البطولات الجوية بأكتوبر أذهلت العالم..خبراء : إسرائيل طلبت هدنة بعدما كبدناهم خسائر فادحة..الطلعة الجوية شارك فيها 242 طائرة حطمت مواقع العدو..بسبب معركة المنصورة صنعت إسرائيل صواريخ بعيدة المدى

بعد مرور 51 عاما على حرب اكتوبر المجيدة التى أذهلت العالم وحطمت أركان الكيان الصهيونى وكبدتهم خسائر فادحة لتعد مصر الدولة الاولى فى العالم التى كسرت الكيان الصهيونى بالرغم من وقوف امريكا بجانب شقيقتها الصرى اسرائيل ، الا اننا لا نستطيع أن نغفل البطولات الجوية بحرب اكتوبر تقابلنا مع الخبراء الاستراتيجيين من الطيارين الذين شاركوا فى حرب اكتوبر المجيدة والذين أكدوا لنا ان الحرب بالطيران لم تبدأ فى اكتوبر ولكنها بدات بعد 67 مباشرة فقد قاموا بعمليات كثيرة منها منها رأس العشة والمنصورة وكبدوا صفوف العدو خسائر فادحة ، كما قام قادة القوات الجوية بتطوير الاسلحة والمعدات والطيران لانه كان قديما وكانت به طائرات من الحرب العالمية الثانية الا انه تم تطويرها والوصل بها الى السرعة صفر لدرجة ان الروس لم يكن يتصوروا انها ستصبح هكذا ، مؤكدين ان الطلعة الجوية الاولى شارك بها 242 طائرة دمرت خمسة مواقع اسرائيلية فى سيناء مما شل حركتهم ولو استمر الطيران المصرى لضرب الجيش الاسرائيلى كله لكن سرعان ما طالبت اسرائيل بوقف القتال وعمل هدنة ... كثير من المشوقات نستمتع بها فى السطور التالية ...

قال اللواء عبد الرافع درويش ، الخبير العسكرى ، ان البطولات الجوية فى حرب اكتوبر بدأت بعد 67 مباشرة وليس فى حرب اكتوبر فقط ، فقد خرجت العديد من الطائرات يومى 14 ، 15 يوليو 67 قامت القوات الجوية بضربات ضد اركان العدو الاسرائيلى أسفر عن انسحاب العدو حتى العريش وقام الفريق مدكور ابو العز بإعطاء معلومات للرئيس ان سيناء فارغة حاليا فرد عليه وزير الدفاع الفريق محمد فوزى قائلا له" هل لديك قوات تكفى لدخول سيناء قال له لا ،فقال له تراجع " وأثبت الاعلام الاسرائيلى نفسه انه حدثت خسائر كبيرة فى صفوفهم ، مضيفا أنه بعد نكسة 67 وجهت إلينا انتقادات عديدة وحوكم الفريق صدقى محمود وحكم عليه بالاعدام باتهامه بانه السبب ودافع عنه الفريق مدكور ابو العز وشهد شهادة حق بانه لم يحدث اى شئ وقال لحسين الشافعى عليكم ان تحاكموا انفسكم اولا ، متابعا " حتى اننى ركبت اتوبيس وقامت بنت من مقعدها وقالت لى نصا " تعالى اقعد عشان انتوا بتتعبوا فضحك عليا الاتوبيس كله وانا كنت نقيب ساعتها بالقوات الجوية ونزلت منهار " ، بعدها قمنا بمعارك رأس العشة والمنصورة ومعارك فى الاستنزاف وضربنا اهداف ليلية ودخلنا العمق فى سيناء وقمنا بعمليات خلف صفوف العدو وخسرنا ايضا كثيرا وكانت هذه العمليات هى الاساس لحرب 73 .

وأضاف درويش ، اننا فى حرب 73 كان لدينا معلومات وتأهيل قوى للفنيين والمهندسين على معدات حديثة وأجرينا تطوير للقوات الجوية ومعداتها لدرجة ان الروس كانوا لا يدرون ان طائراتهم ممكن يحصل فيها تطوير كبير مثل ما فعلناه ويصبح على مستوى عالى وفعلنا شئ اسمه " zero speed " السرعة صفر ، وهذه لو وصلت لها الطائرة تسقط على الارض فى عرف الطيارين ، ولكن نحن وصلنا للسرعة صفر بدون ان تسقط الطائرة ، ومعنى السرعة صفر اى لو لحقنا بطيارة العدو نصل للسرعة صفر ويصبح طيارنا فى الخلف وطائرة العدو فى الامام ويضربه ويقتنصه ، وايضا اجرينا " البلى تانكس " وهى خزانات الوقود الاحتياطية لان مدى الطائرات كانت قليلة جدا لانه كان لدينا طائرات قديمة من الحرب العالمية الثانية مثل الميج 17 والميج 21 ، فكنا نتعامل مع طائرات قديمة مداها قصير وتسليحها ضعيف ولكننا تغلبنا عليها بتركيب الخزانات الاحتياطية للتغلب على ذلك وطورناها ايضا حتى يزيد التسليح بها وهكذا .

