الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:37 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

اللواء محي نوح بطل فيلم الممر في حوار خاص تكريم الرئيس السيسي نقطة مضيئة في سجل تاريخي وما قاله لي سيظل سرا لن أبوح به

الزميلة عبير العربي مع اللواء محي الدين خليل
الزميلة عبير العربي مع اللواء محي الدين خليل
  • حظى جسدي ب٤ إصابات في معارك مختلفة واعتبرها بصمة شرف وذاكرة لا يمحيها الزمن.
  • البطولة الحقيقية هي التي تستهدف الحفاظ على الوطن بدءا من تقديم الروح و انتهاء بعدم إلقاء المخلفات بالشوارع.
  • الدراما الوطنية ذات تأثير مهم على وجدان الجمهور وسلاح قوي لمجابهة حرب التزييف المستمرة.
  • "واقعة السنترال "جاءت مخففة عن الواقع وضباط الجيش دمهم حامي على وطنهم "فكان لازم اعمل كده".
  • مناهج التعليم في حاجة ملحة لمادة التربية الوطنية و السوشيال ميديا خلفت تفسخ اجتماعي بالجملة.

اللواء محي الدين خليل

هو أحد الوجوه الوطنية التي صنعت بصمة يفتخر بها على المستوى الشخصي والوطني وتبقى قدوة لمن أراد العزة وصناعة معاني الولاء والانتماء، كما إنه سيظل مثلاً أعلى تقتضي به الأجيال لكل من أراد صناعة مجد شخصي ووطني وتتجلى هنا ملامح ومفردات إسم جلل في تاريخ مدرسة الوطنية كأحد أبناء القوات المسلحة المصرية، اللواء محي الدين خليل مهدي نوح، والذي جسد الفنان أحمد عز الشخصية الحقيقية له في فيلم "الممر"، ويعتبر اللواء محيي الدين خليل أحد قادة المجموعة 39 قتال صاعقة ، والتى قدمت الكثير من الملاحم الوطنية والمعارك العسكرية المشرفة والتى سطرت فى تاريخ هذا الوطن، وشارك اللواء في 4 معارك ،ويعد من أهم أبطال حرب أكتوبر، ويمكن وصفه بأنه أسطورة حية تسير على الأرض، وحاز بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي، وإليكم نص الحوار فى السطور التالية..

فى البداية.. حدثنا عن شعورك بتكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي لك بالتزامن مع إحتفالات نصر أكتوبر بعد مرور 50 عام؟

تم تكريمي من الرئيس جنال عبدالناصر، ومن الرئيس محمد أنور السادات، ومن المشير حسين طنطاوي، ولكني أصف التكريم من الرئيس السيسي "بختامه مسك" ونقطة مضيئة لي على مدار تاريخي الودني والعسكري، ودار حديث بيني وبين الرئيس ولن أبوح به أبداً.

بمناسبة التاريخ الوطني الهام والإحتفال بعيد تحرير سيناء الحبيب.. رحلة طويلة لإسترداد الأرض؟

بالتأكيد وكل عام والشعب المصري يعيش فرحة الإنتصارات والإحتفال مع قواته المسلحة المصرية، ولكن أى نتائج عسكرية تحققت هي وليدة ما سبقها من معارك خاضها الجيش المصري وقادته وجنوده البواسل، من 67 وحتى حرب الإستنزاف ونصر أكتوبر 73 العظيم، حتي إسترداد سيناء الحبيبة.

تعني أن الحقبة العسكرية لتلك الفترة هى سلسال من البطولات والمحطات كل يسلم الآخر بما فيها 67 والتى تمثل غصة فى حلق الشعب المصري؟

بالطبع كل المراحل التى مرت بالعسكرية المصرية فى تلك المرحلة هى مراحل أدت إلى تلك النتائج العظيمة، أما عن 67 فهي هزيمة لم تدم طويلاً على عكس ما يظن البعض.

