الخميس 21 نوفمبر 2024 08:50 مـ 19 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

مَاتُوا الصبايا!!

نفس المعدية والنتيجة أرواح بلا ديه، حادث مأساوي يضاف لسجل معاناة المصريين، صبايا في عمر الزهور يستقلون سيارة أجرة ميكروباص متوجهين لالتقاط لقمة العيش المٌرة، ليساعدوا أسرهم المكلومة في تحدي لمطحنة الغلاء وتكاليف المعيشة التي بدت مستحيل التغلب عليها في زمن الهواء فيه بفلوس.

١٢٥ جنيه هي أجرة يومية لضحايا معدية أبو غالب يعملون في تغليف الفاكهة، لا يعلمون أن تلك المرة يخرجون ليعودوا في أكفان بدون جيوب ولا يحملون فيها اليومية كما يسمونها.

إحداهن تعمل لتساعد أبيها في جهازها ولا تعلم أنها لن تكون عروس في ظل حالة من الاستهتار نعيشها تحت مسمى (حياة كريمة)، الحقيقة مشهد اختزال الإهمال في سائق سيارة الأجرة هو مشهد عبثي مسطح وردده بعض من يعشقون التسطيح لكارثة مثل التي حدثت صباح أمس.

مراراً وتكراراً تحدثنا عن فقه الأولويات ولكن يبدو أننا نؤذن في مالطة، قروض وديون يتحملها الشعب المسكين لكي نسلك طريق التطوير الذي لا نعرف له معالم، وزارة النقل صاحبة أكبر رقم قياسي في الاستدانة بحجة إنشاء الطرق والكباري، وتطوير السكة الحديد، والمونوريل والقطار السريع، والنتيجة احنا بنخسر!!.

اقرأ أيضاً

حذرنا كثيراً من ملف المعديات المُلغم والذي يطل عليا كل فترة بكارثة تحمل في طياتها المأساة والمعاناة لأسر بسيطة تبحث عن لقمة العيش فوق نعوش عائمة، هل تظل تلك الكوارث تلاحقنا أم هناك حلول؟ هل حان الوقت لننظر للمرافق التي يستخدمها الغلابة أم نصوب النظر لإنشاء كباري في مناطق البهوات فقط ؟.

كلها تساؤلات مشروعة على لسان الطبقة الكادحة التي تصارع من أجل البقاء، والتي لا يهمها أطول برج ولا أكبر جامع ولا أكبر كنسية، مشهد يعيد للأذهان كوارث سابقة كنا قد نسيناها ولكن يأبى الإهمال والاستهانة بأرواح الناس أن يفارق المصريين وكأنه مكتوب علينا أن نقف طوال العمر 《دقيقة حداد》.

من المسؤول يا سادة؟ ومن يعوض تلك الأسر المكلومة عن ضياع أرواح فلذات أكبادها؟ هل يعوضهم منحة وزارة التضامن الاجتماعي؟ أم قرار الوزير بالتفتيش على المعديات المنتهية تراخيصها مع العلم أن تلك المعدية تحديداً انتهت رخصتها منذ ثلاث سنوات بسبب عدم صلاحيتها؟.

هل يدفع الفاتورة سائق السيارة وحده أم سنحاسب الجاني الرئيسي؟ وهو المسؤول عن السماح أن تنقل المعدية أرواح أبرياء وهي لا تصلح؟ الفاتورة باهظة ١٦ فتاة هن ضحايا الإهمال لهيئة يتقاضى فيها موظفين الملايين والحقيقة كل الهيئة بموظفيها في سبات عميق، كلها تساؤلات تحتاج لإجابات قاطعة حتى نستريح.. أجيبونا يرحمكم الله.

معدية أبو غالب المنوفية التضامن وزارة النقل النقل النهري حادث المعدية ماتوا الصبايا