الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:10 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د. طارق محمود ناصر

منظري الخارج

د . طارق ناصر


الوضع العالمي متأزم اقتصاديا لا جدال في ذلك. لا يستطيع أحد علي كوكب الأرض إنكارة.

أزمة طاقة مستفحلة ليست فقط بسبب الغاز الروسي و الطاقة الروسية فى المجمل و لكنها بترتيبات أمريكية مدروسة لأغراض بعيدة لم تتضح معالمها كاملة.

الوضع الأوروبي متدهور كثيرا كنسبة وتناسب مع بقية أرجاء المعمورة.

الوضع فى الشرق الأوسط ليس بمنأى عن تلك الأزمة اللهم إلا دول الخليج التي لا تعاني من أزمة الطاقة و إن كانت ايضا الأوضاع عندها متأثرة من حيث الغلاء نتيجة لسلاسل الإمداد التي تأتي من الصين و أوروبا و أمريكا.

اقرأ أيضاً

دول مثل لبنان و سوريا و الأردن تعاني بضراوة حيث ان لبنان و سوريا مثلا عندهم الكهرباء فى بعض المدن تأتي لمدة ساعتين كل يوم.

الأردن مشكلة غلاء غير طبيعي مع شح فى المنتجات أصلا.


و نجيئ إلي مصرنا الحبيبة و التى تعاني مثل كل دول العالم.
و هنا لابد ان نقف وقفة مع منظري الخارج. و أقصد بهم كل من هم يعيشون خارج مصر سواء فى رحاب الدولار الأمريكي او جنة الريال و الدينار الخليجي.

طوال الوقت يصدرون طاقة سلبية و إحباط و نقد عمال علي بطال لأى قرار و كل قرار تصدرة الحكومة المصرية.

كل شخص يشعر أنة اقتصادى وفيلسوف و حكيم الزمان و يسهبون في نقد الحكومة و أنة كان لازم تعمل كدة و لا تفعل ذلك.

طبعا اللي علي البر شاطر. و اللي ايدة فى المية مش زى اللي ايدة فى النار زى المثل الشعبي ما بيقول.


ما أسهل التنظير من منازلهم فما بالك بالتنظير من خارج مصر.

سأذكر بعض الأمثلة للتدليل لا أكثر و لا أقل.

العاصمة الإدارية...اتذكر منذ أيام الراحل الرئيس السادات و كان حلم شعبي بعمل عاصمة إدارية و بالفعل شرع آنذاك بعمل مدينة السادات و التي لم يكتب لها النجاح للأسف.

كان الحلم بنقل كل الوزارات الي خارج القاهرة ليقل الضغط عن العاصمة المكدسة بالسكان ( طبعا هذا حدث فى السبيعات و تعدادنا لا يزيد عن 60 مليون فما بالنا بالآن).


حجة هؤلاء المنظرين ان الوقت غير مناسب.

بالله عليكم اذا كان الوقت مناسب فى السبعينات و ملح جدا آنذاك فكيف لا يكون مناسبا بعد أن تخطينا ال100 مليون....أليس الوقت بدون نقاش الآن أكثر إلحاحا؟

لقد زدنا أكثر من عشرين مليون نسمة ( ضعف عدد سكان تونس) منذ 2011 فماذا ننتظر..... حتي لا نستطيع حتي المشي علي أقدامنا داخل القاهرة؟

مثال آخر مكافحة الزيادة السكانية الرهيبة التي تلتهم معظم الإنجازات الكثيرون من المنظرين يستشهدون بالصين و هم بالطبع ينسوا او يتناسون ان الصين لولا سياسة الطفل الواحد زهاء ربع قرن كانت دخلت فى مجاعات.

يقينا الحديث طويل فى هذا الصدد. كل ما أعلمة أن الحكومة تبذل قصارى جهدها للنجاح ( لا أحد فى الكون يحب الفشل) .

و لكنها تبذل قصارى جهدها فى حدود الأدوات المتاحة و حدود المعطيات العالمية الماثلة أمام أعيننا من وباء كورونا الي الحرب الأمريكية التجارية مع الصين الي حرب روسيا و أوكرانيا.

بطبيعة الحال كان هناك بعض الأخطاء ( و طبعا دة برضة من وجة نظرى و انا علي البر) فى القرارات الاقتصادية و ما يخص الاستثمار و أعتقد انة يجري إعادتها إلي نصابها الصحيح.


و أقول لكل منظري الخارج كفي تصدير طاقة سلبية و إنتقاد عمال علي بطال.

الكرة الأرضية كلها بتمر بأوقات عصيبة. و لمن لم يفهم يعني اية حرب عالمية ثالثة بدون بنادق و قنابل و اراقة دماء بشكل مباشر فليفتح كتب التاريخ حتي ليتصفح الحالة الاقتصادية شديدة التدني التي كانت إبان تلك الحروب.

اخبار مصر. سياسة خارجية. الولايات المتحدة