العجوز الاستثنائي
بقلم : د. طارق محمود ناصريتعجب البعض من أن العجوزين يتنافسان علي مقعد رئاسة أقوى دولة فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية.
و يتندر علي الشباب الذى تبوأ هذا المقعد الرئاسي و هم فى قمة شبابهم و حيوتهم و هم كثر علي رأسهم جون كيندي و بيل كلينتون و أخيرا باراك أوباما.
و المتابع للسياسة الأمريكية سيفهم بلا شك أن بايدن ما هو إلا الظل لباراك أوباما.
و دفع بة الديموقراطيين لمقعد الرئاسة فى 2020 لا لشئ الا تمحكا فى شعبية أوباما و التي كانت مذهلة.
فهم لم يختاروا بايدن و إنما الظروف حتمت عليهم الدفع بة معتدمين علي الزخم الذي صاحب أوباما فى البيت الأبيض.
و نجيئ للعجوز الاستثنائي دونالد ترامب. فالمتابع لمسيرتة فى المنافسة علي الرئاسة منذ 2015 و الي الان سيلاحظ الاتي:
عندما أعلن عن رغبتة فى الترشح (علما انة كان ديموقراطي و تحول الي جمهوري) سخر منة منافسوة أشد سخرية و قد كانوا جميعهم 13 مرشح. ثم فؤجئوا جميعا بأنة يزيح جميع المرشحين واحد تلو الاخر بمنتهي السلاسة و اليسر.
و من المعلوم ان ترامب هو الرئيس الوحيد فى تاريخ أمريكا الذى لم يشغل اى منصب رسمي فى بلاط الدولة. لم يكن عضو مجلس النواب بغرفتية. لم يكن حاكما لولاية مثل رونالد ريجان الممثل مثلا.لم يخدم فى الجيش. ببساطة كانوا يعتبرونة هبط بالبراشوات علي السياسة.
و بالرغم من كراهية حزبة لة و سخريتة منة الا إنهم اندهشوا من ادائة المفعم بالثقة و القوة و كيف نال حب و رضي الناخب الأمريكي بكل هذا اليسر و السهولة.
فما كان منهم إلا انهم مرغمين و كارهين و رغم أنفهم اضطروا للالتفاف حولة بعد ما رأو التأييد الشعبي الجارف لة.
اضطروا خوفا من معارضتة و خسارة مقاعدهم سواء فى الكونجرس او السيناتورز و لم يكن لهم اى طريق سوى الحفاظ علي قاعدة ترامب الشعبية و تأييدة و هم يحملون لة كل الكراهية و التنمر.
طبعا ناهيك عن كراهية الديموقراطيين لة نظرا لما ابداة من رغبة حقيقية فى تغيير النظام السياسي برمتة و الذى تضجر منها الشعب الأمريكي باكملة.
الخلاصة أن ترامب رئيس استثنائي تستطيع أن تعتبرة رئيس مستقل فى رداء الجمهوريين.
لان كلا الحزبين يضمرون لة الكراهية نظرا لما أسلفت بانة حتما سيغير شكل النمط السياسي للدولة و التي سئمت منة الجماهير الغفيرة.
كما أن الشعب ( او مؤيدية) ينظرون إلية بصفتة المخلص البطل المستقل الذى جاء ليغير شكل السياسة الأمريكية و يحقق حلم الجماهير فى شكل و ميلاد جديد للسياسة الأمريكية.
و لكل ما ذكرت فإن بايدن و ترامب برغم انهم كبار سنا إلا أن كلا منهم يعتبر عجوز استثنائي بحكم الظروف التاريخية المعاصرة التي تمر بها الولايات المتحدة الأمريكية.