يا أزهر عادت شمسك الذهب..
له من اسمه نصيبٌ.. «الإمام الطيب» شيخ كعبة العلم والسلام الذي انحنى له العالم احترامًا
ياسر خفاجيحفر اسمه بحروف من ذهب في سجلات التاريخ الإسلامي بما تركه من عطاء ومنهجًا تتناقله الأجيال للتعرف من خلاله على قيمة الأزهر الشريف، اتسم بهدوء النفس وبنسبة عالية من الاتزان الانفعالي في الرد وتفنيد المزاعم والدفاع عن الإسلام دون تفريط أو تشدد، شخصيته امتزجت بالسماحة مع البساطة، والشدة مع الحكمة ، فزادته هيبة ووقارًا واحترامًا أمام قادة العالم.
حمل على عاتقه منذ توليه منصبه قبل نحو 13 عاما، نشر ثقافة التعايش والوسطية والاعتدال في شتى بقاع العالم وتأصيل الجانب الإنساني، ليثبت في كل موقف أنه حصن الأمان والسلام، فكان من الذين قال عنهم الحق في كتابه العزيز: «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه»، إنه فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
لم يدخر فضيلة الإمام الأكبر، وقتا أو جهدا وسعى بكل قوة في شتى بقاع الأرض شرقا وغربا ناشرا الصورة الصحيحة للدين الإسلامي، انطلاقًا من عالمية الأزهر ودوره في الدفاع عن كل ما يواجه العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء من أزماتٍ وقضايا فكرية واجتماعية، فاستعاد المكانة والريادة التاريخية للأزهر الشريف على جميع المستويات، وبذل الغالِ والنفيس في مواجهة التطرف والإسلاموفوبيا ونصرته للقضية الفلسطينية العادلة فشهد العالم بأهميته ودوره وانحنى له تقديرا وثناءً.
دوار آل الطيب
تقع ساحة الإمام الأكبر في الأرض الطيبة بمسقط رأسه بقرية القرنة بالأقصر على مساحة 5 قراريط، والتي تُعد قبلة ووجهة للفقراء والمحتاجين الذين يعانون الفاقة، لحرصه الشديد على سداد ديون الغارمات وتجهيز الفتيات غير القادرات على الزواج، وتقديم المساعدات المالية للمطلقات والأرامل، وتحمل تكلفة العلاج للمرضى، وأخذ على عاتقه حل الخلافات القبلية والنزاعات بين العائلات لحقن الدماء، وتكفل بنفقات الفتيات اليتيمات، كما وفر بالساحة كل مقومات الإقامة والإعاشة من مأكل ومشرب وغيرهما لاستقبال عابري السبيل، أو من ليس لهم مأوى، أو من لديهم مصلحة من شتى بقاع الجمهورية وتقديم وجبات الضيافة الكاملة لهم مجانا، مما جعلها مركزا شامخا للدعوة الإسلامية لما تقدمه من دورا ثمينا في خدمة الإنسانية وتطبيقا عمليا لصحيح الإسلام ومفهومه.
زهد الإمام الأكبر
رفض فضيلة الدكتور أحمد الطيب تقاضي أي راتبا عن منصبه كشيخا للأزهر، كونه يرى أنه يؤدي عمله في خدمة الإسلام، ولا يستحق عليه أجرا إلا من الله، ورفع شعار أن الإنسان إذا ما زهد عز، وقطن في وحدة سكنية بالإيجار ليضرب مثلا في الورع والاستغناء عن زينة الحياة الدنيا ومتاعها، قائلا: "يكفيني من الدنيا جلبابا وطبقا من الفول ورغيفا من العيش"، مشددا على أن هذا لا يتعارض مع وجوب السعي وراء الرزق، مؤكدا أن الزهد لا يعني التراخي والقعود عن العمل، وإنما الزهد هو أن تملك الأشياء ولا تملكك الأشياء، فامتلك قلوب مئات الملايين من المسلمين بتواضعه وعمله وأصبح لهم كالجبال الشامخة التي تحجب الشمس الضارة عنهم وتحرق من يحاول التعرض لهم.