كيف تري هزيمة 1967 ؟


ما مر به الجيش المصري من هزيمة هو أمر وارد مع كل جيوش العالم، ولكن ما قام به الجيش من إعادة بناء وتأهيل وإصطفاف مره أخري وفى زمن قياسي، يدعونا للفخر بقواتنا المسلحة المصرية، ومدي قدراتها التنظيمية والتدريبية بعد هزيمة، وفى ذلك الزمن القياسي، بل وقمنا بالعديد من العمليات الناجحه التى هزت أركان العدو، وكبدته العديد من الخسائر، مثل معركة رأس العش، والتدمير المدمرة إيلات، وعملية ضرب الطيران، كل تلك المكاسب فى ذلك الزمن القياسي أمر يدعو للإعتزاز والفخر، خاصةً أن 67 لم تتح الفرصة للمقاتل المصري فى المشاركة الفعلية فى الحرب، والدليل على ذلك بمجرد أن حارب المقاتل المصري فى 73، كانت النتيجة كما يعلمها الجميع.

دائماً ما يتعرض الجندي للإصابات الخطيرة ورغم ذلك نجد الروح والمعنويات والإصرار لإستكمال المعركة تزداد.. ما السر وراء ذلك؟

بالفعل تزداد بأكثر مع كل إصابة، وعلى المستوي الشخصي حظى جسدي ب٤ إصابات في معارك مختلفة واعتبرها بصمة شرف وذاكرة لا يمحيها الزمن، وكنت فى كل مره أعتبر أن دمائى لعبت دور مع زملائي فى تحقيق النصر، فيزيد الإصرار على إستكمال القتال والمعارك المقبلة، ويدخل الجندي دوماً بعقيدة واحده النصر أو الشهادة.

كيف جاء إلتحاقك بالكلية الحربية؟

كنت بطلاً في رياضة الملاكمة، وحصلت على الثانوية العامة سنة 1961، وكان هناك دورة مجمعة فى المغرب، وأثناء التدريبات إستعداداً للإشتراك بها، كان المشرف على الفريق السيد على شفيق مدير مكتب المشير عبدالحكيم عامر، وكنت أملك بنية قوية وأمارس الرياضة جيداً، وبعد إنتهاء إحدي المباريات طلب مني الإنضمام إلى الكلية الحربية، وفى هذا التوقيت كنت فى كلية الطب، وتشاورت مع والدتي وإلتحقت بالكلية الحربية.

كثيراً ما يسمع المصريين عن حرب الإستنزاف ولكن لا يعرف عنها الكثير، بمناسبة وجود أحد أبطال تلك المرحلة العسكرية نريد معرفة كيف كانت حرب الإستنزاف مع العدو؟

أتفق معكِ أن حرب الإستنزاف لا يعرف عنها الجميع، رغم الكثير من النقاط المضيئة فى تلك الحرب، وما قامت به القوات المسلحة المصرية من بطولات، يكفي أن أخبرك أن فرقتي فقط قامت بـ 92 عملية شاملة ومتنوعة، ما بين عمليات خلف الخطوط، والإغارة والكماين، ووصل الأمر أننا قمنا بالكثير من العمليات داخل إسرائيل نفسها، قمنا بعمليات إغارة على 31 نقطة لخطوط العدو بطول القناة، وقتلنا وجرحنا 430 إسرائيلي، ودمرنا 17 دبابة إسرائيلية، و 77 مركبة إسرائيلية نصف جنزير، وأسرنا العديد من الجنود الإسرائيليين، والنتيجة الأهم التى حققتها حرب الإستنزاف، هي كسر الحاجز النفسي بين الجندي المصري والجندي الإسرائيلي.


كيف حققت مصر الإنتصار بعد الهزيمة فى 67 بعد سنوات قليلة من بناء الجيش؟

بالفعل، وهذا هو الدرس الذي قدمته العسكرية المصرية لكل جيوش العالم، كيف تستطيع أن تعيد بناء جيش بعد هزيمة، بل وتحقق النصر فى عدد سنوات قليل جداً، وهنا يأتي دور التخطيط الجيد ودراسة العدو ومعطيات المعركة، بالتوازي مع البدأ فى إعداد وتأهيل الجيش والجندي المصري.


