الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:28 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د. منجي علي بدر

النتائج الاقتصادية لنصر أكتوبر

د منجى على بدر

بمناسبة اليوبيل الذهبى لنصر أكتوبر 73 فقد كانت أهم مقدمات النصر هى حرب الاستنزاف التى سجلت الدوائر العسكرية العالمية أن الطريق المصري إلى نصر أكتوبر 1973 بدأ بعد أسبوع واحد من نكسة 1967، وحائط الصواريخ، «كلمة السر» في نصر أكتوبر، وبدأت «حرب الاستنزاف»عندما تقدمت المدرعات الإسرائيلية صوب مدينة بور فؤاد بهدف احتلالها يوم 1 يوليو 1967 فتصدت لها قوة من الصاعقة المصرية بنجاح فيما عرف بمعركة «رأس العش»، وتكبدت إسرائيل أول هزيمة وخسائر موجعة ثم تصاعدت العمليات العسكرية خلال أطول حرب استنزاف في العالم استمرت 3 سنوات ، كما تم إغراق المدمرة البحرية الإسرائيلية ايلات بعد أربعة شهور أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر 1967 بواسطة 4 صواريخ بحريه سطح/ سطح كانت الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية وأيضا تدمير الغواصة الإسرائيلية «داكار»

واعدادا لنصر اكتوبر تم تأسيس مجلس الدفاع الوطني عام 1968 ، وتحول الاقتصاد المصري قبل حرب أكتوبر 1973 إلى «اقتصاد الحرب» بمعنى تعبئة جميع المصانع ومنتجاتها لاستيفاء احتياجات القوات المسلحة أولا، وتحقيق الاحتياطي اللازم من السلع ليكفى لمدة 6 أشهر.

وفيما يخص الإعداد العسكري فقد استطاعت مصر أن تعيد بناء القوات المسلحة وتكوين قيادات ميدانية جديدة، وإعادة تشكيل القيادات في القوات الجوية،واستعدت القوات المسلحة للحرب بكل ما هو حديث في تكنولوجيا التسليح والتدريب على أسلوب اقتحام الموانع المائية والنقاط القوية المشرفة على حمايتها.

ونجحت مصر فى إنشاء «حائط الصواريخ» المضاد للطائرات على طول خط المواجهة مع إسرائيل وفى العمق المصرى، وحمى الجيش أثناء حرب أكتوبر 1973. واستغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما، وكان يضم مجموعات منفصلة من قوات الدفاع الجوى: «المدفعية المضادة للطائرات، ووحدات الصواريخ، وأجهزة الرادار والإنذار.

وكان المشهد الأخير.في الثانية من ظهر يوم 6 أكتوبر عام 1973، بدأ أكثر من 2000 مدفع ثقيل قصفه لمواقع العدو في نفس اللحظة التي عبرت فيها سماء القناة 208 طائرة تشكل القوة الجوية المكلفة بالضربة الجوية الأولى التي أصابت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالشلل التام. وفى نفس الوقت كان آلاف المقاتلين بدؤوا النزول إلى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقي للقناة، بعد ذلك بدأت عمليات نصب الكباري بواسطة سلاح المهندسين.

المكاسب الاقتصادية التى حققتها انتصارات حرب أكتوبر خلال حرب أكتوبر 1973، طرحت الحكومة المصرية سندات الجهاد من أجل تمويل متطلبات الحرب وهى عبارة عن شهادات استثمارية من أجل المشاركة المجتمعية فى الحرب ماليا تحت شعار "شارك فى ملحمة النضال الوطنى"، وتم الطرح فى البنك المركزى وفروعه وجميع البنوك التجارية المصرية، بفائدة 4.5% سنويا ومعفاة من الضرائب،وبلغت حصيلة تلك السندات بعد شهر واحد فقط من بدء الحرب 7 ملايين جنيه وهو رقم جيد جدا".

وحول أبرز المكاسب الاقتصادية التى حققها نصر 6 أكتوبر هى عودة عائدات البترول الموجودة فى البحر الأحمر وسيناء وحصول مصر على إيراداتها منذ الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، كما زادت عائدات السياحة وخصوصاً فى جنوب سيناء بالإضافة إلى استرداد الموانى البحرية وانتعاش حركة التجارة الداخلية والخارجية إلى جانب انتعاش حركة الصيد نتيجة استرداد السواحل المصرية .

كما تم إعادة افتتاح قناة السويس عام 1975 للملاحة الدولية وإعادة عائدات إيرادات قناة السويس للدولة المصرية وكل هذا ساهم فى تطوير قناة السويس وفتح الأبواب أمام مشروعات استثمارية جديدة فى القناة.

كما تم إعادة توطين وتنمية مدن القناة وسيناء بجانب تشجيع الاستثمارات الأجنبية والصناعات الوطنية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفتح فرص أمام بناء مدن صناعية جديدة ما كانت لتبنى على طريق الإسماعيلية مثل العاشر من رمضان وفتح فرص لبناء مجتمعات عمرانية جديدة فالصناعات الوطنية ساهمت فى زيادة التصدير والاكتفاء الذاتى من المنتجات وساهمت فى خفض نسب البطالة وارتفاع مستوى المعيشة

كما نجح سلاح النفط العربي في التأثير الإيجابي على مواقف الدول الكبرى بفضل جهود الملك فيصل ملك السعودية والشيخ زايد رئيس دولة الإمارات العربية والرئيس الجزائري هواري بومدين، وأدى إلى الطفرة الكبيرة في أسعار النفط عالميا واحداث نقلة نوعية اقتصادية غير مسبوقة فى الدول المنتجة للنفط بعد ارتفاع اجمالى عائدات النفط للدول العربية من 14 مليار دولار في عام 1972 إلى 213 مليار دولار في 1980

هذا ، وحدثت تحولات فى الاقتصاد المصري الذي تحول من النظام الاشتراكي إلى الانفتاح الاقتصادي الذي رفع شعاره الرئيس السادات عام 1975، ولكن لم يطبق الانفتاح بالصورة الصحيحة ، حيث تحول إلى بوابة مفتوحة للاستيراد وأثر على قدرة مشاركة القطاع الخاص في الإنتاج وفي المشروعات الصناعية الأساسية

واستمر الاقتصاد المصرى معتمدا على قطاع الخدمات حتى وصول الرئيس السيسي الى سدة الحكم عام 2014 وبدأت مرحلة تنموية جديدة فى التاريخ المصرى الحديث تمثلت فى انعاش قطاعى الزراعة والصناعة مع تطوير كامل للبنية التشريعية والتحتية، واعداد مصر لمرحلة التعددية القطبية فى العالم الجديد.

==

الوزير المفوض والمفكر الاقتصادى/ د. منجى على بدر

عضو الجمعية المصرية للأمم المتحدة

حرب أكتوبر. نصر أكتوبر. السادات