الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:45 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د. طارق محمود ناصر

الدولار و ايامه

د . طارق ناصر

يترقب الناس فى أرجاء المعمورة او هكذا يتمنون لحظة سقوط الدولار.

فقد ظل الدولار منذ الحرب العالمية الثانية و الي الان زهاء ثمانين عاما متربعا علي عرش العملات العالمية و سيد التداول فى أنحاء المعمورة.

الدولار منذ ذلك التاريخ و هو العملة المرجعية بين العملات اى الاستاندرد العالمي الذى تقاس لة كل العملات.

ليس هذا بسبب انتصار امريكا فى الحرب العالمية الثانية. فأمريكا لم تنتصر بمفردها و لكنها انتصرت مع الحلفاء و علي رأسهم روسيا.

لم يسأل احد نفسة لماذا لم يكن الروبل آنذاك ليتم اتخاذة كعملة عالمية مرجعية.

أمريكا و الدولار أصبحوا المهيمنين للقوة العلمية و الاقتصادية و العسكرية و القدرات الإنتاجية فى شتي الاتجاهات ( طبعا كانت و لا تزال أرض بكر فتية مقارنة ببقية العالم) و لم يكن و لن يكون فى اى مرحلة فى التاريخ القوة العسكرية فقط هي التي تقرر من يكون المتسيد و صاحب الكلمة العليا.

ووسط هذا الترقب العالمي لنزول الدولار من عرشة و ظهور عرش جديد لعملة مرجعية جديدة يمني العالم نفسة بحل مشاكلة الاقتصادية التي تتفاقم يوما بعد يوم كما لو ان العصا السحرية لحل تلك المشاكل هو بزوغ عملة جديدة مرجعية فى الأفق.


و تغافل الجميع عن ان السبب الرئيسي فى التضخم و المشاكل الاقتصادية هو ضعف الانتاج فى تلك الدول و ضعف سلاسل التوريد التي حذر منها الاقتصاديون منذ عام 2019 ( عام الكورونا) .

سواء بقي الدولار او ذهب و أي ان ما كان الملك الجديد للعملات سيظهر الان او بعد سنوات طالت أم قصرت ليس هناك حل جذرى ما لم يكن هناك سيطرة علي الكوكب المتفجر بسكانة الذين قد يصلوا الي 10 مليار نسمة عام 2050 و هو رقم مخيف جدا و ما لم يكن هناك انتاج وفير سواء علي المستوى الزراعي او الصناعي لتحقيق متطلبات المليارات البشرية الناهمة.


يقينا ما لم تتوقف سلاسل التوريد البشرية قليلا او تسير بوتيرة أقل مما هي علي الان سواء بقي الدولار او ذهب لن تحل المشاكل الاقتصادية للعالم و ليس هناك عصا سحرية فى ذلك الشأن ما لم ننتج بقدر احتياجتنا و نوقف شلال الإنجاب المتزايد بلا سقف كل ما سيحدث فقط فى حال ما ذهب الدولار ان العالم سيكون فى احتياج للملك الجديد لتوفير متطلباتة.

الدولار. اقتصاد. طارق ناصر