تركيا .. المظلة الدينية و الذراع الاليف
رباب حرش القاهرةلأن يتعاون و يتغاضي العالم عن أفعال تركيا بالبلاد العربية بعامة ومصر بخاصة والتي لاتخفي علي احد أيا كان موضعه أو موقعه , و رفضه او تأييده , إنما يعود لاختيار مبني علي معالم تاريخية كان لها عميق الأثر في الامة العربية والمصرية وانعكاس ايجابي موثق علي مصالح الغرب في منطقتنا ...
وباختصار فان مصر مع الفتح العربي دخلت مرحلة وسطية من الاكتفاء الذاتي و التصدير الحضاري ,حتي اذا كان العصر العثماني وصلت مصر الي نقطة الحضيض في العزلة واصيبت ضمن الشرق العربي بتصلب شرايين حضاري , وأصبحت بمفردها في بيات شتوي تاريخي لم يسبق له مثيل في تاريخها حيث احيطت بسور الترك العظيم !
وفي مدة زمنية ثلاثمائة سنة ينقصون تسعا بدأت في 1517 وانتهت في 1798 مع الحملة الفرنسية لتستيقظ مصر كما استيقظ اهل الكهف علي طرقات نابليون ويسهل دخول المحتل الأجنبي تحت رايات الاستعمار الديني _ الخلافة العثمانية _ حيث يثمر تعاونهما عن تمكين إسرائيل بوعد بلفور وما قبله وما بعده من حقائق تاريخية , في حين كانت مصر مع العرب ومنذ بداية الفتح في علاقة مضاف ومضاف اليه بعكس العلاقة التركية _المصرية فاعلا ومفعولا به مع ثبات الأفعال علي استنزاف مصر , فالتوسع المصري الفرعوني لم يصل في أقصاه الي ما وصل اليه التوسع في القرن السابع عشر , وأعظم معارك مصر لم تكن معارك تحتمس الثالث أو رمسيس الثاني وإنما كانت لصلاح الدين وبيبرس , وفيه تحتم علي مصر وبانتظام مسئولية الدفاع والحماية للعروبة ابتداء من الصليبيات ثم التتار وحتي مع الاستعمار الأوروبي الحديث والصهيوني الاحدث , حيث قبل العرب زعامة مصر وحققوا انتصارات وحضارات اما الاتراك فقبلوا الاحتلال للمشرق العربي ومصر تحت مظلة الدين !
والآن ومع فشل كافة المحاولات منذ ثورة يوليو لعزل مصر عن العرب وتشويه العلاقات والتشهير بها وهو ما يفزع اعداؤنا عاودوا الزج بتركيا الذراع الأليف والرخيص وتحت نفس المظلة الدينية , املا في إعادة السيطرة وتمهيدا لبلفور جديد .