الأحد 24 نوفمبر 2024 06:55 صـ 22 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

ثقافة

رفض تأشيرة السفر تحرم الطلبة من الدراسة في الجامعات الأوروبية والأمريكية التي تسعى لاستقطاب المبدعين

يشكل حلم الدراسة في الولايات المتحدة أو أوروبا حلما يراود مئات الالاف من الطلاب حول العالم لما تلك الدول من جامعات مرموقة فمجرد الدراسة فيها سيخلق مستقبلا زاهرا لمن يتخرج منها. الحصول على تأشيرة السفر هو العائق الأكبر ومن بعد ذلك تكاليف الدراسة.

حصول الطالب على قبول من احدى تلك الجامعات لا يعني بالضرورة الحصول على تأشيرة السفر خاصة لدول تعادي الهجرة وتشدد من إجراءاتها.

المهاجرون يستخدمون أحيانا ورقة التعليم لتستر بغية دخول البلاد بشكل قانوني مما يعطل فرص طلبة العلم الحقيقين.

مسار الحصول على تأشيرة سفر لدراسة هو مسار طويل وصعب يبدأ بتعبئة الطلب والحصول على موعد مقابلة في السفارات والذي يستغرق أشهر. الطالب محمد صالح بدأ المسار منذ يناير ولغاية الآن لم يستكمل المسار فقال " حلمي الدراسة في الولايات المتحدة خاصة في جامعات مشهورة بتخصص البرمجيات لما فيه فرص عمل أعلى بكثير من جامعات أخرى، سجلت بثلاث جامعات أمريكية وفقط واحدة قبلت طلبي، وكم كنت سعيدا بورقة القبول، ما أن بدأت مسار الحصول على التأشيرة حتى اكتشفت العقبات والأوراق التي لا تنتهي التي طلبتها السفارة ".

العقبة المالية تزيد من الصعوبات

إحدى العقبات الأساسية في الحصول على تأشيرة طالب للولايات المتحدة هي إثبات قدرة الطالب على اثبات أن وضعه المالي جيد جدا. الامر بحاجة لتقديم دلائل ملموسة حول الموارد المالية الكافية لتغطية الرسوم الدراسية ونفقة المعيشة طوال مدة الدراسة. إضافة للكشف عن بيانات مصرفية أو منح دراسية وغيرها من المستندات المالية الأخرى هي من المتطلبات الضرورية. الهدف الأساسي للسفارات الأوروبية والأميركية هو اثبات أن الطالب قادر أن يعيل نفسه دون اللجوء للعمل.

أحيانا تكون عائلة الطالب ميسورة وتستطيع اثبات ذلك لكن عند التقدم للسفارات والجلوس في المقابلة يسعى المسؤول القنصلي لخلق سيناريوهات متباينة مثل أنه في حال تعرضت العائلة لازمة مالية كيف سينفق الطالب على نفسه. المنح عادة مرتبطة بالمستوى الأكاديمي لطالب وفي حال تراجعها فإن المنحة تسقط وعليه تسعى السفارة لخلق عقبات لتجاوز أكثر ما يهمها وهو عدم لجوء الطالب للعمل أو ترك الدراسة والسكن بشكل غير قانوني والتحول للجوء الإنساني.

جامعات أمريكية وأوروبية في العالم العربي

عدد من الجامعات الأمريكية والأوروبية لجأت لفتح مقرات لها في العالم العربي الامر الذي بدأ ينتشر بشكل أوسع منذ عدة سنوات مثل جامعة Carnegie Mellon University وجامعة جورج واشنطن في الكويت وجامعة New York university في أبو ظبي وكذلك جامعة Harvard وجامعة Columbia في الامارات وجامعة Northwestern University وغيرها في عدة دول عربية. إضافة لعدد من الجامعات الأوروبية التي هي الأخرى باشرت العمل على ذلك.

الخيار الأخر كان التوجه للجامعات الإلكترونية مثل جامعة University of the People الأمريكية التي تعلم بشكل كامل عبر الانترنت وتكلفة التعليم أقل بكثير , قال دان كلمنسون المتحدث باسم الجامعة " كنا نعلم تماما صعوبة الحصول على تأشيرة سفر للولايات المتحدة ولهذا اتبعنا منهج تعليمي كامل عبر الانترنت ونقدم الان تخصص إدارة الاعمال باللغة العربية وماجستير إدارة الاعمال أيضا باللغة العربية بسبب صعوبة تعلم اللغة الإنجليزية وذلك ذلل من عقبة السفر والتكاليف الباهظة , فيمكن لطالب الحصول على شهادة جامعية أميركية دون السفر للولايات المتحدة والدخول في بيروقراطية تحطم من أحلام وتطلعات الطلبة, فالتعليم حق للجميع ".

عدد من الطلاب العرب واجهوا مشكلة حقيقة بسبب الأوضاع السياسية والأمنية مثل الطلبة من سوريا واليمن وليبيا والسفارات الأمريكية لا تمنحهم تأشيرات لدراسة بسبب سوء العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول. إلا أن كل ذلك له سلبيات داخل المشهد التعليمي الجامعي في أوروبا والولايات المتحدة. لان رفض الطلبة من قبل السفارات سيعيق انضمامهم للجامعات وهم قد يشكلون إضافة نوعية أكاديمية للجامعات فعلى سبيل المثال طالب متفوق ونابغة لن يدرس في جامعة أمريكية ولن يكون محاضرا أو مخترعا أو عالما ببساطة لان السفارة رفضت اعطاءه التأشيرة.

فكم من الطلبة الأجانب رفعوا مستوى التعليم في أوروبا والولايات المتحدة ومنهم أمثلة كثيرة مثل البروفيسور الراحل أحمد زويل وغيره من النماذج التي لا تعد ولا تحصى. فمستوى التعليم المدرسي في الدول العربية رغم كل الانتقادات إلا أنه أثبت أن الطالب العربي قادر على الابداع في بيئة تعليمية تنميه وتحتضنه ليبدع.

الدكتورة هدى بسادة عضو في مجلس أمناء جامعة University of the people والتي عملت في السلك الجامعي لعقود ترى أن التعليم الجامعي بحاجة لتطوير في كل العالم فقالت " استقطاب المزيد من الطلاب من العالم العربي هو مهم جدا، ولهذا السبب علينا اقناع صناع القرار ورجال الاعمال والأكاديميين لإيجاد فرص تعليمية عبر الانترنت خاصة لخريجي المدارس الثانوية الذين لا يستطيعون تحمل العبء المالي ولا يحصلون على تأشيرة سفر لتعلم في الولايات المتحدة ومن هنا نرى في التعليم الالكتروني الحل الناجع لإبقاء الصلة بين الجامعات والطلبة في العالم العربي لان الطالب العربي عنده مواهب كامنة أهمها التصميم للنجاح وليس فقط الحصول على شهادة بلا أي قيمة ونرى كم من الطلبة ينتسبون لتعليم الإلكتروني وينجحون في دولهم ".

ختاما فمن حق أي طالب في العالم أن يدرس في أي جامعة يختار تماما كما هو من حق الجامعات أن تستفيد من الطلبة الموهوبين. الحصول على تأشيرة السفر قد يساء استخدمه من قبل البعض لكن ذلك لا يجب أن يكون تبريرا لحرمان البقية من جودة التعليم. الدول التي تدّعي العولمة هي نفسها من تحارب التعددية في الجامعات والخاسر الأكبر هو المستقبل الذي سيتقلص فيه عدد المبدعين الذين يدرسون في الجامعات المرموقة فقط لان مسئول في القنصلية عليه تنفيذ إجراءات بيروقراطية.