خبير اقتصادي يكشف بالاحصائيات الآثار الاقتصادية لهدر المواطنين الغذاء في شهر رمضان
قال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن المواطن المصري اعتاد على التبذير والإسراف في شهر رمضان ما يؤدي لزيادة الهدر في الغذاء بدلا من التوفير في شهر الطاعات، موضحا أنه بعد الإفطار نتيجة طهي الكثير من أصناف الطعام فينتهي كثير منها إلى القمامة، مضيفا أنه لابد من نشر الوعي بتغيير ثقافة المواطن وتوعيته باللجوء لترشيد الاستهلاك في الأطعمة وعدم التبذير .
وأشار غراب، إلى أنه لابد وأن يغير المواطن سلوكه الخاطئ وعاداته وتقاليده والتي تتسبب في مضاعفة ميزانية شهر رمضان في استهلاك الأطعمة، موضحا أن شهر رمضان من المفترض أن المواطن يستهلك فيه وجبتين فقط وهما الإفطار والسحور وليس ثلاثة كما في الأيام العادية، لكننا نجد أن استهلاك المواطن أكثر في رمضان نتيجة الإسراف والتبذير في تنوع الأصناف والأطعمة التي يكون مصيرها القمامة في النهاية ولا يستفيد منها أحد من الفقراء أو المحتاجين .
أوضح غراب، أن هناك إحصائية صادرة وزارة التموين تؤكد أن الاستهلاك الشهري للمصريين في الأغذية يبلغ 60 مليار جنيه وفي شهر رمضان يتضاعف إلى 120 مليار جنيه، موضحا أن مصر تعد من أكبر الدول المهدرة للطعام، وأن هذا يؤدي لزيادة في انبعاثات أكاسيد الكربون ما يمثل مشكلة بيئية، مشيرا إلى تقرير صادر عن منظمة "فاو" جاء به أن الفرد الواحد في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يهدر 250 كيلوجرام سنويا من الطعام، ويزيد المعدل في شهر رمضان، بينما يهدر المواطن المصري 91 كيلوجرام سنويا من الطعام خلال إحصائية عام 2021، وهذا يؤدي لهدر 9 مليون طن سنويا من الطعام في مصر، بينما يهدر العالم 931 مليون طن سنويا وفقا لمنظمة "فاو" .
وأضاف غراب، إلى أن تكلفة هدر الطعام الإجمالية على مستوى العالم قدرتها منظمة " فاو" بـ 2.6 تريليون دولار سنويا، موضحا أن دراسة بريطانية حكومية أجراها موقع YouGov الرسمي جاء بها أن حجم هدر الطعام بالشرق الأوسط يبلغ تريليون دولار، وقد تصدرت مصر القائمة بإهدار بنسبة 40%، موضحا أن إهدار الطعام هي عادات وسلوكيات خاطئة يقوم بها المصريين منذ مئات السنين، تظهر أكثر في العزومات التي يستعرض فيها المصريون أنفسهم بالاسراف في الطعام على الموائد الرمضانية، وبعد إنتهاء الإفطار يفيض أغلبه فيقومون بإلقائه في القمامة أو للطيور في الريف والصعيد .
تابع الخبير الاقتصادي، أن الفنادق تعد الأكثر إهدارا للطعام لأنها لا تعيد استخدام الأطعمة واللحوم والحلوى المتبقية فتقوم بألقائها في صناديق القمامة، رغم أنه كان من الأولى أن توجه هذه الأطعمة إلى الجمعيات والمؤسسات الخيرية حتى يتم توزيعها على الفقراء والمحتاجين بدلا من إلقائها بالقمامة، مشيرا إلى خطورة هذه الظاهرة على الاقتصاد المصري، لأنها تتسبب في زيادة الطلب على السلع وتخزينها وهذا يؤدي إلى نقص المعروض بالأسواق خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي يمر بها العالم وتتأثر بها مصر، إضافة لما تقوم به الدولة بتوفير كافة السلع للمواطنين في المبادرات والشوادر بأسعار أقل من الأسواق حتى تناسب دخل المواطن .