إصدار قانون للسكان للحد من الزيادة السكانية
طه مكاوى
د.هشام مخلوف : نطالب بأهمية إصدار قانون يعمل على تنظيم أنشطة السكان وليس قانون عقابى.
د.سامية ابو النصر : نرى أن المجتمع يعانى من الأمية الأبجدية التى تعتبر سبة قى المجتمع وكذلك الأمية الصحية والأمية الدينية وكلها تؤثر على المجتمع بشكل سلبى.
فى إطار تنفيذ مبادرة وعى للتنمية المجتمعية ،نظم المنتدى الإستراتيجي للتنمية بالتعاون مع الهيئة العامة للاستعلامات، ندوة بعنوان أسرة صغيرة تساوى حياة أفضل " ٢ كفاية" وأدارت اللقاء الكاتبة الصحفية د.سامية أبو النصر مدير تحرير الأهرام التى أشارت إلى أن ضبط النمو السكانى أصبح ضرورة ملحة فى ظل الأزمة الاقتصادية التى نعيش فيها وقالت أن الزيادة السكانية هى بمثابة قضية أمن قومى وطالبت بوجود لجنة للسكان فى مجلس النواب للحد من هذه الزيادة وخاصة أن الأعباء الاقتصادية زادت على الأسرة وبالتالى الأسرة صغيرة العدد ستكون الأعلى تعليما والأعلى فى مستوى دخل أفراد الأسرة وبالتالى الشعور بالسعادة والاستمتاع بالحياة،وقالت أن المجتمع يعانى من الأمية الأبجدية التى تعتبر سبة قى المجتمع وكذلك الأمية الصحية والأمية الدينية وكلها تؤثر على المجتمع بشكل سلبى،كما اشارت الى أن الزواج مبكرا والتسرب من التعليم والطلاق والفقر من أهم أسباب الزيادة السكانية.. و الأمية المرتفعة فى مصر تزيد من وضع التخلف وتساهم في تلاطم الأحكام المبنية على التحيز والخرافات والبعد عن الموضوعية وعدم القدرة على التحليل السليم وصعوبة مواكبة التكنولوجيا الحديثة،وكذلك ابتعاد الإعلام عن تقديم البرامج الهادفة التى تخدم القيم المجتمعية .
بينما قالت أ.د/ سامية خضر أستاذ علم الإجتماع بجامعة عين شمس،
أن الإنسان أحيانا كثيرة يشعر بالاغتراب وهو يعيش مع أسرته وأن الفرد قد يصاب في لحظات أو تحت ضغوط معينة بإحساسه بعدم الرضا فيضيع منه بالتالي شعوره بالفخر والاعتزاز بكل ما يفعله و الفرد المغترب هو ذلك الذى يغترب عن هويته وعن ثرائه الداخلى وعن قدراته على الفعل الابتكارى فتضعف تبعاً لذلك قوة تلك التي تعتبر ركيزة أساسية في الصحة النفسية للانسان الفرد لأن قوة الأنا هى المحك المعبرعن درجة الثبات الانفعالي .
وأضافت أن إعلامنا دون استراتيجية وهذه الطاقة الاعلامية ذات القدرة الفائقة على التأثير أصبحت تصيغ حياة الانسان وعالمه ومشاعره والأهم عقله وأفكاره وتساهم الوسائل الاعلامية لاسيماالتليفزيون بأجهزته الخلاقة للتغيير في ثقافة الإنسان، وحدث هذا التأثير كما لم يحدثه أى إختراع من قبل ولكن الصورة أقوى سلاح ويستطيع الاعلام المصرى أن يشحذ الهمم ويقوى الإرادة ويعالج كثير من السلبيات،ولذلك فإن نشر الآيات والأحاديث التي تبجل الشعب المصرى وتكرمه كفيلة بأن تزيد من هويته وتدفعه نحو التقدم خاصة مع ما هو معروف عنه من تمسكه بالقيم الدينية مع التركيز على مبدأ التسامح والتعليم والعمل. فالصراع المستمر بين الأفراد والذي يتحول إلى حقد وكراهية فى داخل الأسرة الواحدة أحيانا، والحروب التي لا تنتهى بين الشعوب جعلت الفرد ينسى أنه جاء للكون ليعمره لا ليدمره. ولكن هذه هي مسئولية المجتمع بمؤسساته الأسرة ،المدرسة، الجامعة، المؤسسة الدينية ،الاعلام، الأحزاب السياسية حتى يرجع الأمان للانسان المصرى والذي فقده بسبب العنف المنتظم وغيرالمنتظم تجاه الأفراد بعضهم البعض والانسان هوالفاعل الرئيسى فى الأنشطة المختلفة وبالنسبة للنشاط الاقتصادي يعتبر هو محور العملية الانتاجية فإذا كان الأمر كذلك فإن العوامل الديموجرافيا تؤثر على النشاط الاقتصادى وتحدد له شروطه الأساسية مثل القوة العاملة كما وكيفا ومدى الحاجات التى يمثل إشباعها الهدف النهائى للنشاط الاقتصادي ويعرف بعض العلماء الديموجرافيا، بالمعرفة الرياضية للسكان لحركتهم ، حالتهم الجسمانية والمدنية والفكرية والأخلاقية كما يوجد بين الكيفى والكمي تأثير متبادل، فالخصائص الكيفية تؤثر على العدد عندما تباشر مفعولها، كذلك يؤثر العدد على المظاهر الكيفية لأفراد السكان .
