وصمة على جبين النيل..فندق شبرد التاريخي رهين مستثمر عربي لمدة 38 عاما مقابل 45 مليون دولار فقط
محمد عطيةيظل النيل شاهدا على أكبر وصمة في جبين القاهرة بقطاعها العام الذي نخر فيه السوس إلى حد النخاع بلا أمل، سوى حقنة الموت.
فندق "شبرد" التاريخي الذي تأسس عام 1840 على يد مستر صامويل شبرد وانتقل بعد حريق القاهرة في 26 يناير 1952 الذي كان شرارة الثورة المصرية من حي الأزبكية إلى النيل، تم رهنه بعقد بخس لمستثمر سعودي مقابل ما يسمى بتطوير لمدة 38 عاما و 6 اشهر مقابل 45 مليون دولار فقط. اي نحو 2.2 مليار جنيه -بعد التعويم الأخير للجنيه المصري ، وقد كان قبل التعويم الشهر الماضي فقط 1.2 مليار جنيه فقط
دفع منها المستثمر نواف الشريف 16 مليون دولار فقط (500 مليون جنيه وقت توقيع العقد) .. ..
وسوف تصدم عزيزي القارىء من تفاصيل تلك الصفقة القضيحة على نيل القاهرة:
- تم توقيع العقد بين مجموعة الشريف السعودية والشركة القابضة للسياحة والفنادق، وبمقتضاه تدير الشركة السعودية فندق شبرد لمدة 38 عاما و6 أشهر بحسب تصريحات وزير قطاع الأعمال دكتور محمود عصمت.
- يحصل المستثمر السعودي على 69% من صافي إيرادات التشغيل، وليس إجمالي الايرادات، لمدة عشر سنوات، ثم تنخفض النسبة بعد ذلك إلى 60% فقط حتى نهاية مدة التعاقد.
أي أن نسبة الحكومة المصرية 31- 40% فقط.من صافي الإيرادات بعد خصم كل مصاريف التشغيل..
الغريب أن الفندق الذي ظل مهجورا لسنوات، تخيم عليه رياح صفراء و تأكل جدرانه المياه الجوفية، كان يدر ملايين الدولارات أثناء فترة إدارة مجموعة هلنان الاسكندنافية لإدارة الفنادق بين عامي 1986 إلى 2006 طيلة عشرين عاما. لم تكلف فيه الشركة المالكة دولارا واحدا، وكان وقتها قبلة لكبار الشخصيات العالمية مثل ملك الدنمارك الحالي و أمير الدنمارك الراحل، و الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات والزعيم السوداني جعفر نميري والشاعر الكبير محمود درويش، وآخرين. وكان يضم أكبر 10 مطاعم متخصصة، و 3 أدوار تحت الأرض و 13 دورا فوق الأرض، واكبر دور للمقتنيات التاريخية يسمى الدور المسحور بين الطابقين التاسع والعاشر، التي انتقلت من مخازن القطاع العام بروض الفرج،وكانت تضم مقتنيات فندقي سميراميس وشبرد، ومنها مقتنيات كريستال تاريخية ومعالق فضة، وسيوف عثمانية، واباريق شاي تاريخية. وقد حاولنا الاتصال بمسؤول بمجموعة هلنان فلم نتلق أي رد.
الغريب أنه لا يوجد موعد محدد لافتتاح الفندق وكل عام تصدر تصريحات سواء من وزارة قطاع الأعمال أو الشركة القابضة أو المطور الجديد بموعد جديد آخرها نهاية عام 2025. ولا تزال واجهة الفندق مغطاة بستائر قماش متهالكة شاهدة على سوس في جبين التاريخ.