الجمعة 3 يناير 2025 02:27 صـ 3 رجب 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

د. طارق محمود ناصر

عصر الشقط

كلمة دخلت قاموس لغتنا الجميلة عن طريق بعض الأفلام التجارية و للأسف طغت علي عقول الكثيرين من الشباب رجالا و نساءا.

هذة الكلمة هي "الشقط" و هي كلمة دخيلة علي قاموس مفرادتنا اللغوية الحالية و لكنها ترسبت فى العقل الجمعي للكثيرين بمفهوم سئ السمعة للغاية.

فى الماضي كان هناك مفردات كثيرة لطبيعة العلاقة الحتمية من التجاذب الإلهي اللاارادى بين الرجل و المرأة مثل الغزل العفيف ثم الاعجاب و الاستلطاف و الانجذاب و غيرها من المصطلحات الشهيرة التي يوصف بها الانجذاب و الميل الفطري بين الرجل و المرأة.

لم يكن هناك اى غضاضة فى كل هذة المرادفات الجميلة فى وصف الخيط الغامض الذى يربط الانجذاب الفطري بين الرجل و المرأة.

تطورت تلك المفاهيم فى عصرنا الحالي و اخذت منحي اخر ذو مصطلحات صفيقة الي حد بعيد و علي رأسها كلمة "الشقط".

كلمة "الشقط" او التعليق فى اللغة الأكثر تهذيبا أصبحت ملازمة للعقل الجمعي لأغلبية الفتيات عندما يبدي الرجل انجذابة لها و ربما هي الاخري تكون منجذبة لة فى نفس اللحظة.

و لكن سرعان ما تلفظ هذا الانجذاب و تشعر انها افاقت من الشقط او التعليق. علما بان كل علاقات الحياة الطبيعية بين الرجل و المرأة ابتدأت بنظرة عين.

و قديما قالوا نظرة فابتسامة فموعد فلقاء. تحضرني أمثلة كثيرة لقصص أفلام عشقها الشعب المصري بكل اطيافة مثل افلام عبدالحليم حافظ. حين التقي بفاتن حمامة فى القطار صدفة و دخل الاعجاب قلبيهما فى نفس اللحظة. و تحول تدريجيا الي حب و ارتباط قوى و لم يفترقا حتي عندما ارادت هي الا تكمل المشوار نظرا لمرضها. لم يقل ابدا اى مخلوق انها "اتشقططت" او " اتعلقت" تبعا للمفاهيم المغلوطة التي نسمعها الان.

بل كانت قصة حب جميلة توجت بالارتباط و الزواج فى النهاية.

كلمة "الشقط" او "التعليق" كما ارادها من اخترعوها كان المقصود بها نعت المرأة اللعوب او العاهرة التي تقضي ليلة حمراء بأجر مع رجل ثم تذهب لرجل آخر لتمارس نفس الفعل. ببساطة هذة الكلمة اخترعت لتوصيف سلوك منحرف لامرأة ساقطة و لم يكن المقصود ابدا توصيف الشعور الفطرى الجميل بين الرجل و المرأة و الذى لو كتب لة النجاح سيكلل بالزواج الرسمي و الارتباط.

و الاعجاب الفطرى الذى ربما يحدث كشرارة بين الرجل و المرأة هو ما يحلو للكثيرين بوصفة "بالقبول" بين الطرفين.

كل ما فى الأمر ان الناس تعارفت علي ان القبول لابد ان يحدث فى الصالونات او الغرف المغلقة بناءا علي لقاء مرتب.

و هذا كان هو العرف السائد عندما كانت المرأة لا تعمل و بالتبعية لا تخرج و ليس هناك اى فرصة بأن تلتقي برجل لتحدث شرارة البداية او شرارة الاعجاب او القبول.

و لكن فى الزمن الحالي مع خروج المرأة و اختلاطها بالرجل أصبحت الفرص واردة الحدوث علي نطاق أوسع لحدوث تلك الشرارة و التي بأى حال من الأحوال لا تندرج تحت بند الشقط او التعليق.

عصر الشقط. نساء. فلسفة