الإثنين 25 نوفمبر 2024 10:44 صـ 23 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أخبار مصر

الأزهر للفتوى: صمود الشعب الفلسطيني وضع العالم المُتخاذل في مأزق إنساني كبير

قال مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إن الشعب الفلسطينــي يعاني منذ ما يقرب من قرن من الزَّمان إرهــابًا مُمنهجًا واضطهــادًا وتهجيــرًا وقهــرًا وإبادة وحشيَّة على يدِ مُحتــل غاصب، يضرب بالقوانين الدولية والحقوق الإنسانية عرض الحائط، ويحظى بدعم عالميّ استقوائيّ فاشــيّ ازدواجيّ المعايير.

تابع، لا زال شعب فلسطيــن بصموده وإبائه وتشبثه بأرضه -رغم مخاطر القصــف الصهيــوني الغاشم- يضرب أروع الأمثلة في البطولة، ويضع العالم الصامت المُتخاذل أو الداعي الداعم لهذه الجرائم في مأزق إنساني وأخلاقي كبير، ويزيح عن وجهه الكريه وشاحَ الإنسانية المزعوم المكذوب.

أضاف، مستوطنــو الأرض المُحتلــة من الصهاينــة لا ينطبق عليهم وصف «المدنييــن»، بل هم محتلــون للأرض، مغتصبون للحق، مُتنَكِّبُون لطريق الأنبياء، معتدون على مقدســات مدينة القــدس التّاريخية بما فيها من تراث إسلاميّ ومسيحيّ.

استطرد، ما ينفذه الكيــان الصهيــوني الآن من مجــازر وحشيّــة في حقّ الشعــب الفلسطينــي جريمة حــرب مكتملة الأركان، سيحاسَب عليها عاجلًا أو آجلًا، وسيكتب التاريخ أسماء من ارتكبوا هذه الجرائم وحرضوا عليها ودعموها بمزيد من الخِزي والعار.

وأوضح أن ما ينفذه الاحتــلال في غــزة من استهداف المشافي وفرق الإنقاذ والنازحين، ومنع وصول المرافق والمساعدات الإغاثية إليها -تحت سمع وبصر العالم- جرائـ.ـم إنسانية تفضح بشاعة هذا الإرهــاب الصهيونــي الخسيس، وبشاعة وأطماع من يدعمه ويؤيده من دول العالم.

تابع، ترويج الآلة الإعلامية الأمريكيــة والغربيــة أكاذيب الاحتــلال يُعدَّ شرعنة لمذابحــه الدمويــة ضد أطفال الشعــب الفلسطينــي، وتحريضًا على جرائم الكراهيــة ضد الفلسطينيــن والمسلمين في العالم.

أكمل، تناسى العالم عمدًا أن الكيــان الصهيونــي المُحتَل جمرة خبيثة في قلب الأمة الإسلامية والعربية، والقوى المحتلــة -بحسب المواثيق والقوانين الدولية- لا حق لها في أرض ولا مقدرات ولا مقدسـ.ـات، وردُّ عدوانها مقاومــةٌ مفروضةٌ ضد الظلم والقهر والطُّغيان.

وأشار مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، إلى أن عمليــات المقاومــة الحالية حلقةٌ جديدة من سلسلة نضــال شعــب فلسطيــن ضد إرهــاب الكيــان الصهيــوني المحتــل الغاصب، وجزءٌ صغير من رد عدوانه التاريخي البشع على المقدســات والأرض والشعب الفلسطينــي، بلغة القوة التي لا يفهم الصهاينــة غيرها.

أضاف، على الداخــل الفلسطينــي أن يحتشد صفًّا واحدًا في وجه هذا الاحتــلال البغيض، وأن يستمسك بقضيته العادلة دون أن تُرهِّبَه آليات الاحتــلال أو سياساته الهشَّة الدَّنيَّة، والتي سيئول مصيرها حتمًا إلى زوال.

تابع، لن تستطيع الأنظمة الأمريكيــة والغربيــة خداع الشعوب الإسلامية والعربية بعد أن سقط قناع إنسانيتها الكاذب وتسامحها المزعوم، وبعد أن فُضِحت حقيقة كراهيتها لهم، ورغبتها في إفشالهم وتفريقهم من خلال مواقفها الأخيرة ضد القضيــة الفلسطينيــة العادلة.

وتبين من خلال أحداث فلسطيــن الجارية حجم الزّيف والتّزوير والتضليل والقمع الإلكتروني الذي تمارسه مواقع التواصل الاجتماعي ضد مستخدميها المُستنكرين لاعتداءات دولة الاحتــلال على شعب فلسطيــن المكلوم، بما يهيل التراب على مزاعمها الكاذبة حول مهنيتها واستقلاليتها وكفالتها لحق الشعوب في حرية التَّعبير.

وعلى الشعوب العربية والإسلامية ألا يتركوا إخوتهم من أبناء الشعــب الفلسطينــي وحدهم، وأن يدعموهم وينصروهم بما استطاعوا، كلٌ على حسب استطاعته وموقعه وتأثيرة.

ووجه مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية رسالة، إلى فلسطين الأبية وقُدسنا المبارك،: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء: 104]
مع العسر يأتي من الله اليسر، وكيان الاحتـ.ـلال إلى زوال، وعُمر الشهـ.ـداء أطول من أعمار قاتليـ.ـهم، ووعد الله حق، ونصره آتٍ،{وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ ۝ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ ۝ وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ}. [الصافات: 171: 173]