رحلة الفضاء الصينية إلى العالم
- نور يانغ
في 4 يونيو بتوقيت بكين، هبطت المركبة الفضائية المأهولة شنتشو 15 بنجاح في صحراء "بادان جاران" في "منغوليا الداخلية"، وكان رواد الفضاء الثلاثة في صحة جيدة بدنيا وأكملوا المهمة بنجاح. تظهر هذه اللحظة المثيرة تماما قوة الصين العلمية والتكنولوجية في مجال رحلات الفضاء المأهولة، كما تدل على أن الصين خَطَت خطوة كبيرة أخرى في تسريع رحلة بناء قوة فضائية وقوة علمية وتكنولوجية.
يصادف هذا العام الذكرى السنوية الـ 30 لإنشاء إدارة الفضاء الوطنية. على الرغم من أن صناعة الفضاء في الصين بدأت متأخرة، إلا أنها تطورت بوتيرة سريعة، فقد أصبحت بعض التقنيات ذات الصلة في طليعة العالم تحت الجهود الدؤوبة المبذولة من قبل عدة أجيال من رواد الفضاء الصينيين، وفي الوقت نفسه، عززت إدارة الفضاء الصينية باستمرار التبادلات والتعاون مع الشركاء الدوليين في مجال الفضاء. وفي الوقت الحاضر، وقعت الصين أكثر من 140 اتفاقية تعاون في مجال الفضاء مع 43 دولة ومنطقة و6 منظمات دولية، كما وقعت مخططات للتعاون الفضائي مع 9 وكالات فضاء وطنية، وأنشأت 17 آلية للتعاون الفضائي، حيث تسعى جاهدة لتعزيز التقدم المشترك لصناعة الفضاء الدولية إضافةً إلى توفير منتجات وخدمات فضائية عالية الجودة للبلدان الأخرى.
تعد سلسلة الصواريخ الحاملة "لونغ مارش" أول منتج فضائي صيني يدخل السوق الدولية ويقوم بأعمال تجارية دولية، وقد نفذت 52 عملية إطلاق تجارية دولية لـ 22 دولة ومنطقة ومنظمة أقمار صناعية دولية، مما وضع 70 قمرا صناعيا من أنواع مختلفة في مدارات محددة مسبقا، فحظيت سلسلة الصواريخ الحاملة "لونغ مارش" بالاعتراف من قبل البلدان في جميع أنحاء العالم بأدائها العالي وتكلفتها المقبولة وموثوقيتها العالية، واحتلت مكانا ثابتا في السوق الدولية.
تم تصدير الأقمار الصناعية المصنوعة في الصين إلى نيجيريا وفنزويلا وباكستان ولاوس وبيلاروسيا وغيرها من الدول، مما وفّر خدمات أقمار صناعية مريحة للبلدان ذات الصلة ويصبح نقطة انطلاق مهمة للتعاون الثنائي بين الصين والعديد من دول العالم. منذ عام 1999، تعاونت الصين والبرازيل في تطوير ستة أقمار صناعية صينية برازيلية معنية بالموارد الأرضية، حيث تستخدم البيانات التي تجمعها هذه الأقمار في صناعات ومجالات مختلفة؛ مثل الزراعة والغابات ومشاريع الري وموارد الأراضي وحماية البيئة والوقاية من الكوارث والتخفيف من حدتها، خاصة القمر الصناعي الصيني الفرنسي للمحيط الذي تم إطلاقه في عام 2018، وهو أول قمر صناعي طورته الصين وفرنسا بشكل مشترك، منذ تشغيله، لعب دورا مهما في علم المحيطات والتنبؤ بالأرصاد الجوية وعلم المناخ ومجالات البحث الأخرى، حيث يوفر عددا كبيرا من البيانات العلمية الدقيقة للتعامل مع تغير المناخ العالمي.
مع التقدم المطّرد لمبادرة "الحزام والطريق"، نفذت الصين ومصر والجزائر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول عربية أخرى سلسلة من التعاون العميق في مجالات علوم الفضاء والمعلومات الفضائية، وعززت بقوة بناء مشروع ممر المعلومات الفضائية "الحزام والطريق"، استفادةً من مزايا شاملة في الاتصالات والملاحة وتحديد المواقع والاستشعار عن بعد وغيرها من المجالات التقنية، لتوفير دعم المعلومات الفضائية للاقتصاد الاجتماعي للدول العربية والبلدان والمناطق المطلّة على طول "الحزام والطريق".
في 21 نوفمبر 2022، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في رسالة تهنئة إلى ندوة الشراكة العالمية بين الأمم المتحدة والصين لاستكشاف الفضاء والابتكار إلى أن استكشاف الفضاء لا حدود له، إن الصين مستعدة للعمل مع الدول الأخرى لتعزيز التبادلات والتعاون والاستكشاف المشترك لأسرار الكون والاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، وتعزيز تكنولوجيا الفضاء لتحقيق منفعة أفضل لشعوب العالم. لقد أصبحت "رحلة الفضاء الصينية" اليوم "بطاقة عمل وطنية" مشرقة في العالم، وتشارك الصين بنشاط في تيار تنمية الفضاء العالمي، وتساهم بالحكمة الصينية والحلول الصينية والقوة الصينية في تطوير الفضاء العالمي وبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.