الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:13 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د. طارق محمود ناصر

بوتين ودرس الألمانيتين

ذكر بوتين كثيرا فى خطابة بمناسبةضم أربع مقاطعات أوكرانية لروسيا الامبريالية الغربية و هيمنة الغرب و تسلطهم لفرض سطوتهم علي كل أنحاء المعمورة.

ذكر بوتين بالحرف الواحد الي ان امريكا كانت و لازالت تحتل ألمانيا و اليابان و كوريا الجنوبية.

و سأذهب معة تماما فى صحة ما قال و سأفترض انة علي صواب تام.

فى عهد ليس ببعيد 1990 و مع انهيار سور برلين.

ماذا كان الوضع انذاك؟

كانت هناك ألمانيتان.

الشرقية تحت حكم الاتحاد السوفيتي. الغربية تحت حكم أمريكا.

لا يخفي علي أحد من الأحياء علي هذا الكوكب ان المنتجات شديدة الجودة و التقدم و الرقي كانت منتجات ألمانيا الغربية.

لا أحد ينسي التقدم و التفوق الساحق لألمانيا الغربية علي ألمانيا الشرقية فى كل مناحي الحياة.

لا ينكر ذلك او يجادل فية سوى انسان اعمي القلب و البصيرة.

بعد انهيار سور برلين كان يمكن جدا ان تذوب ألمانيا الغربية فى كيان ألمانيا الشرقية و تصبح ألمانيا الموحدة كلها تحت لواء الشرق الروسي.

كان الخيار الأصلي للشعب الالماني فى إدارة شؤون بلاده.

ماذا حدث؟ الكيان الألماني الشرقي هو الذى ذاب فى الكيان الغربي المتقدم.

الكيان الغربي هو الذى أخذ بكل فشل ألمانيا الشرقية لتصبح ألمانيا الموحدة بصبغة غربية شديدة التقدم و لتصبح واحدة من عمالقة الاقتصاد الخمس الأوائل علي مستوى العالم.

ان ما يستشهد بة بوتين هو ببساطة دليل إدانة شديد لة. دليل عكسي تماما لما اراد ان يقنع بة الناس.

ألمانيا الغربية عانت الأمرين فى بداية الوحدة لكي تنتشل مصانع متواضعة جدا من ارث الاتحاد السوفيتي فى أراضي ألمانيا الشرقية.


ألمانيا الموحدة ستظل المثال الصارخ لتفوق الغرب علي الشرق.

ألمانيا الموحدة التي هي فى الأصل طبعا و لا زالت بشقيها الشرقي و الغربي نفس الشعب و نفس الجينات و نفس كل شئ ستظل الدليل الدامغ علي ماذا يمكن ان يفعل الحكم بالشعوب.


ألمانيا الشرقية بالحكم الديكتاتورى كانت فى الحضيض.

ألمانيا الغربية بالحكم الغربي الديموقراطيي الحر كانت فى القمة.


فبماذا يريد بوتين تحديدا اقناع العالم بة؟؟ لا أدرى

بوتين. روسيا . أوكرانيا