بريطانيا تحذر من أزمات الغذاء والوقود بسبب حرب روسيا وأوكرانيا

أعلن وزير الخارجية البريطانى جيمس كليفرلى، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ينوى شن "حرب استنزاف"، محذرا من أن “هناك حربين عالميتين قد أظهرتا حجم الرعب الذى يمكن أن يحدث”.

ورجح كليفرلى فى كلمة باجتماع مجلس الأمن الدولى اليوم الجمعة، بشأن ما قد يجرى فى الأزمة الروسية الأوكرانية، أن مئات الآلاف من البشر قد يقتلون أو يصابون، وقد ترتفع بشدة أزمات النقص في الطعام والوقود، مشددا على أنه لهذه الأسباب وأخرى أكثر، فإنه لا يمكن ولا يجب لبوتين أن يفوز فى أوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطانية إن "الأزمة الروسية الأوكرانية" تخاطر بالنظام العالمى نفسه"، كما حث على الانتباه فى الوقت ذاته إلى "التكتيكات التى يمكن أن يتبعها بوتين لإحباط الغرب".

 

الحرب الروسية الأوكرانية

من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الجمعة في ذكرى الحرب الروسية الأوكرانية إن موسكو اختطفت 6000 طفل من كييف.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فشل في وضع يده على أوكرانيا بفضل مقاومة الأوكرانيين، مؤكدا دعم "المجتمع الدولي بأغلبيته العظمى يدعم سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها".

وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن اليوم الجمعة، أن روسيا قتلت عشرات الآلاف من الأوكرانيين من النساء والأطفال على مدار عام، مشيرا إلى أن موسكو استخدم مرتزقة فاغنر في أوكرانيا.

وتابع "لا وجود لسلام في أوكرانيا دون الحصول على السيادة الإقليمي، فأي سلام يضفي الشرعية على استيلاء روسيا على الأرض بالقوة يخالف ميثاق الأمم المتحدة.. يجب منع روسيا من خداعنا بوقف إطلاق نار مؤقت من أجل تجهيز قواتها، فلو تخلينا عن أوكرانيا اليوم فهذا يعني أننا نتخلى عن ميثاق الأمم المتحدة".

 

تجنيد الأطفال وإعادة تثقيفهم

وفي الـ 15 من فبراير الجاري، أكدت دراسة أمريكية أن روسيا تحتجز أكثر من ستة آلف طفل من أوكرانيا في مخيمات "بهدف إعادة تثقيفهم"، بحسب الدراسة.

ومنذ بدء الحرب قبل نحو عام، يُنقل أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم أربعة أشهر، إلى 43 معسكرا في أنحاء روسيا، بما يشمل شبه جزيرة القرم وسيبيريا، من أجل "التعليم الوطني والمتعلق بالجيش الموالي لروسيا" وفق التقرير الصادر عن "مركز ييل للأبحاث" والممول من وزارة الخارجية الأمريكية.

وقال ناثانيل ريموند، الباحث في "مركز ييل للأبحاث"، إن روسيا "تنتهك بشكل واضح" اتفاقية جنيف الرابعة حول معاملة المدنيين خلال الحرب معتبرًا التقرير بمثابة "إنذار كبير" شبيه بالإشعارات الأمريكية العامة المتعلقة بخطف أطفال.

معسكرات تثقيف الأطفال في روسيا

وأكد أمام الصحافيين أن الأفعال الروسية "في بعض الحالات قد ترقى إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية"، بحسب تقييمه.

وطالب التقرير بهيئة محايدة يُسمح لها بالوصول إلى المعسكرات وبأن توقف روسيا على الفور إجراءات تبني أطفال أوكرانيين.

وقالت الحكومة الأوكرانية مؤخرا إن أكثر من 14700 طفل رُحلوا إلى روسيا حيث تعرض البعض منهم لاستغلال جنسي، بحسب كييف.

وقال التقرير الأمريكي الذي استند إلى صور بالأقمار الاصطناعية وتقارير أشخاص، أن 6000 طفل على الأقل أرسلوا إلى معسكرات لكن هذا الرقم "أعلى بكثير على الأرجح".

تعليق الجانب الروسي

من جهتها، اعتبرت روسيا إجراءاتها بمثابة إنقاذ أيتام أو نقل أطفال لرعاية طبية. وتعرض بعض الأهالي لضغوط للموافقة على إرسال أبنائهم آملين أحيانا أن يعودوا، وفق التقرير الأمريكي.

وقال التقرير إن السلطات الروسية سعت كي تقدم للأطفال وجهة نظر مؤيدة لموسكو من خلال برامج دراسية وزيارات إلى مواقع وطنية وأحاديث لمحاربين سابقين.

كما تلقى الأطفال تدريبات على استخدام الأسلحة النارية، علمًا بأن ريموند نفى وجود أدلة على إرسالهم للقتال.

وأظهر التقرير أن مساعدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين انخرطوا عن كثب في العملية وخصوصًا ماريا لفوفا-بيلوفا، المفوضة الرئاسية لحقوق الطفل.

ونقل عنها قولها إن 350 طفلًا تبنتهم عائلات روسية وأكثر من ألف ينتظرون التبني.