بناء عالم عادل من التنمية المشتركة
بقلم : نور يانغفي الفترة ما بين 18 و19 من نوفمبر، انعقدت القمة الـ19 لقادة مجموعة العشرين (G20) في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حضرها 55 رئيس دولة ورؤساء حكومات وممثلي المنظمات الدولية، وتم اعتماد "إعلان قمة ريو دي جانيرو لقادة مجموعة العشرين".
وخلال القمة، درس رؤساء الدول والقادة من مختلف الدول قضايا متعددة وناقشوها بشكل مشترك، بما فيها دفع إصلاح الحوكمة العالمية، وكيفية تمكين المجتمع الدولي من حل مشكلة الفقر، والدور الذي يجب أن تلعبه مجموعة العشرين، كما ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابًا مهمًا في القمة يوم 18 بالتوقيت المحلي، والذي قدم فيه "إجابات الصين" على هذه القضايا.
طرح الرئيس شي مقترحات رئيسية لتعزيز التنمية المشتركة لجميع البلدان في القمة على خلفية "بناء عالم عادل من التنمية المشتركة" و"العمل لبناء نظام حوكمة عالمي عادل ومعقول"، وشرح بشكل شامل مفهوم الحوكمة العالمية للصين في مجالات الاقتصاد والتمويل والتجارة والبيئة الإيكولوجية وغيرها، بينما أعلنت الصين عن ثمانية إجراءات لدعم التنمية العالمية، بما في ذلك تعزيز التنمية في إفريقيا بشكل عملي وتوسيع الانفتاح الأحادي الجانب على الدول الأقل نموًا.
تعتبر التنمية المشتركة التنمية الحقيقية للمجتمع البشري، حيث التزمت الصين ببناء عالم عادل يتمتع بالتنمية المشتركة، والتمسك بالتعددية، والدعوة إلى تبادلات وتعاون دولي أكثر شمولًا وفائدة وأكثر مرونة في التجارة والاستثمار والحضارة الإيكولوجية وغيرها من الجوانب، وتوفير "خريطة الطريق" لتحسين الحوكمة العالمية، وتقديم الحكمة والحافز في التنمية المشتركة للمجتمع البشري، حيث لا يعكس فهمها العميق للوضع الاقتصادي العالمي واتجاهات التنمية البشرية فحسب، بل يظهر أيضًا مسؤولية وأفعال دولة عظيمة.
تؤكد الصين على بناء اقتصاد عالمي تعاوني ومستقر ومنفتح ومبتكر وصديق للبيئة، لأنها تؤمن بأن تحقيق التنمية المشتركة لا يمكن فصله عن تحسين الحوكمة العالمية. وتقترح مفهوم "الالتزام بتعزيز الشراكات الاقتصادية العالمية"، والتي وضعت خططًا مفصّلة لتحسين الحوكمة العالمية، ومن خلال هذا المفهوم قامت الصين ببناء إطار شراكة كامل نسبيًا على نطاق عالمي لتعزيز التفاعل الاقتصادي الودي والتنمية عالية الجودة لمختلف البلدان، كما يثري هذا المفهوم أيضًا موضوعات ودلالات "الشراكة"، ولها أهمية كبرى في تعزيز وتنسيق السياسات الكلية العالمية وفتح مجال تنمية أوسع للاقتصاد العالمي.
في السنوات الأخيرة أصبح صعود مجموعات "الجنوب العالمي" رمزًا مهمًا للتغيرات في البنية العالمية، إلا أن نظام الحكم الحالي لا يعكس هذا الوضع. على سبيل المثال، لا يمكن لحصة صندوق النقد الدولي الحالية أن تعكس بدقة الموقع النسبي لبلدانه الأعضاء في الاقتصاد العالمي. وتعمل الصين جاهدة على استخدام "الاقتراحات الصينية" مثل "إجراء مراجعة البنك الدولي للأسهم وتعزيز تعديل نسبة أسهم صندوق النقد الدولي" "مواصلة تعزيز إصلاح منظمة التجارة العالمية" "التأكد من أن الذكاء الاصطناعي يفيد البشرية جمعاء وتجنب التلاعب به من قبل الدول الغنية والناس الأغنياء"... لكسب المزيد من أصوات الجنوب العالمي وتعزيز الحوكمة العالمية في اتجاه أكثر عدالة ومنطقية.
لا يمكن لأي بلد أن تتخلف عن اللحاق بركب طريق التحديث. ويجب على مجموعة العشرين أن تكون قوةً دافعة لإكمال الحوكمة العالمية والتقدم التاريخي. وباعتبارها عضوًا مهمًا فيها، ستعمل الصين بشكل مستمرّ على دفع تعدد العالم المتميز بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتميزة بالمنفعة المشتركة والشمولية، وتترك "البصمة الصينية" خلال عملية تحقيق التنمية المشتركة وإكمال الحوكمة العالمية، وتقدم مساهمة بـ"القوة الصينية".