرفة والمناقشات من أجل تعزيز تنفيذ اتفاق باريس، وذلك بدء من عرض العمل المناخي وانتهاء الارتقاء في الطموحات إلى مستويات تكون أفضل.
لقد اتجهت العديد من الدول إلى اتخاذ تدابير مواجهة الاحتباس الحراري والتغير المناخي ولعل أبرزها: تسعير الكربون، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري، وبناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة واستخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ والتوسع في الغابات، وتعزيز استنباط أصناف محاصيل مقاومة للتقلبات المناخية المختلفة، وزيادة قدرة النباتات والحيوانات على مقاومة الآفات والأمراض، وتغيير مواعيد الدورات الزراعية وفقاً للتغيرات الحالية والمستقبلية، وتعزيز نظم الإنذار المبكر والتنبؤ بالمناخ الموسمي للحد من المخاطر، وزيادة رقعة المساحات الخضراء والتشجير في كافة المدن العمرانية الجديدة.