وتتابع الدوائر العلمية الطوفان الجديد من سلسلة الاستنساخ حيث يشير بعض العلماء بأنه قد آن الأوان لاستنساخ البشر الأكثر رقيا وهكذا يجد الانسان نفسه من جديد أمام محاولات تحسین جنسه وراثيا.. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع الزيادة السكانية في مصر من ١٩٥٠ حتى ۲۰۲۰ الى ٦٥ مليون نسمة عام ۱۹۹۷ حتى وصلت لـ 105 مليون ,ومع الأخذ في الاعتبار أن مصر تستورد ٥٠% من غذائها، ومع استمرار إتساع المناطق الحضرية تقل المناطق الزراعية، ويعيش المواطنون على ٤% من أرض مصر بطول نهر النيل.
وإنتشرت الأمية فى مصر حيث يتضح من الاحصائيات أن نسبتها بلغت ٤٩% موزعة بين الذكور ۳۷,۸% والإناث ٦١,٤% وكما تشير إرتفاعها فى المناطق الريفية عنها فى المناطق الحضرية هذا إلى جانب تفاوت النسب بين الجنسين وإرتفاع الأمية بين الإناث عن الذكور .. وتعتبر مشكلة الأمية من أخطر المشاكل فهى أيضا سبب الأمية الحضارية بالإضافة لظاهرة التسرب كما يرتبط بالموارد الاقتصادية وندرة الموارد المالية..وإن بداية إصلاح أى مجتمع يتوقف على السياسة التي تتبعها الدولة ومدى مسايرتها للأوضاع السكانية وإحتياجاتها ومدى مشاركة الجماهير وتعاطفهم أورفضهم وتذمرهم وأن مسئولية تنظيم الأسرة جماعية تشمل الأسرة والتعليم والاعلام والاقتصاد والدين وأن التأهيل للشخصية المصرية حتمى لخوض معركة التحديث مستمدة من الماضي العظيم قوة إنطلاقنا و يمكن أن تصبح المعرفة والمعلومات بحضارة مصر القديمة حافزا لاختراق تحديات التحديث خاصة وأن الغرب الذي وصل لمرحلة متقدمة من التكنولوجيا لم يترك جانب من تلك الحضارة إلا وإنكب على دراستها، كما يؤكد علماء المصريات الأجانب أن تراث مصر هو نموذج للحضارة الغربيةوقالت "أنه لم يعد من المقبول استمرار مقولة يغلبك بالمال اغلبيه بالعيال"
بينما قالت الإعلامية فاطمة عبد الغنى مديرة اعلام وسط القاهرة بالهيئة العامة للاستعلامات أننا نذهب إلى الوحدات الصحية ونتعامل مع السيدات بالارشاد عن طريق أطباء متخصصين في النسا للتعرف على أساليب تنظيم الأسر والتعرف على الوسيلة التي تناسب كل سيدة بالإضافة الى التوعية بمخاطر الولادات المبكرة والعمل على التباعد بين الحمل والآخر مع عدم التفرقة في نوع الطفل في المعاملة.
بينما قال ا.د هشام مخلوف مدير المركز الديموجرافى الأسبق والخبير السكانى أن البعد عن الدين أدى إلى انهيار منظومة القيم وقال أن السياسة السكانية الموجودة حاليا غير ملزمة وتؤدى إلى الزيادة السكانية ويجب أن يكون هناك مرصد يرصد التغيرات السكانية ليس على مستوى الدولة ككل وإنما على مستوى كل محافظة على حدة ولكى يشعر المواطن بالتنمية والرخاء الاقتصادى ويجب أن يكون معدل التنمية الاقتصادية ثلاثة اضعاف الزيادة السكانية وقال اننا دخلنا مرحلة الفقر المائى وهذا يشكل علينا عبئا كبيرا وخاصة مع الزيادة السكانية وطالب بأهمية إصدار قانون يعمل على تنظيم أنشطة السكان وليس قانون عقابى وكذلك تعيين نائب رئيس للوزراء للسكان للتنسيق والتشاور بين الوزارات والهيئات المختلفةوقال أن هذه المشكلة صعبة للغاية لأن بها زواج قاصرات وأمية وتسرب من التعليم.
بينما قال اللواء د. عزت الشيشنى الخبير السكانى أهمية الحزم من قبل الدولة تجاه هذه القضية وقال أنه لو كان عدد سكان مصر اقل مما هو عليه الآن ما كنا شعرنا بالأزمة الاقتصادية بهذا الشكل والذى يتمثل فى الارتفاع الجنونى فى الأسعار وقال كل الدول التى تقدمت من خلال وضع القوانين المنظمة ، فالقوانين من شأنها تيسييروتسهيل حياة المواطنين لذلك من غيرالمقبول أن نعتمد فى علاج المشكلة السكانية من خلال الوعى فقط .
كما اضافت الفنانة التشكيلية أسماء حجازى يجب أن نصل لشبابنا من خلال وسائل التواصل وقنوات اليوتيوب وأن نرسل لهم رسال قصيرة حتى تصل اليهم وقالت أن هويتنا الثقافية مستهدفة .
بينما أكد أحمد أبو الفضل رئيس لجنة التعليم بالمنتدى على دور وزارة التربية والتعليم لنشر الفكر السكانى بين الطلبة فى المدارس وقال أن هذه المشكلة متلازمة مع مشاكلنا الإقتصادية والإجتماعية ويجب أن يطور الإعلام من أدواته ومهاراته.