اقرأ أيضاً
- إعلان الفائزين بمسابقة إعجاز القرآن الكريم والسنة في العلوم السياسية
- الأزهر يحيي ذكرى عاشوراء بإفطار جماعي للطلاب الوافدين لمدة 3 أيام
- كورال أطفال الأوبرا يقدم فقرة فنية بمهرجان أهالينا الصيفي بمدينة ههيا بالشرقية
- الليلة يا سمرا.. فرقة الشرقية للفنون الشعبية تحيي مهرجان أهالينا الصيفي بههيا
- لمدة 3 أيام.. «قصور الثقافة» تنظم مهرجان أهالينا الصيفي في «ههيا» بالشرقية
- حقيقة فتح باب التعيينات في المعاهد الأزهرية
- شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة انتهاك واضح لكل المواثيق والأعراف القانونية والإنسانية
- الهدهد لمتدربي لبيبا: الفكر الهدام ينشر الفرقة بين أفراد المجتمعات
- 54 عامًا على إحراق المسجد الأقصى.. الأزهر: مخطط ”هيلفي” الجديد يعيد إلى الأذهان المخططات الصهيونية الخبيثة
- مرصد الأزهر:” جهاد باكستان” تنظيم إرهابي جديد على الطريق
- مرصد الأزهر يحذر من خطط التنظيم الإرهابي للتواجد في القارة اللاتينية
- العواري لأئمة بنين: المتطرفون نزعوا الآيات من سياقها العام وفهموا فواصل الآيات فهمًا خاطئًا
إنسانية شيخ الأزهر
سطر فضيلة الدكتور أحمد الطيب العديد من المواقف الإنسانية ليضرب للعالم أروع الأمثلة في حسن الخلق، والتي كان من بينها ما نشره مدرب الملاكمة الأمريكي مانو إلروي خلال توثيقه لرحلته السياحية بالأقصر، وأثناء نزول الركاب من الطائرة فوجئ بشيخ وقور يفسح الطريق للركاب لتسهيل نزول الأسر والأطفال، وعندما أخبره أحد أصدقائه بأن من كان يفسح له الطريق في الطائرة هو الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر، أكبر قامة إسلامية في العالم، نشر فيديو آخر للأذان وإقامة الصلاة احتفاءً بالإمام وموفقة الرائع المتواضع.
الإمام وجبر الخواطر
وفي لمسة وفاء وجبر للخاطر كان بطلها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، عندما لبى طلب سيدة عجوز تدعى «أم سعد» قتل ابنها في خصومة ثأرية منذ سنوات بنجع حمادي، وطلبت لقاء شيخ الأزهر لإتمام إجراءات الصلح مع قاتلي ابنها، فاستجاب لها واستضافها في مضيفته بالأقصر، وجبر خاطرها وطمأن قلبها، بأن ابنها عريس في الجنة.
الأزهر بعيون العالم
يتمتع الإمام الأكبر بشخصية جمعت بين هيبة الملوك وتواضع العلماء، فكان للمسلمين المستضعفين حول العالم درع وسيف وحمل راية الدفاع عن حقوقهم فنال محبة وقلوب مئات الملايين، وانحنى له كبار المسئولين في جميع دول العالم احتراما وتقديرا، فشاهدنا تقبيل الشيخ عبد الله بن زايد رأس شيخ الأزهر أمام وسائل الإعلام العالمية، تبجيلا وتوقيرا، والعديد من سفراء الدول الذين حرصوا على زيارة الإمام في مشيخة الأزهر والانحناء لمقامه الرفيع في مشهد مهيب يؤكد عالمية وعظمة أكبر مؤسسة دينية في العالم، من بينهم بوتابورن إيوتوكسان، سفير مملكة تايلاند بالقاهرة، وماركوس لايتنر، سفير سويسرا بالقاهرة، ومحمد منير الإسلام، سفير بنجلاديش بالقاهرة، والقس الدكتور كيشي مياموتو، الرئيس التنفيذي لمنظمة أريجاتو إنترناشونال، ليشدو جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض بهامة عالية «يا أزهر عادت شمسك الذهب».
ماركوس لايتنر، سفير سويسرا بالقاهرة
محمد منير الإسلام، سفير بنجلاديش بالقاهرة
بوتابورن إيوتوكسان، سفير مملكة تايلاند بالقاهرة
القس الدكتور كيشي مياموتو، الرئيس التنفيذي لمنظمة أريجاتو إنترناشونال
تقبيل الشيخ عبد الله بن زايد رأس شيخ الأزهر