الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:51 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

عرب و عالم

بعد مرور ستة أشهر على الزلازل المدمرة، تنذر لجنة الإنقاذ الدولية بأن زيادة وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا أصبحت أمرًا بالغ الأهمية

بعد مرور ستة أشهر من الزلزال المميت الذي ضرب تركيا وسوريا في ٦ فبراير بقوة ٧,٨ ريختر، تنذر لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) بأن ملايين النساء والأطفال في شمال غرب سوريا يجدون أنفسهم الآن بدون شريان حياة إنساني حيوي ويخاطرون بفقدان الوصول إلى الإمدادات الغذائية الأساسية والرعاية الصحية المنقذة للحياة.

يصادف هذا الأسبوع أيضًا مرور شهر على فشل مجلس الأمن الدولي في إعادة تفويض مساعدات الأمم المتحدة عبر الحدود من خلال معبر باب الهوى، الشريان الرئيسي للمساعدات الإنسانية التي تقودها الأمم المتحدة للوصول إلى السكان الضعفاء في الشمال الغربي. وتقدم الأمم المتحدة ٨٠٪ من المساعدات الغذائية في شمال غرب سوريا، حيث يعيش ٩٠٪ من السكان في فقر ويكافحون لإطعام أسرهم.

كما أخبرنا أحد موظفي لجنة الإنقاذ الدولية في شمال غرب سوريا: "الناس هنا مصدومون حقًا - كيف يمكن لمجلس الأمن أن يقول بأنه يحمي الإنسانية وينشر السلام في العالم ولكنه يفشل في تجديد المعبر الذي يساعد على إبقاء الملايين هنا على قيد الحياة."

وقد أتاح فتح نقطتي عبور إضافيتين، من خلال اتفاق مباشر بين الأمم المتحدة والحكومة السورية، طرقًا مرحبًا بها للإمدادات لدعم الاستجابة للزلزال. فمنذ وقوع الزلزال، عبرت قرابة ٣,٧٥٠ شاحنة محملة بالمساعدات التي تقدمها وكالات الأمم المتحدة إلى شمال غرب سوريا من تركيا، مع وصول حوالي ٢٠٪ عبر معبرين إضافيين و٨٠٪، أي حوالي ٣,٠٠٠ شاحنة، عبر معبر باب الهوى المفوض من مجلس الأمن الدولي. منذ فشل مجلس الأمن في تجديد القرار عبر الحدود الشهر الماضي، لم تتمكن أي شاحنات تابعة للأمم المتحدة من السفر عبر هذا المعبر الأساسي. ومن المقرر أيضًا أن تنتهي صلاحية المعبرين الإضافيين في ١٤ آب / أغسطس إذا لم تفاوض الأمم المتحدة على تمديد آخر.

اقرأ أيضاً

على مدار ١٢ عامًا، استمرت الاحتياجات الإنسانية في الشمال الغربي في الارتفاع وتفاقمت حدتها. هناك ٤,١ مليون شخص في شمال غرب سوريا بحاجة إلى مساعدة إنسانية مستدامة، غالبيتهم من النساء والأطفال. ويتلقى أكثر من نصف المحتاجين المساعدة من خلال آلية عبور المساعدات الإنسانية عبر الحدود كل شهر. لقد أدى الدمار الذي سببته الزلازل منذ ٦ أشهر إلى إرهاق هذه المجتمعات الضعيفة في الأصل والاستجابة الإنسانية.

وفي هذا الصدد يقول أحمد حامد، المدير الميداني لمكتب لجنة الإنقاذ الدولية في شمال غرب سوريا: "من الضروري الآن أن يتمكن السوريون في الشمال الغربي من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها. فهم لا يتعاملون فحسب مع تأثير الزلزال وسنوات الصراع الذي طال أمده، بل عانت المنطقة أيضًا خلال الاسابيع القليلة الماضية من حرارة الصيف الشديدة. كان لهذا تأثير مباشر على الآلاف الذين ما زالوا لا يحصلون على المياه النظيفة والمأوى المناسب.

تسبب الزلزال والصراع المستمر في حدوث ضائقة وصدمات طويلة الأمد، وخاصة زيادة الحاجة إلى الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي. أظهر اثنان من كل ثلاثة أطفال شملهم الاستطلاع الذي أجرته لجنة الإنقاذ الدولية بعد الزلزال علامات الضيق النفسي، مثل زيادة البكاء والحزن والكوابيس. القصص التي واجهناها تدمي القلب. فأحد الأطفال الذين ندعمهم قد فقد أمه ومنزله بشكل مأساوي عندما ضرب الزلزال. بينما أخبرتنا امرأة مسنة كيف دمرت الكارثة حياتها موضحة لفريقنا أنها لا تزال تكافح من أجل تناول الطعام أو الشرب أو النوم بعد ٦ أشهر وتجد نفسها تبكي دائمًا لأن ابنها وزوجته وأطفالهم قُتلوا جميعًا. كمجتمع عالمي، لدينا واجب إنساني لتقديم المساعدة لهؤلاء الأشخاص ولا يمكننا ترك السوريين في الشمال الغربي خلف الركب. إن الحفاظ على وصول المساعدات الإنسانية وزيادتها في هذا الوقت هو السبيل الوحيد للمضي قدمًا."

وتعلق تانيا إيفانز، مديرة مكتب لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا، قائلة: "كانت هذه المجتمعات تعيش بالفعل مع الندوب الجسدية والعاطفية لأكثر من اثني عشر عامًا من الصراع. علاوة على ذلك، دمر الزلزال البنية التحتية الهشة في الأصل وتسبب في مزيد من النزوح وقتل وجرح أكثر من ١٣,٠٠٠ شخص. الآن بعد ٦ أشهر، بدلاً من التطلع إلى إعادة بناء حياتها، تُركت هذه المجتمعات المدمرة فعلًا في حالة قلق مستمر بشأن مصدر وجبتهم التالية في غياب قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

من المحتمل أن يزداد الوضع تدهوراً الأسبوع المقبل عندما تنتهي اتفاقية استخدام نقطتي عبور إضافيتين من قبل الأمم المتحدة، والتي تم فتحها بعد الزلزال لتقديم مساعدة إضافية في مواجهة الاحتياجات الاستثنائية. اليوم لا تزال هذه الاحتياجات قائمة وهناك احتمال حقيقي أنه في ١٤ آب / أغسطس، لن يكون هناك امكانية للوصول عبر الحدود من قبل الأمم المتحدة من تركيا إلى شمال غرب سوريا. فإذا حدث هذا فعلًا، ستكون العواقب وخيمة على ملايين السوريين الضعفاء."

تدعو لجنة الإنقاذ الدولية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لتأمين وصول المساعدات الإنسانية على المدى الطويل والمستدام والآمن إلى شمال غرب سوريا، بما في ذلك من خلال قرار من مجلس الأمن. لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتقييد المساعدة أو اشتراطها، لا سيما في وقت تكون فيه الاحتياجات الإنسانية في أعلى مستوياتها على الإطلاق.

الانقاذ الدولية الحكومة السورية المساعدات