باحث :الانقلاب في النيجر يضع ضغوطا علي النظام في تشاد

قال محمد عباس باحث ومحلل سياسي سوداني إن هناك إجماع وسط المراقبين بأن الوضع القائم حالياً في تشاد يتسم بالهشاشة سياسياً وعسكرياً لا سيما في مرحلة ما بعد مقتل الرئيس السابق إدريس ديبي في منتصف 2021 مع محاولات إرساء نظام انتقالي ظل يُواجه بإرث النظام الذي هو استمرار له في الواقع؛ حيث يحاول هذا النظام إعادة إنتاج نفسه لكن وفق معطيات جديدة. بمعنى آخر يسعى نظام كاكا الحالي لإعادة السيطرة على خيوط كافة التفاعلات من خلال تدجين واستتباع بعض قوى المعارضة ورموزها لإعطاء وجه جديد للنظام إضافة للسعي لإضعاف المعارضة المسلحة القوية بالخارج في خضم بيئة إقليمية هشة تحيط بالبلاد تلقي بظلالها عليها بشكل مباشر.

وأضاف عباس في تصريحات خاصة للميدان أن النظام الحالي يواجه ايضا في تشاد معضلة الشرعية في ظل المواقف الإقليمية والدولية في ظل عدم الرضا عن سعي رموز النظام العسكري الذي تسلم السلطة عقب مقتل الرئيس السابق للتحكم في العملية الانتقالية للبقاء في السلطة

تابع عباس " علاوة على ذلك، يضع الانقلاب في النيجر مزيدا من الضغوط على النظام في تشاد عسكريا وسياسيا: فنجاح الانقلاب في نيامي يُغري مغامرين داخل لمحاولة الإطاحة بنظام ديبي الإبن بجانب تشجيع المؤسسة العسكرية في هذا البلد- والواقعة تحت ضغوط داخلية وإقليمية- لمواكبة موجة صعود أنظمة عسكرية في الساحل خلال السنوات الأخيرة. وفي ظل الحديث عن أيادٍ روسية في الانقلابات التي وقعت في الساحل الكبير وآخرها في النيجر، تكون بذلك تشاد هي الهدف التالي في "حزام الانقلابات" المتنامي في هذه المنطقة

وعلى صعيد الانعكاسات السياسية اشار عباس الي انه سوف تتصاعد وتيرة الحراك الشعبي المُعارض للنظام مع اتجاه العملية الانتقالية للفشل وصولاً للانسداد التدريجي في إمكانية إحداث انتقال سياسي يؤدي لاستقرار مستدام في البلاد

كما أن "العامل العربي"، أي الصعود السياسي للمكونات العربية في كلا البلدين ستكون أبعاد سياسي في تشكل معادلات الحكم والمعارضة وتوازنات القوة داخلها. بالإضافة إلى التداعيات المتوقعة على النظام في تشاد من نتائج الصراع في الخرطوم والتي سوف تؤثر بشكل كبير على وضعية المكونات العربية في تشاد والنيجر فضلاً عن إدراك الأنظمة في كلتا الدولتين للأبعاد المعقدة لهذه الوضعية وما تنطوي عليه من تهديدات كامنة