الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:36 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

محمود أبو السعود يكتب..

إبرة في كوم قش..《رحلة البحث عن سرير رعاية 》

《الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى》، حكمة بالغة فما تغني النذر، الصحة وما أدراك ما الصحة، وعندما يضيع فقه الأولويات فلا عجب أن نرى محافظة تعدادها يفوق ٧ مليون نسمة بدون سرير رعاية حروق، فما بين آهات المريض ووجع مرير ينتاب أهله وذويه، ترى العجب العجاب في رحلة بين أدغال الإهمال والفشل، ومسؤول خائف من تحمل مسؤولية إهمال من يرأسه.

محافظة المنيا أو كما يطلقون عليها عروس الصعيد بدون رعاية حروق، يكتفي المحافظ بوضع لافتة مكتوب عليها (المنيا احلوت كده ليه) ولا يدري الزائر المتمتع بهواء كورنيش المنيا ما تخفيه تلك اللافتة من معاناة يعيشها المواطن المنياوي داخل جدران مستشفيات وزارة الصحة والتعليم العالي وحتى من هو منها استثماري، والسبب ضياع فقه الأولويات، قلنا مرارًا وتكرارًا كفانا استثمار في الحجر وانظروا بعين الرأفة والرحمة لمن يرقدون داخل الجدران التى يشع منها الإهمال وليس لك إلا أن تستسلم للقدر المحتوم.

رحلة مريرة دارت رحاياها في ١٥ يوم تخللهم ثلاثة أيام في البحث عن سرير رعاية، وأجراس التليفون تصول وتجول بين المحافظات بينما يستقر العقل والجسد أمام حالة مريض يتألم، ثم تتوقف رحلة البحث عن الرعاية لتبحث عن شاحن تليفون لاستكمال البحث عن أنبوبة أكسجين وسرير يستلقي عليه مريض كل ذنبه انه في بلد لا تقدر قيمة الإنسان.

حزن وألم وحسرة، ونظرات تراها في أعين الاهل والأقارب وإحساس بالعجز أمام حالة أنت تعلم جيداً انك تبحث عن ما يرضيهم ولكنها كإبرة في كوم قش، ولكنهم لا يعلمون، المنيا حالة استثنائية في الخدمات الطبية والصحية لا تعلم ما الذي تعانيه من كثرة النواقص، كوادر قليلة، وأجهزة لم تمر على المحافظة المكلومة، وإمكانيات تستطيع أن تحكم عليها بالمعدومة.. ما السبب!!.

اقرأ أيضاً

لحظات مُرغبة تلك التي تنتظر خلالها رنة تليفون من مسؤول ليخبرك بأنه استطاع الحصول على خدمة هي من أصيل حقك في بلد لا تعترف بالحقوق ولكنها فقط تذكرك بالواجبات، السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، السيد الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة، هناك محافظة تحمل شعار عروس الصعيد لا يوجد بها سرير رعاية حروق، يا سيادة الوزير منظومة الصحة في المنيا تنتظر رصاصة الرحمة.. نرجوك أطلقها حتى نستريح.

وتشير إحصائيات الوضع الطبي بمصر إلى أن هناك 22 سرير لكل ألف مواطن علماً بأن المعايير الدولية 93 سرير لكل ألف مواطن، ومتوسط عدد أسرة الرعاية المركزة سرير واحد لكل 16 ألف نسمة، في حين أن المعايير الدولية سرير لكل 7000 نسمة.

محافظة المنيا ليس لها نصيب في عنايات الحروق وبعض المحافظات الأخرى، ولكن هل يستمر ذلك الوضع المأساوي؟ سؤال ننتظر رد المسؤولين عليه.

وزارة الصحة محافظة المنيا الرئيس السيسي سرير رعاية