السبت 23 نوفمبر 2024 05:34 مـ 21 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

دفع تحديث الجنوب العالمي من خلال التحديث للصين وأفريقيا

بقلم ليانغ سوو لي

إعلامية صينية

اقرأ أيضاً

مع تعمق العولمة، تدخل أفريقيا، أحدث قارة في العالم، فصلا جديدا في تحديثها وتنميتها. ترجع العلاقات الصينية الأفريقية إلى تاريخ عريق، وقد عمل الجانبان جنبا إلى جنب على طريق التحديث، الأمر الذي لم يضخ زخما قويا في التنمية الخاصة بكل منهما فحسب، بل قدم أيضا مثالا لعملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي. وإن الانعقاد الناجح لقمة منتدى التعاون الصيني- الأفريقي لعام 2024 (فوكاك) قد ضخ حيوية جديدة في التعاون الصيني الأفريقي، واستكشف مسارات جديدة لدفع تحديث الجنوب العالمي من خلال التحديث للصين وأفريقيا.

وانعقدت قمة فوكاك 2024 في بكين في الفترة من 4 إلى 6 في الشهر الجاري تحت عنوان "العمل يدا بيد على دفع عجلة التحديث، وبذل جهود مشتركة لبناء مجتمع مستقبل مشترك". استعرضت القمة تاريخ الصداقة الصينية الأفريقية وأشادت بالتقدم المحرز في تنفيذ نتائج المنتدى، وتم التوصل إلى توافق سياسي واضح بشأن تعزيز التعاون الشامل بين الصين وأفريقيا، وتم تبني إعلان حول بناء مجتمع المستقبل المشترك للصين وأفريقيا في جميع الأحوال خلال العصر الجديد وخطة عمل لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي على مدى الأعوام الثلاثة المقبلة. وتم إصدار البيان الصيني الأفريقي المشترك بشأن تعميق التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية، وحققت القمة نجاحا كاملا.

وفي إطار التركيز على تحقيق التحديث، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطاب رئيسي ألقاه في مراسم افتتاح القمة، إنه يتعين على الصين وأفريقيا العمل سويا على دفع التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف، وبالانفتاح والنفع للجميع، وبوضع الشعوب قوق كل الاعتبارات، وبالتنوع والشمول، وبميزة الصداقة للبيئة، وبالسلام والأمن؛ وإن الصين مستعدة للعمل مع أفريقيا لتنفيذ خطط العمل الـ10 للشراكة، والتي تغطي مجالات التعلم المتبادل بين الحضارات، ازدهار التجارة، التعاون في السلاسل الصناعية، الترابط والتواصل، التعاون الإنمائي، الصحة، الزراعة ومعيشة الشعب، التبادلات الثقافية والشعبية، التنمية الخضراء، الأمن المشترك​​ وجوانب أخرى، خلال السنوات الثلاث المقبلة لدفع التحديث المشترك للصين وأفريقيا ودول الجنوب العالمي.

إن التحديث الذي يتسم بالخصائص الستة يوضح المسعى المشترك لتطوير التحديث للصين وأفريقيا، وتشير إلى اتجاه التعاون بين الجانبين لدفع التحديث.

يؤكد التحديث الذي يتسم بالعدالة والإنصاف على المساواة بين دول العالم من حيث الحقوق والفرص، واكتشاف مسارات التحديث المناسبة للظروف الوطنية؛ ويدعو التحديث الذي يتسم بالانفتاح والنفع للجميع إلى نموذج التنمية المتمثل في التعاون المفتوح والمنفعة المتبادلة، وتعميق التعاون في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار وما إلى ذلك؛ يتطلب التحديث الذي يتسم بضع الشعوب فوق كل الاعتبارات زيادة شعور الشعوب بالكسب والسعادة والأمانة في عملية التحديث، وبذل جهود مشتركة لجعل التحديث يعود بنفعه على كافة الشعوب؛ يدعو التحديث الذي يتسم بالتنوع والشمول إلى الاحترام المتبادل والتسامح والتعايش بين مختلف الحضارات في عملية التحديث؛ يهتم التحديث الصديق للبيئة بالتنمية الخضراء ويتمسك بمبدأ المسؤولية المشتركة ولكن المتباينة، ويدفع التحول الأخضر والمنخفض الكربون في العالم بشكل مشترك؛ يؤكد التحديث الذي يتسم بالسلام والأمن على الحفاظ على تنمية إقليمية سلمية ومستقرة، وتعزيز التفاعل الإيجابي بين التنمية العالية الجودة والأمن العالي المستوى، والحفاظ على السلام والاستقرار في العالم بشكل مشترك.

إن التعاون الصيني والأفريقي في عملية التحديث لا يعزز ازدهار الصين وأفريقيا فحسب، بل يوفر أيضا خبرات قيمة لعملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي. وكما قال الرئيس شي، إنه لا يمكن أن يتخلف أحد عن الركب على طريق التحديث، ولا يجوز أن يغيب أحد أو نترك أي بلد خلف الركب في طريق التحديث. إن تحقيق التحديث حق غير قابل للتصرف لجميع دول العالم. ولا يوجد طريق موحد للتحديث. ولا تشكل "الدول غير الغربية" أغلالا أمام التنمية أو اختناقات أمام التحديث. إن مسارات التحديث للمناطق والبلدان المختلفة لا يمكن تحديدها أو تنظيمها من قبل بلدان أخرى. إن حق التحدث عن التحديث يقع في أيدي شعب البلد أو المنطقة، ويظهر التعاون الصيني الأفريقي إمكانية تحقيق البلدان النامية للتنمية المشتركة من خلال الوحدة والتعاون.

يعد التعاون الصيني الأفريقي جزءا هاما من العلاقات الصينية الأفريقية وقوة مهمة في دفع عملية التحديث في الجنوب العالمي. وفي التنمية المستقبلية، ستواصل الصين وأفريقيا التمسك بمفاهيم الإخلاص والصداقة والنتائج الحقيقية والتقارب وحسن النية والنظرة الصحيحة للعدالة والمصالح، وتعزيز التبادلات في الحوكمة، وتعميق التعاون العملي، وتعزيز الروابط الشعبية، والعمل سويا لدفع قضية التحديث والبناء المشترك لمجتمع صيني أفريقي رفيع المستوى ذي مستقبل مشترك.

لا تحديث للعالم بدون تحديث للصين وإفريقيا اللتين تضمان ثلث السكان في العالم. وإن السعي المشترك للصين وأفريقيا نحو التحديث من شأنه أن يضخ حيوية جديدة وزخما جديدا في عملية التحديث في بلدان الجنوب العالمي ويفتح فصلا جديدا لبناء مجتمع مستقبل مشترك للبشرية.

تحديث الجنوب العالمي التحديث للصين وأفريقيا