الإثنين 25 نوفمبر 2024 02:56 صـ 23 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

الجامع الأزهر: التربية الأخلاقية مقياس نهضة الأمم وتقدمها

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر، ثالث حلقات موسمه التاسع من برامجه الموجهة للمرأة، والذي يأتي تحت عنوان: " دور التربية الإيمانية في تحصين الأبناء من الانحرافات السلوكية"، وجاءت ندوة هذا الأسبوع تحت عنوان "دور التربية الأخلاقية وأثرها في الوقاية من الأمراض النفسية".

وحاضر في الندوة كلٌّ من د. حنان مصطفى مدبولي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر واستشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، ود. فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، وأدارت الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

Advertisements

مقياس نهضة الأمم وتقدمها

وأوضحت د. حنان مصطفى مدبولي، أن التربية الأخلاقية تعد مقياس نهضة الأمم وتقدمها، فسمو أخلاق أفراد المجتمع وتحلّيهم بحسن الخلق من التعاون والإخلاص وحب الآخرين والصدق والتقوى وإتقان العمل، والبعد عن الرياء والكذب والنفاق، تعتبر من مكارم الأخلاق التي بها تزدهر الأمم، فلقد انتشر الإسلام بحسن الخلق الذي تحلى به المسلمون، في حين أن الفساد الأخلاقي يؤدي إلى فساد المجتمع.

اقرأ أيضاً

وبيّنت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن دور التربية، هو تنشئة وتربية إنسان سليم مسلم ناجح في عبادة ربه وعمارة حياته وآخرته، فالأبوان يقومان بتربية الجيل فيصنعان رجالًا ويبنيان أسرًا ويمهدان للوصول إلى جنات النعيم، ولابد أن يتصف المربى بتعلم العلم الشرعي البعيد عن الخرافات وأن يعدل بين الأبناء، وأن يمتلك القوة في التربية والصلاح، والبعد عن الموبقات والحكمة في التعامل والمتابعة.

وتابعت مدرس الحديث: من أنواع التربية، التربية بالملاحظة وبالإشارة وبالموعظة وبالترغيب والترهيب وبالقدوة وبالاستفادة من الدوافع الفطرية كالغيرة والتقليد، وقد قدم النبي ﷺ لنا الأسوة الحسنة في حُسن الخلق، ووضع لنا أُسسًا وقواعد تسهل لنا سبل وقاية الأبناء من الوقوع في براثن الأمراض النفسية، ومن أمثلة ذلك حديث: " أكمل المؤمنين إيمانًا أحاسنهم أخلاقًا "،وقوله ﷺ: " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".

من جهتها أكدت د. حياة العيسوي، أن الله قد حمّلنا أمانة تربية أطفال الأُمّة وتأديبهم وتعليمهم ما أوجبه الله عليهم وتهيئتهم للغاية التي خلقهم الله لأجلها، فقال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُواأَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}، وقال تعالى{وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}، فللتربيةِ جوانب مختلفة، فمنها التربيةُ الإيمانية والتربية الخُلقية والتربية الجسمية، والعقلية والنفسية والاجتماعية، والتربية الجنسيةِ وغيرها، كما أنها ليست قاصرةً على الوالدين فقط، فهناك إلى جانبِ الأُسرةِ المدرسة، والمسجدُ، والتجمعاتُ الشبابيةِ سواءً صالحةً أم غيرَ صالحة، ووسائلُ الإعلام وغيرها.

الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع

وأضافت: إن الطفل هو اللبنة الأولى في المجتمع، إن أُحسن وضعها بشكل سليم، كان البناء العام مستقيمًا، وكما أن البناء يحتاج إلى هندسة وموازنة، كذلك الطفل فإنه يفتقر إلى تربة صالحة ينشأ فيها وتصقل مواهبه؛ لذا اعتنى الإسلام بالطفل قبل أن يولد وذلك بالبحث عن المكان المناسب الذي يتكون فيه، ويتربى فيه فالولد الصالح هو خير كنز يتركه المسلم من بعده، فهو نافع لأبويه في حياتهما وبعد موتهما.

وتابعت: لذلك يقول النبي ﷺ: " إذا مات العبد انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له "، بل إن الذرية الصالحة يُجمع شملها مع آبائها الصالحين في الجنة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}.

 

الجامع الأزهر كلية الدراسات الاسلامية والعربية الازهر جامعة الأزهر