ما معني التخطيط ودراسة العدو ومعطيات المعركة؟


سأخبرك شيئاً بسيطاً، تم تكليفنا وأنا والمجموعة بتدمير كل خطوط البترول للعدو، فى نفس توقيت المعركة، وبالفعل قمنا بالنجاح فى تلك المهمة، والسبب هو أن ينشغل العدو بالدفاع عن نفسه، ونحن ننجز مهمتنا، وفى حالة أن يحتاج العدو الإمداد من محطات البترول للوقود للطائرات وإستكمال الحرب، كانت فرقتنا قامت بتدمير كل خطوط الإمداد، وهو مثل بسيط ولكن يعطي دلالة كبيرة لكيفية التحضير لكل نقاط القوه والضعف، ودراسة العدو والعمل على كيفية إدارة المعركة.

ما أصعب اللحظات التي مرت عليك أثناء الحرب؟

اللحظة الأصعب هى إستشهاد القائد إبراهيم الرفاعي قائد الفرقة الخاصة بنا، وبعدها تم تكليفي بالقيادة وإستكمال القتال، وهي لحظة قاسية بشكل كبير وتحمل الكثير من المشاعر المختلطة، ما بين إستشهاد القائد والزميل إبراهيم الرفاعي، وشعرنا جميعاً بصدمة شديدة وحزن كبير، وما بين ضرورة التماسك لإستمرار مهمة القتال وبث الروح مرة أخري فى كل أفراد الفرقة، وبالتالي هو من أصعب المواقف التى مرت بي، ولكن تم الإتفاق على أن نثأر له، ولم أبكي لأن هناك معي جنود ولابد أن أكون قدوه.

ما رأيك فى دراما الأعمال الوطنية خلال تلك الفترة؟


تقوم بدور رائع فى التصدي لحروب التزييف التي يشنها كل الأعداء تجاه مصر، إلى جانب التوثيق لبطولات رجال قواتنا المسلحة والتاريخ العسكري المشرف للعسكرية المصرية.

على ذكر الدراما.. كنت صاحب الواقعة الشهيرة فى فيلم الممر الخاصة بتحطيم السنترال فى المنصورة.. ما كواليس الواقعة؟

بعد معركة رأس العش، كنت فى المنصورة وأريد أن أطمأن على أهل بيتي، وقمت بالإتصال ببورسعيد وإنتظرت حتي تصلني المكالمة، وظللت طويلاً وكلما ذهبت للسؤال أجد التأخير، قولت لموظف السنترال أنني ظابط وأريد أن أطمأن على أهل بيتي، فكان الرد سيئ للغايه وفى منتهي التجاوز، قومت برفع الموظف وحمله، ولم يممنعني عنه سوي أن دوري فى المكالمة قد جاء، أنهيت المكالمة وخرجت من "الكابينة" فوجئت بظباط وتزاحم وسب في الرئيس جمال عبدالناصر، وبحكم أنني ظابط من القوات المسلحة لن أتحمل إهانة القوات المسلحة، واقعة السنترال في فيلم الممر جاءت مخففة عن الواقع وضباط الجيش دمهم حامي على وطنهم "فكان لازم اعمل كده".


كيف تنصح الأجيال الحالية وخاصةً كشخص مثل أعلى وبطل مثلك؟

التحلي بروح التحدي، والحفاظ على وطنيتهم طوال الوقت، ومعرفة المخاطر التى تحاك ضد الوطن، وأن البطولة الحقيقية هي التي تستهدف الحفاظ على الوطن بدءً من تقديم الروح فداء له وإنتهاءً بعدم إلقاء المخلفات بالشوارع.

ختاماً ما الرسالة التي تريد أن تبعث بها؟

أتمني أن أري مناهج التعليم تهتم بالجانب الوطني فى تأسيس الأجيال الجديدة، نحن في حاجة ملحة لمادة التربية الوطنية وعلينا الحذر الشديد من السوشيال ميديا وسوء إستخدامها، لأنها خلفت تفسخ اجتماعي كبير وقطعت الأوصال.

فيلم الممر حرب الإستنزاف حرب أكتوبر