الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:48 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

المرأة والمنوعات

نظام غذائي يسد الشهية ويحمي الأمعاء من الأمراض

توصل مجموعة علماء أميركيون إلى اكتشاف هام يظهر تأثير النظام الغذائي الغني بالبروتين على تريليونات البكتيريا الصحية الموجودة في الأمعاء، والتي تلعب دوراً حيوياً في تنظيم الجوع والتحكم في الشهية. يُعتبر هذا الاكتشاف خطوة جديدة نحو فهم أفضل للعلاقة بين التغذية وصحة الأمعاء، مما يفتح آفاقاً جديدة في مكافحة السمنة.

دور النظام الغذائي الغني بالبروتين في تعزيز صحة الأمعاء

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، أجرى العلماء تجربة مخبرية شملت 16 فأراً لتحديد تأثير البروتين على ميكروبيوم الأمعاء. خلال أول أسبوعين من التجربة، قُدّمت للفئران وجبات غذائية قياسية غنية بالكربوهيدرات. في الأسبوعين التاليين، قُسّمت الفئران إلى أربع مجموعات، حيث قُدّم لها وجبات جديدة تحتوي على نوعين مختلفين من البروتين الموجودين في اللحوم، الدواجن، والمأكولات البحرية.

خلال فترة الدراسة، جمع العلماء عينات يومية من براز الفئران لتحليل نسبة بكتيريا الأمعاء الصحية. بالإضافة إلى ذلك، تم قياس نسبة الدهون في جسم الفئران. بعد انتهاء فترة الدراسة، تبين أن الفئران التي تناولت وجبات غنية بالبروتين فقدت وزناً ودهوناً أكثر مقارنة بتلك التي تناولت وجبات غنية بالكربوهيدرات.

كشف تحليل البيانات أن الأحماض الأمينية ذات السلسلة المتفرعة الموجودة في الدجاج، لحم البقر، الديك الرومي، السلمون، والتونة، كان لها التأثير الأكبر على صحة الأمعاء. وأظهرت الدراسة أن البروتين غير المهضوم يتخمر في الأمعاء، مما ينتج عنه أحماض دهنية قصيرة السلسلة تساعد في تنظيم الشهية وامتصاص الفيتامينات. كما يؤدي تخمير البروتين إلى تطوير سلالات معينة من البكتيريا المفيدة مثل العصيات اللبنية، التي تكافح البكتيريا الضارة في الأمعاء.

تأثيرات البروتين على ميكروبيوم الأمعاء

أكد قائد الدراسة، سامسون أديجومو، مرشح الدكتوراه في علم الأحياء بجامعة إلينوي، أن هذه النتائج تساهم بشكل كبير في تطوير فهمنا لكيفية تأثير البروتين على ميكروبيوم الأمعاء، وبالتالي على صحتنا العامة. وذكر أن البروتين يعمل كركيزة للتخمير الميكروبي في الأمعاء، مما ينتج عنه منتجات ثانوية مفيدة تساعد في تحسين صحة الأمعاء.

تتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسات سابقة أشارت إلى أن وفرة الميكروبيوم المعوي يمكن أن تزيد من معدل حرق السعرات الحرارية وتنظيم إشارات الجوع بين الدماغ والمعدة. علاوة على ذلك، تساعد البكتيريا الصحية في تنظيم حركة الصفراء في الجهاز الهضمي، مما يلعب دوراً مهماً في هضم الدهون وامتصاصها.

يفتح هذا الاكتشاف آفاقاً جديدة للأبحاث المستقبلية التي يمكن أن تتناول كيفية تحسين النظم الغذائية لتعزيز صحة الأمعاء وتقليل مخاطر السمنة. يمكن أن تساهم هذه الدراسات في تطوير استراتيجيات تغذوية أكثر فعالية تساعد على تحقيق وزن صحي والمحافظة عليه، من خلال التركيز على دور البروتينات في النظام الغذائي.

بشكل عام، تشير هذه الدراسة إلى أن النظام الغذائي الغني بالبروتين له تأثيرات إيجابية على صحة الأمعاء والتحكم في الوزن. من خلال تحسين فهمنا للعلاقة بين التغذية وميكروبيوم الأمعاء، يمكننا تطوير استراتيجيات جديدة لمكافحة السمنة وتعزيز الصحة العامة. تشكل هذه النتائج خطوة هامة نحو تحسين النظم الغذائية وتعزيز دور البروتين في تحقيق صحة أفضل.

النظام الغذائي البروتين الأمعاء البكتيريا البكتيريا الصحية الشهية ديلي ميل ميكروبيوم الأمعاء