وتابع الخبير العسكرى ، أن بداية حرب 73 كان طيراننا محلق فوق كل مطارات سيناء وضربناها حتى نخفف الضغط على القوات البرية التى ستعبر وبالتالى كانت فيه حماية من الدفاع الجوى ، وحدثت اشتباكات كثيرة بيننا وبين العدو فيها معركة استمرت ساعة واسقطنا منهم طائرات كثيرة من طائرات الفانتوم وبالتالى لجاوا واسرعوا للمطالبة بهدنة لوقف القتال حتى يوقفوا الخسار فى صفوفهم ، ومن ضمن الحرب 73 انهم كان العدو الاسرائيلى يعطى تعليمات لطيرانه الا يقترب من قناة السويس لانها كانت محمية بطائرات مصرية بقوة ، مضيفا أن البطولات كانت كثيرة جدا لشباب وطائرين ومهندسين ومتدربين فيها ابطال وللاسف الشديد لم يكرموا من الرئيس السادات ساعتها ، وقد طالبت الفريق مبارك فى ذات الوقت وقال لنا نسيت اضع اسمائكم فى الاوسمة والانواط فقلنا له نحن كنا لا نريد اوسمة ولكننا كنا نبتغى الشهادة .

فيما قال اللواء دكتور مهندس حمدى عامر ، الخبير العسكرى ، ان القوات الجوية قامت بالطلعة الاولى التى حققت النصر والحرية فقد قامت بها 242 طائرة حربية ضربت خمسة مواقع فى سيناء وهم مركز ابو خشيبة الخاص بالقيادة الالية وثلاثة مطارات ومستودعات زخيرة ووقود ومهمات ومركز القيادة الجنوبية الخاص بالقيادة الاسرائيلية ، ونوعية الطائرات التى خرجت فى الضربة الجوية ، وهناك 3 قواعد اسرائيلية فى صحراء النقب كنت أتمنى ان نضربهم لأنهم كانوا يمثلوا 70 % من الجيش الاسرائيلى لو تم ضربهم كنا قضينا على الجيش الاسرائيلى بشكل كامل ، مضيفا أنه بعد الطلعة الجوية الاولى كان يجب ان يكون هناك طالعة جوية ثانية وثالثة لان اسرائيل ساعتها كانت لم تستدعى قواتها الاحتياطية بعد الضربة الاولى وهذه كانت فرصة عظيمة لنا ، متابعا أن اهم الايجابيات فى الضربة الجوية ان طائراتنا خرجت وعادت وعندما شاهدها جنودنا كسرت لديهم حاجز الخوف ورفعت روحهم المعنوية وتم ضرب القواعد الاسرائيلية المتقدمة وضربنا القيادة الجوية والاحتياطى الخاص باسرائيل .

ورأى اللواء طيار عبدالحكيم شلبى، أحد المشاركين فى حرب اكتوبر ، أن من أهم المعارك الحربية فى حرب أكتوبر كانت معركة المنصورة يوم 14 أكتوبر وأستمرت هذه المعركة لمدة من 50 الى 55 دقيقة مما وضعها كأطول معركة جوية فى العالم تلاحم فيها الطيارين المصريين تلاحما شديدا وقويا وفدائيا بطريقة كبيرة مما اضطر العدو الى صنع الصواريخ بعيدة المدى لمنع اقتراب الطيارين منهم .

فيما قال اللواء محمد على بلال ، الخبير العسكرى ، أن الضربة الجوية الاولى طلعت على ارتفاع 30 كيلوا وكان لها فضل كبير فى تحقيق النصر ، مضيفا أننا لا يمكن ان تقتصر حرب الكتوبر على الطلعة الجوية او ماذا حدث فيها ولكن لابد ان نخرج بأهم الدروس المستفادة من حرب اكتوبر بشكل عام والعمليات الجوية وهى أن مصر عندما تدرس جيدا وتخطط جيدا وتظهر القرار السليم فى الوقت المناسب وتتابع تنفيذه ستجد النتائج جيدة جدا لكن لو درسنا حروب 48 ، 56 ، 67 ، لوجدنا أنه لم يكن هناك تخطيط ولكننا كنا ندخل المعركة دون ان ندرى ما هى المعركة لكن فى حرب 73 استطعنا ان ندرس المهمة ونخطط لها جيدا وقد اخذ التخطيط كافة نواحى الدولة وليس القوات المسلحة فقط حتى استطعنا اعطاء التعليمات لجميع الجهات مرة واحدة وما ادى لسرعة التنفيذ وتحقيق النجاح وهذا ما ما نقول عليه روح حرب اكتوبر ، ولا نستطيع القول ان القوات المسلحة قد عبرت ونكتفى ؟ بل لابد ان نعرف كيف عبرت ؟ عبرت لان هناك جهات عملت خلفها وحققوا لها ما تستطيع به ان تعبر وتقتحم القناة .