محمد ريان يكتب : وزير الثقافة والمهام المستحيلة

ليست المسألة مجرد كرسي وليست مجرد قرارات وأوراق وموافقات ..ولكنها تفاعل مع الأحداث وحركة تطوير ومنهج يحتذي به .

مقالي عن وزارة أعتبرها من أهم الوزارات لأنها معنية بعقل الانسان ودرجة وعيه والتحامه بالادراك الزمني ..أعتبرها وزارة سيادية بما لها من مهام ثقافية مع قيادات بارعة في خلق فلسفة التميز والابداع.

ومن هنا أدركت ان مهام وزير الثقافة الجديد د أحمد هنو مهاما صعبة لأنه جاء في توقيت صعب فقد فيه المواطن حاسة الجمال الفني والثقافي لما يراه من فنون بذيئة واعلام مترهل وثقافات متدنية .

إذن مهام الوزير تعتمد علي إعادة حالة التنوير الثقافي .. واثق ان د أحمد هنو من الاكفاء والمخلصين لهذه المهمة المثيرة والغامضة بسبب تداخل الأفكار المدسوسة التي برجلت الجيل الجديد وأربكته ورغم أنني شرحت للوزير بعض الخطايا التي تحيط بالوزارة ودار الأوبرا إلا أنه انه قال لي مبتسما انا أصبحت وزير المظالم .

فعلا فالشكاوي كثيرة وكذلك المطالب ..هو يريد أن ينتبه للتطوير وحركة الإبداع والتنوير المفتقد ..يريد أن يعود بوزارة الثقافة لسابق عهدها في أن تخلق حالة من الانسجام الفكري بين المواطن والثقافة وأن يعود الكتاب بين الأيادي وأن نجد الندوات والشعراء وكتاب القصة والفنون التشكيلية والغناء الأصيل في حالة انتشار .

مهمة الوزير منهج أكثر منها إدارة..وإدارة مرتبطة بالبعد عن البيروقراطية وهو مايفعله د أحمد..فهو يتابع ويري ومتواجد بين الجميع ولايعطي أذنه لأحد .

سيادة وزير الثقافة ..قيادات الوزارة لابد من إختيار الأصلح والمتميز..الأكفاء لايجدون الفرصة. وأنت خير من يعرف ذلك لأنك فنان وأعرف إنك تبحث وتدقق ولك عين ثاقبة ومتأكد أن المرحلة القادمة ستشهد تحولا جذريا في خريطة الثقافة المصرية.