الظاهرة الترامبية الاستثنائية

طوال عمرنا نسمع التعبير الشائع المستهلك المسمي "out of the box" و لكننا نادرا ما كنا نعرف او نلمس حقيقه ما المقصود بخارج الصندوق....و ما هو ذلك الصندوق الذى ندعو الناس لتفكر خارجة.

و ها هو الرجل الظاهرة دونالد ترامب يأتي بتطبيق عملي لما هو حقيقي خارج الصندوق.

فمن المتعارف علية فى أغلبية الأنظمة السياسية العالمية ان مجلس النواب لة مهمتين أساسيتين لا ثالث لهم: التشريع و مراقبة أداء الحكومة.

هذا ما ألفناه فى اغلب ان لم يكن فى كل الانظمة السياسية الحديثة. و كلمة مراقبة أداء الحكومة كان و لا يزال فى طلبات الإحاطة التي يقدمها نواب الشعب لأعضاء من الحكومة التنفيذية( فى الأرجح طبعا الوزراء) ليدلوا بدلوهم فى تساؤل نواب الشعب بخصوص موضوع ما.

و لكن ها هو ترامب يقرر "بيدي لا بيد عمرو " محاسبة و قياس أداء الحكومة باستحداث وزارة تنفيذية( ليست تشريعية بطبيعة الحال) لكي تقوم بقياس كفاءة أداء الحكومة التنفيذية بالمهام المنوطة بها.

فلقد قرر الرجل محاسبة الذات داخليا قبل أن يحاسبها الشعب المتمثل فى نوابه و هى طبعا فكرة خارج الصندوق بحق و حقيقي و ليست مجرد كلام طائر فى الهواء تلوكه الألسنة عن مناشدة الآخرين بالتفكير و الإتيان بفكرة خارج الصندوق و التى لا تأتي أبدا فى أغلب الظن.

إنها الظاهرة الترامبية فلنري هل يحقق فعلا ترامب وعودة خاصة و انها ليست سهلة المنال فى تسريح الآلاف من العاملين فى بلاط الحكومة ناهيك عن قطع ما يقرب من 2 ترليون دولار من الميزانية الحكومية.

التنفيذ لن يكون سهلا علي الإطلاق خاصة و انة وعد الشعب بتحقيق ذلك فى غضون عامين تقريبا. ان فترة حكم ترامب فعلا ستكون علي صفيح ساخن داخليا و خارجيا.